عمر الجبوري
الواقع الحياتي في العراق يشير الى ارتفاع معدلات الفساد الاداري والمالي ووصوله معدلاته الى اعلى المستويات خلال المرحلة السابقة وان كانت هذه المعدلات وبمحاولات الحكومة والشركاء السياسيين في نسب قليلة من التراجع ولأن الامر ليس بالشيء السهل بسبب امتداد جذوره بين الموظفين وانتشاره .في مراجعة لاحدي دوائر الدولة الخدمية وبينما كنت انتظر مع باقي المراجعين الفرج الالهي لإنجاز معاملتي وبعد ان آخذ اليأس مأخذه مني وانا انظر الى كم المعاملات التي تنجز بطريقة غير شرعية (الواسطة والاصدقاء و الرشوة) بدأت اتبادل اطراف الحديث مع مراجع اخر ينتظر مثلي الفرج وتسهيل الامر من العلي القدير, حيث قال لا تستغرب يا اخي ففي العراق ومنذ زمن الملعون صدام والى الان هناك صنفان فقط هما اصحاب الكلمة والحظوة في العراق ودونهما لا تفكر بوجود العدالة والحق ابدا , فالصنف الاول هم اصحاب السلطة والنفوذ و هولاء لا يمكن تأخيرهم او تأخير انجاز معاملاتهم (طبعا اذا كانت ضرورة لقدومهم الى المراجعة بأنفسهم ) ولذلك ترى الجميع يسعى بقوة لإنجاز معاملته ومن قمة هرم الدائرة الى اصغر موظف مسؤول فيها وسترى بعد قليل نماذج حية لقولي هذا لكي تتأكد بنفسك .اما الصنف الثاني فهم اصحاب المال لانهم وبأموالهم ينجزون معاملاتهم وقد لا يحتاجون حتى للحضور الى الدائرة لإنجاز المعاملة ألا في الحالات الاضطرارية التي تستوجب ذلك ,, وعدا ذلك فأن باقي شرائح المجتمع لا تملك غير الدعاء والابتهال الى الله عسى ان يقنع الموظف بإنجاز المعاملة في نفس اليوم وألا فأنك لا تجد من الموظف سوى جملة (أكو نقص بالمعاملة ) حيث كانت في السابق (روح تعال باجر) ولكي تضطر بعدها ان تقضي يومان او ثلاثة في مراجعة الدائرة لإنجاز معاملتك ليأتي الفرج بالإنجاز..هذا هو واقع عراقنا في السابق واليوم وهو ليس بالغريب على الكثير منا وفي معظم الدوائر الخدمية التي يكون مجال عملها باحتكاك مباشر مع المواطن , ولعل الحلول التي قدمت لحل اغلب مشاكل العراق قد قدمت الحلول الضمنية لهذه المشكلة او انها اغفلتها كما لا زال هناك الكثير من المشاكل غافلة عنا وعن حكومتنا الموقرة ...
https://telegram.me/buratha