المقالات

امريكا/ صفقة "البحرين" مقابل "ليبيا" / والموقف العراقي سيكون حاسما !

1553 23:28:00 2011-03-19

اسعد راشد

في احدث تطورات الاوضاع في المنطقة بعد غزو القوات السعودية الغاشمة للبحرين والصمت الدولي الذي رافق عملية الغزو والمجازر التي ارتكبت هناك بحق الشعب الاعزل والمسالم والغموض الذي لف الموقف الامريكي تجاه تدخل قوات ال سعود المدججة باحدث الاسلحة الفتاكة والمعبأة حتى النخاع بالحقد والكراهية وبثقافة التطرف والتعطش لاراقة دماء الشيعة ‘ برزت اخيرا معالم الصفقة التي تمت خلف الكواليس بين الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوروبية من جهة وبين نظام القتلة والتطرف الديني في الرياض وحلفاءها في الخليج من جهة اخرى ..معالم تلك الصفقة جاءت اليوم ـ 19/03/2011 ـ وعلى لسان وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية هليري كلينتون والتي قالت في ضوء القمة الطارئة في باريس عقدها عدد من زعماء دول العالم لبحث الازمة الليبية حيث قالت بعد قرار مهاجمة ليبيا عسكريا من قبل قوات الحلف الاطلسي "الناتو" : " ان من حق البحرين ان تستدعي قوات خليجية للحفاظ على امنها" !! وهو ما أزال الغموض اخيرا عن الموقف الامريكي وكشف الخيط الابيض من الاسود! هذا يعني ان امريكا قد اعطت الضوء الاخضر للقوات الوحشية السعودية لغزو البحرين لا لقناعتها بشرعية ذلك الغزو والتدخل العسكري وانما لكسب موقف نظام ال سعود و حلفاءهم الجبناء في الخليج تجاه القضية الكبرى في ليبيا والتي تعتبر الاكثر اهمية واستراتيجية لمصالح الغرب وامريكا كون ان ليبيا هي الخط الامامي لجبهة اوروبا امنيا واقتصايا حيث المعروف ان ليبيا تعتبر الرابع او الخامس عالميا من حيث الاحتياطي النفطي وهو ما يسيل اللعاب له اكثر من بلد صغير كالبحرين التي تفتقد الى مثل هذه الميزة ‘ وامنيا لان القاعدة والتنظميات السلفية قد تتخذ من الاراضية الليبية منطلقا لتهديد المصالح الغربية ونشر الارهاب والتطرف في المنطقة وتصديرها الى الضفة الاخرى ‘ طبعا هذا لا يعني ان لا امل في تغير الموقف الامريكي مستقبلا ! ولا يعني اننا يجب ان نسكت على هذا الموقف الامريكي غير الانساني لان البحرين ليست ليبيا ‘ فشعب البحرين الصغير محاصر بمجموعة من الذئاب المتوحشة والمتعطشة للدماء ومتورطة تاريخيا في عمليات الارهاب واحتضان الارهابيين ومدارس التطرف الديني وتهديدها لا يقل عن النفط وليبيا وغيرها كون ان تلك المدارس تصدر ثقافة القتل والابادة البشرية للعالم ..

ان الموقف الامريكي كان حقا مخزيا وعارا على دعاة الديمقراطية ودعاة حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ‘ انه موقف غير اخلاقي ان تتم المساومة مع دولة اجرامية ارهابية معروفة بخطرها العالمي على الامن والسلم والديمقراطيات و ترى في شعب البحرين لقمة سائغة لها لتمارس بحقه ابشع الجرائم كقوة غازية تسحق مبادئ حقوق الانسان تحت مزنجرات دباباتها واحذية الوحوش من جنودها‘ البحرانيون كانوا مسالمين في مطالبهم ولم يلجأوا الى العنف كما انهم لم يرفعوا اي شعار متطرف يوحي انهم يميلون الى العنف او انهم مدفوعين من قبل ايران كما يحلوا للاعلام العربي العنصري الطائفي المدجن ان يسوق ذلك ويتبنى الدعايات السوداء والاكاذيب التي تنشرها وسائل الاعلام الرسمية في البحرين والخاضعة تماما لارادة طاغية البحرين ومجرمها حمد بن عيسى ال خليفة واسرته الفاسدة ..في الحقيقة يخشى في الاوساط السياسية ان يفسر تصريح هليري كلنتون ان " من حق البحرين ان تستدعي القوات الخليجية للحفاظ على امنها" بانها رسالة تشجيع لنظام ال خليفة ليستمر في جرائمه بحق الشعب البحريني بما يعني المزيد من الدماء والشهداء والقبضة الحديدية من قبل النظام وقوات الاحتلال السعودي ..حيث ان هناك بعض الجهات الحقوقية وحتى المراقبين السياسيين قد ابدوا قلقهم من هذه المواقف المتناقضة لسياسة الادارة الامريكية حيث الحكمة كانت تقتضي ان تكون الادارة الامريكية جدا حذرة في تصريحات مسؤوليها تجاه المشهد السياسي في البحرين كي لا يتخذها نظام ال خليفة وقوات الاحتلال السعودية الغاشمة ذريعة لتوسع نظام قمعها وسياسة البطش بحق المدنيين المسالمين والشعب الاعزل او يتم استغلالها لتعقيد الاوضاع اكثر وبالتالي المزيد من القمع والقتل‘ خاصة وان عبارة كلينتون" للحفاظ على امنها" فيها اجحاف وظلم بحق الشعب الاعزل الذي يحتج بالطرق الحضارية والسلمية وباسلوب راق وشعارات وحدوية عاقلة وناضجة لا يستدعي لمثل تلك التصريحات غير المدروسة ‘ كان حريا بها ان لا تتسرع في ذلك خاصة وان تلك الانظمة جبانة بما فيه الكفاية وتاديبها لا يحتاج الى امساك العصى من الوسط وترضية القتلة والمستبدين .

هنا يأتي الموقف العراقي رسميا وشعبيا كي يكون حاسما خاصة موقف المرجعية الدينية الشريفة وبالذات مرجعية الامام السيد السيستاني الذي يحسب لموقفها الف حساب لدي الادارة الامريكية ‘ حيث ان الامريكيين يعلمون ان العراق في موقعه الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي اكثر اهمية من دولة ال سعود الارهابية وان السيد السيستاني حفظه الله رجل مسالم ذات رؤية ثاقبة ومعتدلة له تأثير كبير على المشهد السياسي في العراق وقد كان له دور كبير في اعادة الاستقرار والامن في العراق وانقاذه من الحروب الطائفية والاهلية وحتى في علاقته مع الادارة الامريكية لم يكن عدائيا ولا متطرفا بل كان ومايزال يضع مصلحة العراق في المقدمة لذلك لم يفتي في يوم من الايام باستخدام اي وسيلة عنف ضد الامريكيين ولا اي قوة اخرى وهو ما يحسب له ‘ ولكن هذا لا يعني ان السيد الامام سوف يسكت على الاخطاء وعلى الجرائم التي تمس امن العراق وشعبه وامتداد ذلك اقليميا وعلى تجاوز الخطوط الحمراء فيما يخص شعب البحرين الذي يربطه بشعب العراق علاقة تتعدى الاطر العادية حيث ان الشعب البحرين يعتبر امتدادا لشعب العراق وتاريخه وحضارته ومعالمه الدينية والمساس به هو مساس بالكيان العراقي ‘ وهو ما لا يعرفه ولا يستوعبه الامريكيون ‘ فلا يمكن ان تسكت المرجعية على تدخل الجيش السعودي المشحون بالحقد والكراهية الطائفية في البحرين واستباحة ذلك البلد للجيش المحتل الذي ترفض اغلبية الشعب بودجوه حيث ليس فقط لا يحظى ذلك بالشرعية بل ان الشعب قد سحب حتى الشرعية من النظام الذي استدعى الجيش السعودي ‘ فكيف يمكن لنظام فقد الشرعية الشعبية عبر تلك المسيرات والحشود الهائلة والضخمة التي وصل عددها الى اكثر من 500 الف انسان بحريني ان يستدعي قوة اجنبية غازية الى البلاد وثم تدعي كلنتون ان من حق البحرين ـ اي النظام ـ ان تسدعي قوات اجنبية للحفاظ على امنها ؟! وهو ما يتناقض مع ما يجري ما ثورات وانتفاضات شعبية في المنطقة‘ فهل يمكن لمجنون مثل قذافي ان يستدعي مثلا قوات من روسيا او فنزويلا او اي دولة الى ليبيا للحفاظ على امنها فيما النظام بحد ذاته قد فقد الشعبية تماما؟؟!!

ان البحرين تعتبر بالنسبة للعراق ولمرجعيته الرشيدة خط احمر وهي خاصرة ارض الرافدين رغم الحدود التي تفصل بينهما عبر "السعودية" وان اي مساس بها هو مساس باالعراق وبمرجعيته الرشيدة ‘ ومن هنا ايضا نرى ان دور المرجعية الدينية في الضغط على الامريكيين سيكون حاسما ومؤثرا وقد برهن ذلك ما نشر في وسائل الاعلام بانزعاج المرجعية من موقف الادارة الامريكية تجاه شعب البحرين وما نتج عن ذلك من قلق تلك الادارة من ان تتخذ المرجعية موقفا لا يكون في صالح العلاقة بين البلدين ..فلابد من ممارسة الضغظ على الادارة الامريكية حتى وان توسلت بانشغالها بالقضية الليبية حيث ان ذلك لايبرر استمرار الاحتلال السعودي في البحرين وقتل اخواننا الاعزل وابادة ابناءها خاصة مع توارد الانباء عن بدأ الجيش الوهابي المتوحش بالتعرض للمساجد وكسر الجوامع والاعتداء على حرماتهم و التوغل في دماء شعب هذا البد الصغير المسالم الذي يخضع لظلم وجور حكام ال خليفة.. يجب مطالبة الادارة الامريكية دون تأخير بان تتدخل فورا لسحب قوات الاحتلال السعودي من البحرين ووقف القمع والمجازر التي يرتكبها النظام ضد الشعب المظلوم دون ان تنظر في ذلك لاي حسابات اقليمية .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
خالد
2011-03-20
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة الى كل مواطن شريف في هذا الشعب الجريح الذي ابتلا من اللصوص والحراميه ولا اقصد الكل بل من يعرف نفس اين موقف السيد المالكيبالتحديد اين موقف السيد العبادي الغبي اين موقف السيدالمستشار الامريكي السيد العسكري كفاكفا ارضا للبعثية وال سعود ويعم المالكي اذا ذكره هذه الاسما جيدا (موتمام) ابو احمد الورده احلا من ابو اسراء؟
مغترب
2011-03-20
متى نقوم بصناعة الاسلحة هل هناك اي خطوة بهذ الاتجاه وصحيح عندما قالوا اذا اردت السلام فكن مستعدا للحرب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك