ابراهيم احمد الغانمي
من خلال القراءة الدقيقة والواقعية والموضوعية للمطاليب التي طرحها المتظاهرون في الشارع العراقي، يتضح جليا انها في تمحورت حول عنوان واسع وعريض هو الخدمات.ويفهم من عنوان الخدمات انها تتعلق بتوفير الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب واصلاح شبكات الصرف الصحي والطرق، وتوفير فرص العمل للجيوش العاطلين ومعظمهم من خريجي المعاهد والجامعات، ومعالجة ازمن السكن، والاهتمام بالشرائح المحرومة كالارامل والايتام والمعاقين، وكذلك ذوي الشهداء والسجناء السياسيين، واصلاح واقع المدارس والجامعات والمعاهد ومختلف المؤسسات التعليمية والتربوية.وعندما تتركز المطاليب على الخدمات فهذا معناه ان عموم الناس في العراقيين لاترى اشكالية في جوهر النظام السياسي القائم على اساس الديمقراطية بمختلف اشكالها وصورها، وانما هي تشكل على الممارسات والاداءات، أي بعبارة اخرى ان موضوعة تغيير النظام لم تكن مطروحة على اجندة التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية، وانما المطروح هو اصلاح النظام على وجه العموم، وتوفير الخدمات يمثل المفردة الاهم والاكثر اولوية من سواها.وبالمقدار الذي تستجيب فيه الحكومة والجهات الرسمية الاخرى المعنية لتلك المطاليب تنفتح فرص وافاق جيدة لاصلاح وتغيير الواقع نحو الافضل، اذ ان الاستجابة لمطالليب الناس والتفاعل مع مشاكلهم وهمومهم من قبل المسؤولين هو احد اهم وابرز مفاتيح النجاح وسبل الحل الحقيقي والواقعي.ووفق رؤية وتقييم بعض كبار الساسة والزعماء في البلاد فأن التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية قد حققت جزء من الاهداف المتوخاة منها. وفي ذلك يقول رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم "نعتقد ان المسيرات والاحتجاجات السلمية التي تمت من قبل الشعب العراقي حققت بعض ثمارها من خلال التركيز المتزايد على مطالب الناس والاستماع لقضاياهم واتخاذ الاجراءات العاجلة لحل هذه المشاكل والمطالب الحقة والمشروعة، وهذا ما نراه في مجلس النواب من خلال الاجراءات المتخذة لتسريع عملية تشريع القوانين وايضا من خلال الحكومة بوضع سقف زمني قصير يتمثل بمائة يوم لمعالجة الاشكاليات ولوضع صورة عن خارطة الطريق المطلوبة لحل المشاكل من قبل الحكومة وفي تقييم الاداء الوزاري".والاخطر في هذا الجانب هو اطلاق الوعود الكاذبة والزائفة وغير الواقعية من قبل المسؤولين كما هو حاصل طيلة الاعوام الثمانية المنصرمة، من اجل امتصاص غضب واستياء الجماهير، حيث ان هذا الاسلوب لم يعد مجديا لانه من غير الممكن ان ينطلي على أي شخص ، فالعراقيين خبروا كل الحقائق وفهموا كل ابعاد اللعبة، ولم يعد من لايعرف ان ذهبت واين تذهب المليارات من اموال العراق الطائلة دون ان تستمثر وتوظف في مشاريع البناء والاعمار والاصلاح الحقيقية لا الوهمية.والواضح والمعروف ان مليارات الدولارات تبددت واختفت خلال الاعوام الماضية، وان مجلس النواب السابق لم يقم بالوظائف والمهام اىلمناطة به، وان معظم الوزراء وكبار المسؤولين السابقين قصروا او عجزا او فشلوا في تقديم ماكان ينبغي عليهم ان يقدموه للشعب من خلال المؤسسات التي يتولون مسؤوليتها.عسى ان يكون الغد افضل من الامس.
https://telegram.me/buratha