صلاح السامرائي
كثيرة هي المثل التي نحاول الارتقاء اليها وكثيرة هي الشعارات المرفوعة التي نستعين بها للوصول للغايات ولكن حقيقة هذه المثل والشعارات لاتجد لها واقع في تطبيقاتنا العملية ولا وجود لها في ارض الواقع .. حديثنا عن استقلالية الاعلام وحياديته في التعامل مع الاحداث الحاصلة في الساحة وكثير ما نرى المؤسسات الاعلامية الكبيرة التي تعلن عن كيانها ومبدئية الاستقلال والحيادية والحقيقة وواقع الحال لاينبيء ولايتوافق مع الحقيقة القائمة فكل مؤسسة اعلامية لها تبعية ومرجعية وميول وتوجهات تندفع نحوها بشكل واخر وتحاول ان ترسم لها خطة عمل او سياسة تمثل هذه التوجهات التي يمكن اعتبارها شخصية واخذها الى مسارات تبعدها عن الخطوط العريضة المعلن عنها وهذه الحالة هي حالة عامة في معظم المؤسسات الاعلامية العالمية . فكيف بنا في بلدان فيها الانظمة السياسية الحاكمة تسيطر على الاجهزة الاعلامية وتفرض عليها رقابة وتحدد لها مسارات العمل التي لاتتعارض مع مصالح هذه الانظمة كالمؤسسات الاعلامية العربية التي اثبتت عدم حياديتها ولمرات في التعامل مع مجريات الاحداث في الساحة السياسية وما حصل في الماضي في العراق في العام 1991 وانتفاضة الشعب العراقي بوجه النظام السابق وتتكرر الحالة اليوم وما يحصل في البحرين دليل على ذلك وعملية قمع وقتل المتظاهرين الذين يطالبون بحقهم في اصلاح النظام السياسي الفاسد الذي لم يتوانى عن ديمومة بقاءه باستخدام القوة والسلاح في فرض ارادته على ارادة الشعب حيث اخذت المؤسسات الاعلامية تعزز من موقف النظام الحاكم في البحرين وتسيس القضية البحرينية لصالحه وبث عوامل الفرقة وعلى ان هذه التظاهرات فتنة طائفية ذات اجندات خارجية متمثلة بايران وبعض الدول التي تدين للطائفة الشيعية بالولاء وهذه مثلبة وماخذة على الاعلام العربي الذي لم يعطي الاحداث حجمها وحقها الطبيعي على عكس انحيازه او التعامل بمكيال اخر مع الاحداث في مصر وتونس وليبيا و اليمن وغيرها وان هذه المؤسسات الاعلامية منحت الثورات في كل الدول الانفة الذكر شرعية وقبولية بينما لم تكن الحال على ما هو علية في البحرين اذن عملية الطرح الاعلامي العربي لم تكن منصفة والاخذ بنظر الاعتبار التوجهات الطائفية التي لاتمت للواقع بصلة ان ما نقلته بعض الفضائيات من قمع المتظاهرين ودعوة المتظاهرين بالاصلاح ابتداء والتاكد من سلمية التظاهرات ليس بالامر المخفي اضافة الى ان اغلب الفضائيات العربية حاولت ان تنمق وتزيف الحقائق مثل الاستعانة بالقوى الخارجية لقمع التظاهرات وتثبيت النظام الحاكم وهذا واضح ومعروفة اسبابه ولانريد الخوض فيه وما يهمنا هو دعم الاعلام العربي للانظمة العربية الذي يعتبر مفسدة واستهانة باخلاقيات المهنة وضرب للاعلام الحر والهادف الذي يحاول دائما ان يمد جسور الثقة بينه وبين المستهلك لاطروحاته ولكن مع الاسف اصبح الاعلام جزء لايتجزء من الانظمة المستبدة بل اصبح احد وسائله التبريرية وايضا يحتاج الى ثورة حقيقية كما في بلداننا .
https://telegram.me/buratha