حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
مازال سيناريو التظاهرات التي تخرج للمطالبة بتحسين الخدمات وزيادة مفردات الحصة التموينية وتوفيرها وتعويض المتضررين وتوفير فرص العمل للعاطلين ومحاربة الفساد المالي والإداري المستشري في دوائر ومؤسسات الحكومة العراقية ( مازال ) هذا السيناريو لم يتم الانتهاء منه لحد ألان . إذ لازالت التظاهرات تخرج ولازالت المطالبات مستمرة واتخذت من يوم الجمعة موعدا مقدسا كي يتم من خلاله المطالبة بكل ما يمكن المطالبة به من خلال هذه التظاهرات باعتبار إن يوم الجمعة يوم عطلة لجميع الموظفين وكذلك حتى لبعض ذوي الدخل المحدود بسبب اشتراك الجميع في المطالبة بتحسين الأوضاع في العراق نحو الأفضل ، وهذا دليل على ارتفاع وعي وثقافة التظاهر لدى المواطن العراقي . فحين تكون تظاهراته محسوبة جيدا وبأوقات قد لا تضر بالمصلحة العامة نكون قد وضعنا المواطن العراقي على أول سلم الديمقراطية وكيفية استثمارها في إيصال صوته وتنفيذ مطالبه بصورة شرعية وبعيدا جدا عن التطرف والانقياد الأعمى ، وبمعنى أخر وجد العراقيون إن الطريق الأسهل والأقصر لتنفيذ مطالبهم هو التظاهر بصورة سلمية وبدون اللجوء إلى العنف الذي لا يولد سوى العنف ، وبدأت كما هو معروف لدى الشعب العراقي بوادر نجاح هذه التظاهرات تلوح بالأفق ، فقد بدأت المحافظات باتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة في إطار تقديم الخدمة للمواطنين ابتداءا من تقديم بعض المحافظين لاستقالاتهم شعورا منهم بعجزهم على تقديم الخدمة المطلوبة للمواطن وإفساح المجال إلى كل من يجد في نفسه الكفاءة لتقديم الأفضل وهكذا فان الحل وكما يراه المواطن العراقي بات في التظاهر وما يمكن أن يتحقق من خلال هذا الحق الذي يكفله الدستور للمواطن .
https://telegram.me/buratha