بقلم .. رضا السيد
لا يخفى على الكثير إن للسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لقاء أسبوعي وبانتظام في مكتبه الخاص ببغداد يسمى بـ( الملتقى الثقافي ) حيث يلتقي سماحة السيد الحكيم من خلاله بالحاضرين في هذا الملتقى وهم عادة ما يكونون من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية والمسؤولين والناس العاديين ، فيتم من خلال هذا الملتقى طرح ما يحدث في كل الجوانب وبصورة مباشرة من قبل السيد الحكيم ويناقش سماحته كافة المستجدات التي تجري في الساحتين العراقية والعربية وحتى العالمية . فتراه يتفاعل مع كل ما يحدث في العالم وبالخصوص الأحداث التي لها تماس مباشر بحياة المواطن العراقي ، ولم نسمعه يوما يتحدث بكلام بعيد عن الواقع ولا حدث مرة أن ذكر مسؤول ما في الحكومة بكلام يمكن أن يجعل المقابل يتأثر وينزعج بل بالعكس كانت الطروحات التي يطرحها السيد عمار الحكيم قريبة جدا من الواقع العراقي ويحاول من خلالها أن يقرب وجهات النظر ما بين المواطن والمسؤول ويسعى لان يكون المسؤول قدر ما أنيط به من مسؤولية . واليك عزيزي القارئ بعض ما تناوله السيد الحكيم خلال الملتقى الأسبوعي الماضي .. ففي كلمته السياسية استنكر سماحة السيد عمار الحكيم المجازر الوحشية التي تتعرض لها بعض الشعوب العربية على يد السلطات الحاكمة ، مشيرا إلى التعامل الوحشي والهمجي الذي ينتهجه النظام الليبي حينما يقوم بالقتل والفتك بالمحتجين والمطالبين بالحرية والكرامة والإصلاحات السياسية في التداول السلمي للسلطة ، وقال سماحته إن المواطن العربي اليوم يبحث عن العدالة الاجتماعية الضائعة ويدفع ضريبة كبيرة من اجل الوصول وتحقيق هذا الطموح وهذه الرغبة في الوقت الذي نلاحظ فيه سقوط العديد من الضحايا وعلى مرأى ومسمع من العالم . وفي جانب أخر من كلمته السياسية أكد سماحته على إن الحوار البناء وتفهم طموحات الشعب البحريني وإجراء الإصلاحات السياسية تُعد بوادر حسن نية يمكن أن تقوم بها الحكومة البحرينية لتلافي كل المواقف المتشنجة في البلاد ، مشيرا إلى إن استقدام قوات من خارج البحرين قد يشجع على استقدام قوات خارجية أخرى وقد يطور مطاليب المحتجين في تقديم الخدمات إلى صراعات سياسية تنعكس سلبا على المنطقة برمتها . وفي تسليطه الأضواء على الشأن المحلي أكد سماحته على إن المسيرات والتظاهرات والاحتجاجات التي قام بها أبناء الشعب العراقي قد حققت بعض ثمارها من خلال اتخاذ الإجراءات العادلة في الاستماع إلى معاناة المواطن وتحديد سقف زمني لتقييم عمل المسؤولين ، كما جدد سماحته التأكيد على مطاليب الشعب العراقي في تلبية احتياجاته الخدمية الضرورية ومليء الشواغر من الوزارات واتخاذ الخطوات العاجلة من قبل المسؤولين وإشعار المواطن بالثقة في التعامل مع ما يطالب به في توفير الحاجات الضرورية وفرص العمل والعيش الكريم ، مشددا على أن الظرف الذي نعيشه اليوم يتطلب تعاونا متزايدا من القوى السياسية المشاركة في الحكومة لما يعزز الشراكة الحقيقية ويكرس الإمكانات الهائلة لخدمة المواطنين . وهكذا وغير ذلك من الكلمات التي كما يقولون ( تصيب مقتل ) ، فكلام السيد الحكيم خلال الملتقى الثقافي إنما يعبر عن مدى وعي وثقافة وإلمام سماحته بما يدور من حولنا بالإضافة إلى إن سلاسة الطرح الذي يفهمه الكبير والصغير ساهم في إنجاح الملتقى الثقافي وجعل الناس تتوافد أسبوعيا لحضور هذا الملتقى . فهذا هو كلام السيد الحكيم .
https://telegram.me/buratha