فراس الغضبان الحمداني
ما زالت كل دول العالم التي تسمي نفسها بالحرة وراعية الديمقراطيات وحقوق الإنسان تقف صامتة متفرجة إزاء ما تقوم به أسرة آل سعود الفاسدة في منطقة الخليج العربي وخاصة هذه الأيام التي تشهد ارتكاب قوات الملك السعودي مجازر دموية في اليمن والبحرين من خلال مرتزقتها القذرة المسماة درع الجزيرة .
هذه القوات لم نسمع قيامها ذات يوم بأي مهمة وطنية أو قومية خارج حدودها وهي التي وقفت متفرجة إزاء ما يحدث في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي تتفرج أيضا لتتواطأ ما يحدث في جنوب لبنان من اعتداءات صهيونية وحشية ولكنها فجأة تتحرك وترسل قواتها المدرعة لدخول المدن البحرينية لقمع المتظاهرين والمحتجين منتهكة بذلك ابسط قواعد العلاقات الدولية والتي يجب إن تحترم سيادة الدول وإرادة شعوبها في تقرير المصير .
ومثلنا في ذلك ما حدث في اليمن حيث قامت الطائرات السعودية بشن غارات دموية على القرى التي يسكنها الحوثيون ودمرتها وقتلت المئات وشردت الآلاف وكل ذلك كان يحدث تحت شعارات وذرائع كاذبة تدعي الدعم الإيراني وخطورة انتشار المذهب الشيعي في الخليج وربما في شمال أفريقيا وكل المدن العربية وصار هذا الأمر المفتعل قضية تستحق التدخل وشن الحروب ووصف المواطن الذي يطالب بحقوقه في اليمن والبحرين على انه من التبعية الإيرانية ووصف إيران بأنها العدو الأول لان إسرائيل أصبحت هي الحبيب الأول الذي تحافظ عليه دول الخليج وقوات درعها المنخور الذي سيتهاوى أمام ضربات الجماهير التي لا تطالب إلا بحريتها وكرامتها وتحويل الأنظمة الملكية الفاسدة إلى أنظمة دستورية وهذه المنجزات لا تتعلق بمذاهب أو قبائل وإنما مطالب لكل شعوب المنطقة العربية .
ولم يتوقف دور السعودية والإمارات العربية وقطر والكويت وكل المنظومة الفاسدة في الخليج العربي عند حدود اليمن والبحرين بل هي ما زالت وحتى هذه الساعة تصرف المليارات وتجميع الآلاف من الانتحاريين لقتل العراقيين لأسباب طائفية دنيئة بل إن ما يجري الآن في لبنان من عمليات تخريب وقلق سياسي ينطلق من التفكير الوهابي المريض لضرب الحركة الوطنية اللبنانية تحت شعارات مكافحة الشيعة وكانوا في السابق يرفعون شعارات الشيوعية الملحدة وكل ذلك معروف بان السعودية والمنحرفين من مشايخها وأمرائها هم حلفاء لأمراء الموساد والماسونية ويضعون الخطط الخفية والتي أصبحت الآن علنية لغرض تأديب وقمع حرية الشعوب وتلك الأنظمة المتحررة تشكل خطرا على الكيان الصهيوني .
لعل هذا التحرك السافر جاء في توقيتات خبيثة حيث تنشغل الأمة العربية بمشكلات الاحتجاجات والثورات التي ما زالت معلقة وتعاني من صعوبات خطيرة بسبب تآمر ملوك وشيوخ الخليج ورغبة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية بجعل الأمور معلقة وفي إطار ما يسمونه الفوضى الخلاقة حتى لا تستطيع الشعوب من إقامة أنظمتها الديمقراطية التي تضمن لها الحرية والتنمية الاجتماعية التي تسهم في استقلالها وتحويلها من سوق استهلاكية للبضاعة الأجنبية المستوردة إلى دول منتجة وعقول مبدعة وهذا هو الخط الأحمر الذي تخشاه إسرائيل وأمريكا ودول الخليج لان اندماج العقل المبدع مع عائدات النفط الهائلة وفي ظل أنظمة ديمقراطية معناه السقوط الأبدي لكل الأنظمة التي تتوارث الحكم عائليا وعشائريا وتمنع الشعوب التمتع بثرواتها التي تنهب بكل الطرق بينما تترك الشعوب في حالة من الحرمان والعوز الشديد .
ولكننا على ثقة مطلقة بان قوات درع الجزيرة ستغرق في المستنقع البحريني وان روح الثورة وشعلتها لا يستطيع الفاسدين والمتخلفين إن يخمدوا جذوتها بل سيحترقون بنيران أسلحتهم ويموتون بأدوات قمعهم لان رياح التغيير قادمة وان روح العصر يؤكد إن مجرى التاريخ للشعوب الحرة وليس للطغاة المستبدين .
https://telegram.me/buratha