المقالات

انتهى العقيد الاخضر...

1096 23:49:00 2011-03-22

الدكتور يوسف السعيدي

انتهى العقيد الاخضر...----------------------مروّعة هي تلك الصور التي تبثها وسائل الإعلام العالمية عن الوضع في ليبيا .. وسواء أكانت وسائل الإعلام تلك خاصة ومستقلة من التي تنفخ في الأخبار ، وتهوّل وتضخم الأحداث ، أم كانت عمومية تابعة ومُنصاعة ، وموجهة لتلميع صور النظم وتجميلها مهما بلغت بشاعتها ودمويتها ، أوتلك الخاضعة لمقص الرقابة ، والمتمرسة في تلفيق الوقائع وتصوير الأبرياء العزل مجرمين وإرهابيين .. يبقى الأمر الأكيد أن الشعب الليبي يتعرض لإبادة جماعية ولعملية تطهير عرقية ، لالشيء سوى لأنه كفر بدين الملك الاخضر، ولأنه أحرق نسخا من الكتاب الأخضر المقدّس ؟! ..أما القذافي الذي أصبح أشهر من نارعلى علم ، بعد إصداره الأخير (زنقة .. زنقة) ، أمسى لايحب الظهور كثيرا أمام كاميرات الصحفيين ، رغم أن خطاباته مكررة ولا تحمل أي جديد ، فالفكر هونفس الفكر ، متناقض ، ومفكك ، وإرتجالي ، وغامض يكاد يكون هذيانا .. والرجل هو نفس الرجل أيضا ، مكابر ، متغطرس ( يترك مسافة كبيرة بينه وبين جماهيره المتواضعة التي تحضر خطاباته) ، تملؤه العزة بالإثم ، مرتبك ، وخائف (يتلفت بسرعة يمينا وشمالا) .. لكن الشعب الليبي لم يعد نفس الشعب الذي ألف الزعيم سماع تراتيله بالولاء له ، وتوسلاته بالرحمة والرأفة ، ودعواته له بالبقاء وطول العمر ! .. فالشعب الليبي قد تغير ، وعقد العزم على تغيير الأدوار ، وقتل الأخ الخائن بنفس السلاح الذي قتل به تقدم ليبيا قبل أربعين سنة : (حكم الشعب) .. الشعب الذي كان يحكم بالإسم فقط في جماهيريته العظمى ، التي ما كانت يوما كذلك سوى في عيني طاغيتها الذي ينهب بخيراتها ، ويرمي للشعب بالفتات ! ..القذافي إنتهى في قلوب الليبيين ، ولن يفيده قتلهم جميعا في العيش من بعدهم بسعادة ، كما لن تفيده سيطرة قواته على تراب ليبيا شبرا شبرا ، لأن الوحدة ستظل تطوقه في وطن دمّره بكتائبه وابناءه الخضر ، وبين شعب لن يغرد بأمل وحماس في سماء ليبيا كما كان !القذافي إنتهى وهو يعرف ذلك ، بدليل خطاباته التي يوجهها إلى الخارج لا إلى الداخل الليبي ، في دعوات من حيث يشعر او لا يشعر صريحة للغرب للتدخل العسكري في ليبيا أسوة بأفغانستان ، ولم يستطع تشبيه الوضع في ليبيا بالوضع في العراق ،لأنه لم ولن يقرأ التاريخ جيدا ...وخوفا يحمله بين ثنايا اضلعه من سوء العاقبة وسوء النهايه ، أما أفغانستان فذريعة إحتلالها كانت طالبان والقاعدة ، والقاعدة هي القطب السالب الذي حاول جاهدا ، جذب القطب الموجب الأمريكي به منذ بداية ثورة الشعب ضده ! .. فأحيانا تكون أمريكا وفرنسا وبريطانيا هي التهديد الفعلي لأمن وإستقرار ليبيا لأطماعها في النفط الليبي ، وأحيانا تكون القاعدة وبن لادن هما التهديد الذي يستوجب تدخل التهديد الأول لأنه أرحم في نظر الزعيم ؟! .. وبين هذا وذاك يظل العقيد مصابا بالوسواس يتخبط في التناقض ، ومحتارا في إختيار النهاية : أهي بين أيدي الثوار وهي الشعب الذي لن يرضى بغير القصاص ، أم بين أيدي الأمريكان وحلفائهم وبالتالي مواجهة نفس مصيرصدام جرذ العفالقه المقبور ؟! ... والواضح أن أحلاهما أمَر ! ..القذافي إنتهى وهو يعرف ذلك ، لذلك قدّم ـ (ذليلا) ـ عرضا للمجلس الإنتقالي المشكل من الأحرار ببنغازي ، يدعوهم فيه إلى عقد مؤتمر شعبي لمناقشة أمر تنحيه عن الحكم ، فقوبل عرضه بالرفض ونودي (من بعيد) ان يرحل من ليبيا ... ، وإلا ... ! ..القذافي إنتهى ، وما رقصه إلا كرقص الديك المذبوح (على حد تعبير أحد المعارضين الليبيين) ، والمسألة مسألة وقت (ربما هو قصير) لنسمع سقوطه لافظا آخرأنفاس الزعامة والديكتاتورية ...متزامنة مع ضربات قوى التحالف الموجعه...الموجعه حد العظم...بانتظار فجر جديد...

الدكتوريوسف السعيديالعراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك