بقلم الكوفي
تؤكد الاخبار بأن الحكومة العراقية عازمة على اسقاط التهم عن الارهابيين بحجة المصالحة الوطنية في حين انها تلاحق ابناء الشهداء والسجناء السياسيين لانهم ارتكبوا جرما فضيعا عندما اضطر البعض منهم لتزوير شهادات الابتدائية او المتوسطة من اجل ان يحصلوا على وظيفة يعتاشون من ورائها ،
في حين اننا نعلم ان اغلب الذين ينتمون للاحزاب والحركات السياسية قد زوروا شهادات من العيار الثقيل ودخلوا بها البرلمان العراقي بل تسنموا وزارات كما ان الاغلبية الساحقة منهم حصلوا على درجات مدراء عامين ،
لنتكلم بكل صراحة ودون قيود ، المشهد السياسي العراقي يؤكد لنا ان العراق يقاد من قبل مجموعة من العصابات وهذه هي الحقيقة سواء رفضناها ام قبلناها ، من يقول خلاف هذا فهو يغالط نفسه كما انه يغالط الواقع وهناك جهات لا تشملها هذه التهم ولها تاريخها الجهادي والنضالي ،
بالامس القريب كان الوضع في العراق وضعا مأساويا وفرضت اطراف عديدة نفسها على الواقع بالقوة ، ولا نريد ان نتحدث في هذا باعتبار ان الجميع مطلع على تلك الاطراف التي حملت السلاح وروعت المواطن العراقي ناهيك عن الجرائم التي ارتكبت في حينها ،
بالامس كان قانون ( دمج المليشيات ) ومعنى دمج المليشيات هو اشراكهم في مؤسسات الدولة وفعلا تم دمجهم في الاجهزة الامنية ومنحهم رتبا عسكرية عالية مقابل رمي السلاح اي ان جميع الجرائم التي ارتكبوها اسقطت عنهم بل كوفئوا على جرائمهم من خلال منحهم الرتب وتسلطهم على رقاب الناس ،
جميع الكتل والاحزاب استفادت من هذا القانون بما فيها الجهات التي لم تحمل السلاح وتم تقاسم الحصص حسب الترتيب وحسب القوة التي تمتلكها كل جهة ،
بعد ذلك جاءت الصحوات وكلنا يعرف من تكون الصحوات وكيف كان لها دور في احتضان الارهاب الذي فتك بالشعب العراقي كما ان الحاضن الحقيقي للقاعدة كانت هي ، بعد ذلك تم دمج الصحوات من خلال توفير وظائف لهم في مؤسسات الدولة الامنية وغير الامنية ،
اليوم نشهد اسقاط التهم عن الارهابيين الذين قتلوا وذبحوا اهلنا بحجة تطبيق مشروع المصالحة الوطنية كما ان السلاح الذي استخدم في قتل اهلنا ستقوم الحكومة بشراءه وتعويض الارهابيين الاموال مقابل ادات الجريمة وربما سيعوض هؤلاء بمنحهم مواقع ووظائف محترمة في الحكومة العراقية ،
الملفت للنظر ان ابناء ذوي الشهداء والسجناء السياسيين الذين سحقتهم الماكنة الاجرامية الصدامية تسحقهم اليوم الماكنة الحكومية الحالية بحجة انهم قد زوروا شهادت دنيا وهم لازالوا مطاردين يستنجدون بهذا وذاك ،
من هنا اوجه ندائي للشرفاء واقول الشرفاء فقط ولا اناشد غير الشرفاء ان يمدوا يد العون والمساعدة لهاتين الشريحتين فوالله ستكونون محاسبون امام الله ولا تقولوا نحن قلة قليلة ولا نستطيع ان نفعل شيء ، اذا كنتم لا تستطيعون نصرة المظلوم عليكم بالانسحاب لكي يتاح لنا ان نضع النقاط على الحروف ،
اين حسين الشهرستاني واين خلف عبد الصمد واين واين الذين كانوا معنا في سجن واحد ومحنة واحدة الا يعلمون ان اغلب السجناء الذين زجوا في السجن وقد قضوا اكثر من عشر سنوات وكانوا حينها في عز الشباب وبعد ان اطلق سراحهم بقوا اغلبهم مطاردين كما ان البعض الاخر انصرف الى تامين لقمة العيش لعائلته التي لا تملك عونا غيره ،
الا يحق لهاتين الشريحتين ان تكون لهما حصة في الوظائف التي كرم بها المجرمون القتلة الا يحق لهاتين الشريحتين ان تكون لهما وظائف من خلال منحهم شهادات فخرية والقانون يسمح بذلك ،
الواقع الذي نراه اليوم يقول ان المجرمين لهم مكانا ولا مكان للمخلصين ومن لم ينتمي الى عصابة من العصابات التي ذكرناها فلا شفيع له يشفع ولا مدافع يدافع عن حقوقه التي غصبت بالامس وتغتصب اليوم دون واعز من ضمير .
بقلمالكوفي
https://telegram.me/buratha