سليم الرميثي
هذه الفئة المنسية مع الاسف لازات تعاني التهميش والاهمال من قبل الحكومة المنتخبة ومسؤوليها ولااحد يطالب بحقوق هؤلاء الذين ضحوا بكل مايملكون وواجهوا الطاغية وازلامه بكل اجهزته وجبروته وبعد ان غدر بهم بوش الاب بقوا في مواجهة الاجهزة العفلقية والصدامية وهم عزل من السلاح والامكانيات اى حدث ما حدث من قمع وقتل ومقابر جماعية وعندها فر وهاجر من هاجر وشائت الاقدار ان تحط بهم الرحال في صحراء رفحاء وهناك ايضا وجدوا جيوش الوهابية لهم بالمرصاد وتحملوا الشتائم والاهانات الى ان جائت قوات التحالف واعطتهم الاذن بالاقامة في تلك الصحراء وعندها بدات الغربة والتغرب عن الاهل والوطن .وتحملوا ماتحملوا من الاهانات واحيانا القتل والاعتقال في سجون آل سعود وبعد كل ذلك عاد من عاد وبقي من بقي في الصحراء وهاجر من هاجر الى باقي دول العالم في اوربا واميركا واستراليا.وهم الان يعيشون وراء البحار والمحيطات وكانهم بلا وطن ولا هوية.كانوا هؤلاء المهجرين قَصرا عن وطنهم من خيرة العراقيين النجباء الذين رفضوا الخنوع للطاغية ونظامه العفلقي رغم تعرضهم وذويهم لابشع انواع التعذيب والمطاردة .وبعد سقوط النظام والفرحة التي غمرت هؤلاء مثل باقي كل العراقيين في الداخل والخارج كبر الامل في نفوسهم وبدأوا يعدّون الايام للعودة الى احضان الاهل والاحبة.ولكن كانت المفجأة مع الذين عادوا حيث لم يجدوا من يهتم بهم وبوضعهم وهم عادوا ولايملكون مسكنا يأويهم او مالاً يستطيعون العيش به ويتدبرون حالهم وبقوا يفترشون الشوارع والازقة ومنهم من رمى بنفسه على قريب او صديق .اما الذين سكنوا بلادا اخرى بقوا مثل ماهم متحيرين كمن لاوطن له ولا ارض وهم يصارعون الم الغربة وقساوتها ولازالوا يمنون عوائلهم واطفا لهم في العودة الميمونة الى وطنهم الام.انها صدمة اخرى لهؤلاء وخصوصا عندما يرون حكومتهم لاهية عنهم ولم تلتفت لمعاناتهم وهمومهم بل ان الحكومة نسيت هؤلاء المغتربين ومايعانونه رغم ان من يتصدى الان في العراق للمسؤولية هم كانوا يعيشون في الغربة ايضا.ولكن يجب ان يقال الحق هنا وهو ان من يتذكر ويكاد يكون الوحيد في البرلمان هو المجلس الاسلامي الاعلى بالاضافة الى تيار شهيد المحراب قدس سره الشريف ورحمه الله الذي كان في حياته يتفقد معسكر رفحاء بين الحين والاخر ويطلع على احوال الناس هناك وكان يقدم لهم التوجيهات والنصائح ويحثهم على الصبر والجهاد في مواصلة طريق الكفاح ضد طاغية العراق المقبور.هؤلاء هم فقط من يطالب بحقوق لاجئي رفحاء ويحاولون جاهدين تعويض المجاهدين الذين كانوا يعيشون في صحراء رفحاء الملتهبة صيفا والقاسية بردا في الشتاء.واما باقي اعضاء البرلمان كان الامر لايهمهم ولايعرفوا ان هناك اناسا يعانون الغربة وآلامها بل ولايريدوا حتى مناقشة هذا الموضوع وهم معروفون طبعا لنا ولشعبنا.مع الاسف اصبحنا امة تنسى ضحاياها وتتذكر فقط جلاّديها لان اهتمام الدولة خلال السنين الثمان التي مضت كان ولازال يهتم بالمصالحة مع الجلادين من البعثيين وهاهم البعثيون اليوم قد عادوا لوظائفهم وعادت لهم حقوقهم واكثر اما المساكين من الثوار والمنتفضين لازالوا يعانون من الظلم والتهميش.واذا اراد احد المغتربين فعل شيء لنفسه يجد نفسه امام القوانين والروتينات البعثية التي لازالت حكومتنا الجديدة تعمل بها وعلى من يريد العودة الى بلده عليه ان يدفع لمعاملاته مبالغ كبيرة بين الرشوة وروتين الاغبياء الذي لاينتهي.اما مايسمى بوزارة الهجرة والمهجرين فنحن نسمع بها ولكن لم نرى عملها لا للمهجرين في الداخل ولا الذين في الخارج استفادوا من هذه الوزارة الوهمية.هناك ربما قوانين تخص المهاجرين ومشاكلهم لكنها حبر على ورق ولم تفعل و رغم وجودها لايمكن ان تحل او تخفف من معانات هذه الفئة المظلومة والمغلوب على امرها.وفي الختام اقول ان مظلومية لاجئي رفحاء يجب ان تنتهي بنيل حقوقهم عما اصابهم من حيف وظلم واعلموا ان هؤلاء هم من قصم ظهر الطاغية في داخل العراق وهم فضحوا اجرام الطاغية خارج العراق ولم يستسلموا حتى سقوطه واستمروا في الدفاع عن شعبهم وقضيتهم وهم لايزالون كذلك وسيستمرون...
https://telegram.me/buratha