المقالات

عيروا شعب العراق بـ" الاستقواء" بالخارج‘ وهم يستجدون الغرب و امريكا لضرب ليبيا !

1238 11:49:00 2011-03-21

اسعد راشد

لقد عيروا شعب العراق بالعمالة وقالوا عنه بانهم خونة وقذفوا هذا الشعب الجريح بكل الاوصاف عندما اقدمت قوات الحلفاء باجتياح العراق بناءا على قرارات صادرة من مجلس الامن ولم يكن بيد العراقيين والشعب العراقي الشريف اي ناقة ولا جمل في تلك القرارات التي اتخذت بناءا على حماقات المجرم المقبور صدام الغدر والخيانة وعنتريات نظام البعث البائد .

ولكن ايام مرت ومع تقادم الزمان ومع تحولات التي جرت وتجري في العالم العربي من ثورات وانتفاضات شعبية جاءت ثورة الشعب الليبي لتضع النقاط على الحروف ولتعود بنا الذاكرة الى انتفاضة الشعب العراقي وما تلاها من احداث وتغييرات قادت الى التدخل الامريكي والغربي عام 2003 وسقوط نظام صدام المجرم .

واليوم بعد ان وصلت ثورة الشعب الليبي الى طريق مسدود ومع اصرار القذافي المجنون وعناده في التمسك بالسلطة واستمراه في الجرائم والمذابح بحق شعبه الذي انقسم الى قسمين شرقا وغربا ‘ حيث شرقا تسيطر المعارضة على الارض متخذة من بينغازي مقرا لها وعاصمة للزحف نحو الغرب ‘ وغربا حيث يسيطر القذافي على العاصمة طرابلس وتحديدا باب العزيزية حيث مقار السلطة والقواعد العسكرية ساعيا عبر الزحف نحو الشرق للقضاء كليا على المعارضة حتى وان ادى ذلك الى ابادة الشعب الليبي باكمله ‘ ومع اصرار القذافي على ذبح شعبه وعدم تنازله عن السلطة لم تجد المعارضة الليبية وبعد ان خذلتهم الدول العربية التي لا تقوى الا على شعوبهانعم لم تجد بدا من التماس العون والاستنجاد بالمجتمع الدولي للتدخل في ليبيا ولو بفرض الحظر على الطيران الليبي .. الغربيون بدورهم ماطلوا التدخل وتركوا الاوضاع عائمة ولم يستجيبوا بالسرعة المطلوبة لطلب المعارضة حتى طفح الكيل ووصلت الامور الى درجة بالغة الخطورة بالنسبة للشعب الليبي وجاءت المبادرة الاولى من الجامعة العربية حيب طالبت مجلس الامن بفرض الحظر الجوي على المجنون القذافي بناءا على طلب المعارضة الليبية ومجلسها الانتقالي الا ان الرد الاممي لم يتحقق وكان الغربيون والولايات المتحدة الاميريكية يماطلون لحاجة في نفس يعقوب ‘ لم نكن نعلم ان كانت دوافعهم هي من اجل تفاقم الامور اكثر وايغالا في اذلال ليس فقط المعارضة الليبية بل الجامعة العربية وشعوبها التي رأت في "تخاذل " الغرب وامريكا عن نصرة الشعب الليبي مؤامرة لافساح المجال والوقت لقذافي كي يستمر في مجازره وتقدمه نحو الشرق ‘ ام ان المماطلة كانت من اجل ان تكتمل الطبخة وبالتالي تكون الظروف مهيئة للتدخل دون اثارة الرأي العام سواء الغربي او العربي خاصة وان التدخل هذه المرة ياتي بناءا على طلب من الجامعة العربية والمعارضة الليبية وبمشاركة علنية من بعض الدول الخليجية والعربية بطائراتها في الحملة ضد ليبيا القذافي وخاصة دولة قطر المتحمسة في المشاركة في ليبيا ضد نظامها! وهي الدولة ذاتها التي ارسلت قواتها مع الجيش السعودي لغزو البحرين وذبح شعبها ‘ ياللمفارقة ! ‘ والغريب ان الاصوات كانت قد تصاعدت قبل الغزو السعودي من قبل شعوب عيرت الشعب العراقي واتهمت غالبية مكوناته بالعمالة للاجنبي بضرورة ابادة المنتفضين من الشعب البحريني وهم الاغلبية الساحقة ‘ وهي الشعوب ذاتها اليوم تقبل وتفرح بتدخل الغرب وامريكا لضرب قذافي وحماية الشعب الليبي ‘ اليست هذه مفارقة ؟!!

فقداتهموا ابناء شعب العراق زورا وظلما ووافتراءا بانهم عملاء للاجنبي والاحتلال وانهم جلبوا قواته الى العراق وانهم جاؤا على ظهور الدبابات الامريكية وماالي ذلك من تهم وتلفيقات وحاربوه بخطابهم الطائفي والعنصري البغيض ‘ هاهم اليوم جميعا وبلا استثناء بدءأ من الجامعة العربية الفاشلة والكسيحة ومرورا بحكامهم وليس انتهاءا بمشايخهم "المجاهدين" واتحاد علماءهم "المسلمين" ووعاظ سلاطينهم وحتى شعوبهم استغاثوا و يستغيثون الغرب وامريكا ويطالبون التدخل عسكريا وقد لبي طلبهم وكما اسلفنا بعد الايغال في اذلالهم ليقولوا لهم انتم طلبتم منا التدخل وبشهادات موثقة وفي قمة باريس وبحضور ابن الزنيم القطري حمد بن جاسم ال ثاني صاحب قناة "الثوار" والثورات "الجزيرة" والاشعري "عمرو موسى" ووزير خارجية كاك مسعود زيباري اي بتاييد عربي سني شامل من اجل "غزو " ليبيا و" الاعتداء" على بلد عربي مسلم من قبل قوات الناتو ..

لا نعلم كيف ان تنظيمات القاعدة والارهابيين الوهابيين المدعوميين من انظمة مستبدة وفاسدة كالنظام السعودي وحلفاءه في المنطقة الذين يمارسون ابشع الجرائم بحق الناس الابرياء في العراق عبر التفجيرات والمفخخات بذريعة "المقاومة" وقتال المحتل ‘ تلك التنظيمات الارهابية والمجاميع المنبقثة منها مثل السلفيين صامتة عن تدخل الغربي في ليبيا ولم تبادر بالتنديد والاستنكار او اتهام المعارضة الليبية بالعمالة واصدار بيانات ضد حكام قطر والجامعة العربية وحكامهم !! علما ان التقارير تتحدث ان المجاميع السلفية في ليبيا تقاتل في صف المعارضة ضد نظام قذافي وقد افادت مصادر صحفية بوجود حتى عناصر من القاعدة في ليبيا وفي صفوف المقاتلين ! ليس لنا الا ان نقول "عش رجبا ترى عجبا"!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك