بقلم ابراهيم الجبوري
نحن امة العرب بشعوبها كنا في غيبوبة ويأس وعزلة عما يجري من حولنا ، وكنا بحاجة لصدمة ترجعنا الى ذاكرة واقعنا وما نحن عليه وفيه من الصلابة والشجاعة والتاريخ المشرف والكرامة والاصالة ووو صفات غابت عنا او غيبت تحت هول الظلم وشدة السياط التي سلطها جلادينا علينا ... فأستفقنا في تونس الخضراء حين وجدنا بوعزيزي يحرق جسده ويضع نهايته لنفسه بنفسه بعد ان عجز ان يوفر لقمة العيش الكريمة لاهله فنهضنا وهممنا ان نستعيد ما سلبوه منا حكامنا والاصح ... جلادينا وبدءت مسيرة الشعوب التي اثبتت ان امة الضاد شعوبها حرة ولا ترضخ لقاتيلها ولا لجلاديها الذين حكمونا بالحديد والنار ولغة السيف والدم ... وامتهنوا كرامتنا وسلبوا منا حقنا بالعيش الكريم ، ولكننا نهضنا واستفقنا من سباتنا والاهم اننا لن نعود لحالة الوهن والرضوخ مجددا لجلادينا ... وتكللت ثوراتنا بالنجاح في تونس ومصر وقدمت الحكومات لنا التنازلات في دول اخر وسننتصر ونسترجع لاوطاننا كرامتها وحريتها في اليمن وليبيا والبحرين ...وستكتمل انتفاضتنا لكرامتنا وتستمر بدماء الشهداء الذين كانت دماءهم هي الثمن الذي دفعناه وملئت منه الساحات والشوارع والازقة ... والسجون والمعتقلات وكل شبر من اوطاننا التي ننشد ان تكون حرة ، ورايات الاجرام التي تتلاقفها ايادي صدام ومبارك وصالح والقذافي وغيرهم من الاقزام الذين جاءت بهم غفلتنا ... ليحكمونا ويعذبونا اصبحت تتهاوى الواحدة تلو الاخرى !!! والبحرين تشهد فصلا جديدا من فصول الاجرام والقتل التي يتعرض له شعبنا العربي ولكن بلون وطعم ورائحة جديدة هويتها القتل على الظن والهوية العقائدية ... وسكينها التي تذبح بها هي تحالف بني امية من الجلادين والعاشقين لفن الرقص على اجساد الضحايا وقمع الشعوب بوسائل وادوات جديدة افرزتها طبيعة المنازلة مع الجلادين وهم المرتزقة والبلطجية وجيوش الدول الاجنبية ودرع اغتصاب الجزيرة العربية وغيرها من ادوات القمع والهيمنة والغطرسة والافكار الشاذة والتي اصبح الجيش السعودي الراعي لها واصبح شرطي المنطقة بلغة الدو والذبح للشعوب لتثبيت الظلم والطغيان والساعي بقوة لقتل الشعوب وفرض الفكر التكفيري المنحرف عليهم بقوة السلاح احيانا وبالارهابيين والمفخخات احيانا اخرى. ان للشعب البحريني وكافة شرائح المجتمع فيه مطالب مشروعة وعادلة عبروا عنها من خلال المظاهرات التي كان شبابه وابناءه فيها بشكل سلمي وحضاري منسجم مع حالة التغيير التي نسعى لها جميعا كشعوب ... وليس كحكام وجلادين ، ولكن للبحرين خصوصية وجميع سكان دول منطقة الخليج يعلمونها جيدا وهي ان النظام الحاكم فيها ومنذ اكثر من اربعين عاما لم يسعى لبناء البحرين ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بالنهوض بها وتحقيق العدالة والرفاهية الاجتماعية لشعبها وانما شغلهم وفكرهم وخططهم في كيفية تغيير ديموغرافية المملكة البحرينية وخارطة التوزيع السكاني فيها وانا شخصيا عملت في منطقة الخليج لفترة طويلة واعلم تماما كغيري حجم المعاناة والفقر ومصادرة الحريات وانتهاك الكرامة الذي يتعرض لها هذا الشعب والملك واسرته والحكومة المنصبة لا هم لهم الا تجنيس الالاف من طائفة ودين ولون معين وصرفوا المليارات على هذا الفكر والمنهج المنحرف ورغم ذلك ولم ولن يستطيعوا ، ثم وجاءوا بفدائيين صدام وكل عصابات القمع والقتل ومنحوها الجنسية البحرينية وسلطوها على رقاب شعبه ولم يستطيعوا ان يكسروا شوكة وارادة الشعب البحريني الاصيل والذي يستمد قوته وعقيدته من ايمانه العميق بحقه في الحياة ومن شجاعة شعبه الساعي للحرية والكرامة ووقف الفساد المستشري في البلاد ونهب الخيرات. نحن نسجل للتاريخ ان شعبنا العربي قد انتفض على الطغاة في ليبيا والبحرين ولاقوا اقسى مايمكن ان تتعرض له الشعوب من ظلم وقتل وانتهاك للكرامة والحريات في هذه الانتفاضات لاننا كعراقيين لاقينا على ايدي صدام وزبانيته الاشد والاعظم ... ولكن ازدواجية المعايير ونظرية المكيالين انصفت احدهم وجعلت العالم يصطف معه وينتصر له ونحن ايضا نريد له ان ينتصر بأذن الله ...وخذلت الاخرووقفت متفرجة على المذابح التي يتعرض لها ، وهو شعب البحرين الاشم وتركته يواجه مصيره المحتوم امام عصابات القتل القادمة من السعودية والمرتزقة الذين لا دين لهم الا الارهاب ولكن حسبنا ان الله ناصر المظلومين سيكفيهم ويثبت اقدامهم وينصرهم وتتحقق مطالبهم المشروعة والعادلة بارادة وعزم الرجال ونصرة الاحرار في هذا العالم وسينجلي ليل الظلم وترتد سهام وسياط الجلادين الى ظهورهم ..لئن وعد الله حق والتاريخ ومنطق الحياة يؤكد واثبت دائما ان الشعوب لاتقهر وانها مهما طال الليل سوف تنجلي الظلمة وتنتصر لانها باقية والحكومات زائلة ومتغيرة . فيا اهلنا وشعب البحرين الشقيق صبرا على البلاء والقتل والجوع والحرمان والاضطهاد الذي تتعرضون له وسيكفيكم الله شر الجلادين والمنافقين بايمانكم المطلق بالله ورسوله وعترته الطيبة الطاهرة وسيجزي الله الصابرين وتذكروا دائما ان امامنا الحسين عليه السلام لاقى الموت الدروس بكلماته المعهودة ءبالموت تهددني يأبن الطلقاء والموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة فرحم الله شهداء انتفاضاتنا العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين والعراق وكل خارطة بلداننا وسينصركم الله ويحميكم لانكم انتم الاقوى والاعز وستبقون ...والانظمة الفاسدة والجبانة ستزول وستخسر السعودية المعركة كما خسرتها وفرت من الميدان من قبل في اليمن ولبنان وكل مكان فخخته لتقتل ابناء شعبه ، وعلى حكومة البحرين ان تستفيد من الدروس والعبر وتنتفض من اجل شعبها وترفع عنها ثوب الوصاية الذي تمارسه عليها السعودية وان تخلع هي عن جسدها ثوب الطائفية المقيتة وتصالح شعبها وتعمل على الاستجابة لمطالبه العادلة والمشروعة قبل فوات الاوان وانقطاع الخيط الباقي بين الملك واركان حكمه وشعب البحرين الصابر والمجاهد. ابراهيم الجبوري
https://telegram.me/buratha