احمد عبد الرحمن
مشرفة وصادقة وموضوعية وصائبة، مواقف ابناء الشعب العراقي حيال الاوضاع المأساوية المؤلمة التي تشهدها عدة دول وشعوب عربية من بينها ليبيا والبحرين واليمن.
ولعل الشيء الملفت والذي يستحق كل الاهتمام والاشادة هو ابناء الشعب العراقي على اختلاف وتنوع انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية والعرقية والمناطقية والعشائرية والسياسية تبنوا مواقف موحدة اتسمت بالنضج والمسؤولية والشعور العالي بالمسؤولية الانسانية والدينية والاخلاقية والوطنية والقومية.
شاهدنا المرجعيات والشخصيات الدينية المختلفة تدين وتستنكر بشدة العنف والارهاب ضد ابناء الشعب الليبي وكذا ابناء الشعب البحريني وابناء الشعب اليمني.
وشاهدنا ايضا مختلف القوى والكيانات والشخصيات والفاعليات السياسية تدين وتستنكر بشدة وتعرب عن التضامن مع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة.
وشاهدنا كيف ان شوارع العراق في شتى المحافظات والمدن شهدت تظاهرات ومسيرات جماهيرية حاشدة تعلن عن رفضها واستنكارها لازهاق الارواح وسفك الدماء في العالم العربي، والتدخل من بعض الاطراف في الشؤون الداخلية لدول معينة ليزيد هذا التدخل الامور سوءا وتعقيدا.
ان صورة مواقف العراقيين اليوم تجاه اخوانهم واشقائهم من الشعوب العربية تختلف تمام الاختلاف عن مواقف مختلف الشعوب والانظمة العربية حينما كان نظام المقبور صدام يرتكب ابشع الجرائم بحق ابناء الشعب العراقي دون وازع ولا رادع، وفي مثل هذه الايام قبل عشرين عاما كانت الطائرات والدبابات والمدافع تقتل وتدمر وتخرب كل شيء في العراق من اجل افشال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في معظم مدن البلاد بعد اندحار النظام البائد في حربه مع التحالف الدولي وخروجه مندحرا مهزوما من دولة الكويت.
في ذلك الوقت كان العراقيون بحاجة الى من يوصل استغاثاتهم الى العالم وبحاجة الى من يساندهم ويدعمهم ويؤازرهم، لكن للاسف الشديد كانوا يصرخون ويستنجدون ولا من مغيث.
ولعله من الحكمة ان لاتكون مواقف العراقيين اليوم مماثلة لمواقف العرب تجاههم بالامس وان تشابهت صورة القمع والتنكيل والارهاب. ويشعرون اكثر من غيرهم بوطأة الاستبداد والديكتاتورية والتسلط والطغيان لانهم رزحوا تحت نيرها لعقود من الزمن ومازالوا يدفعون تبعات سياساتها الحمقاء.
https://telegram.me/buratha