كريم الوائلي
غمرت الحرية العالم المعاصر بنسب متفاوتة وانحسرت الدكتاتوريات حتى كادت ان تختف من خرائط العالم واستثنت من ذلك المنطقة العربية التي بقت شعوبها ترسخ تحت نير حكومات استبدادية ابتدعت الجمهوريات الخلافوية والملكيات المطلقة القهرية وبدت هذه الحكومات كما لو انها قلاع سرمدية عصية على الانهيار ، والسلطات العربية بكل اصنافها قامت بأدوات حكم حزبية قوموية متشرنقة على ذاتها ومنبطحة لمصالحها الانانية ومنتجة للطغات والسراق ومفرخة لزمر من العائلات التي ادمنت اللصوصية والعيش على امتصاص دماء شعوبها وبات العالم المتمدن ينظر الى هذه المنطقة من العالم كما لو انها تعيش في القرون الوسطى ويشعر مواطنيها بالدونية كونهم ينتمون الى هذا البلد او ذاك الذي استحال الى جثة اعتراها اليباس من جراء طول عهد الاستبداد والعبودية ، واليوم اذ تنتفض هذه الشعوب على واقعها المتردي للخلاص من طغاتها والافلات من قيودها انما تفعل ذلك انتصارا لكرامتها وحريتها واحقاقا لحقوقها وتموسقا مع سمة العصر الراهن عصر افول الملكيات المتحجرة والانماط الهجينة للجمهوريات المطلقة . . عصر شيوع الحرية وزمن بناء دول المواطنة على نطاق كوني ، ويحق للشعب العراقي مفجر الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ان يفخر امام الشعوب العربية الشقيقة بأنه اول من دشن باكورة التحرر باسقاط اشرس سلطة عربية قوموية قمعية خاشمة عرفها تاريخ العالم .والشعب البحريني بوصفه شعب اصيل وصاحب تراث عريق ويشكل جزء من شعوب المنطقة العربية المضطهدة وله تقاليد جهادية مشهود لها وتاريخ كفاحي طويل منحه الدربة والتمرس بتفجير الانتفاضات المتتالية كونه شعب ابتلى بعائلة ملكية غنجة استهلاكية وشرهة ومستبدة لا تمل ولا تكل من الفساد والاشترار بمقدرات البحرين والامعان في مصادرت حريته وفي سرقة ثرواتها فمن الطبيعي ان يكون الشعب البحريني من طليعة الشعوب العربية المنتفضة على حكامها ، و عند هذا الوصف لا بد من رفع الغشاوة عن المسكوت عنه من صفة الشعب البحريني الشريفة المتمثلة بكونه ابن المدرسة الاسلامية الاشراقية السمحة لآل بيت الرسول الاعظم محمد (ص) التي تتسم بالنزعة التحررية الاصلاحية ، وكانت هذه الصفة الشريفة وما تزال مثار حقد الملوك المترفين والطغات بمختلف اصنافهم والوانهم على المسلمين الشيعة سواء كانوا من شعب البحرين او من غيره حيث اعتمدت الحكومات الصحراوية الاستبدادية المتخلفة ، سليلة البداوة والرداءة والغلضة ، ان تتعامل مع اتباع اهل البيت عليهم السلام ومنذ بداية الدعوى الاسلامية وحتى اليوم بأنماط عدوانية خاصة كما حصل في العراق ويحصل اليوم لشيعة الجزيرة العربية والبحرين ، وعلى ذلك فأن المنتفضين البحرينيين عوملوا بطريقة مختلفة عن بقية المنتفضين العرب حيث تنادت حكومات ومماليك الادران والضغائن والفتن لتتحالف في حلف غاشم من قوات درع السنة الخليجيين ، كما يحلوا لهم تسميتها سرا في ديوانياتهم ومنتدياتهم ودواوينهم ، تلك القوة التي اخذت من الرويبضات العنة والثواء واوكلت حمايتها للاجانب ، واليوم يستأسدون على شعب مسالم ويهجموا مثل قطعان متوحشة تفترس الاطفال وتنتهك الاعراض ، بجيوش جرارة من الوخش الرعاع مقتفي مؤخرات بهائم الابل ومستقبلي مقدمات وعاض السلاطين وعصائب الفتن وقطاع المسالك وسارقي امن وامان الامة اولئك الذين طال فيهم عهد العيش في مستنقع الخبائث والادران مستهدفين حرمات بيوت حرّم الله تعالى انتهاكها ووطن امين آمن لثلة صغيرة مسالمة رهنت مصيرها بالسجايا الرسالية لمحمد (ص) واهل بيته وبوطنهم البحرين العزيزة التي تفرعن على مقدراتها حاكم تقمص قميص الملوك وحكومة نزقة غير رشيدة ارتضت لنفسها ان تكون ذيلا ذليلا لدواب الخليج التي توهمت انها مقبلة على انتصار وهمي يحاكي ضآلتها وعوزعها الدائم لاثبات الوجود بعد ان اصبحت محطا للتندر والبلاهة والسفاهة من شعوب العالم اجمع مع ان نجوم الثرية ابعد لهم من ((اتصار )) مبتذل يمكن للاقزام من امثالهم ان يتعملقوا به .الشعب البحريني الذي وقع اليوم تحت حراب الاحتلال السعودي في وقت تتعالى فيه اصوات التحرر في المنطقة العربية سوف لن يستكين لحراب المحتلين من قوات درع السلاطين ولن يرضخ لحاضر احتلالي يدفع به نحو الظلام والاستبداد وهو الشعب الذي ادمن التحدي والمواجهة والصمود والى جانبه اشقاء تسلحوا بعقيدة الجماعة الصالحة المصلحة ولسوف لن يمر وقت طويل حتى تنقبر والى الابد شواهد التخلف والتحجر وتعلوا رايات التمدن والمعاصرة التي يقودها الاسلام الاصيل السمح المتسامح ويعيد للاسلام شروقه الابدي معاضدا ومساندا للانسانية ورحمة للعالمين .
https://telegram.me/buratha