المقالات

انتفاضتا العراق والبحرين نقاط الاشتراك

824 11:41:00 2011-03-23

جمعة العطواني

يعيش الشعب االبحريني محنة تشبه الى حد بعيد محنة الشعب العراقي ابان الانتفاضة الشعبانية عام 1991م من حيث الاسلوب والادوات والتعاطي الاقليمي والدولي . ان المشتركات بين الانتفاضتين العراقية والبحرينية تكمن في حجم الظلم الذي تتعرض له الاغلبية الاجتماعية في البلدين، وقسوة النظامين في البلدين والدعم الخليجي للنظامين الصدامي والبحريني، وكذلك التعتيم السياسي والاعلامي الامريكي على المجازر التي حصلت في العراق في تسعينات القرن الماضي وما يحصل للشعب البحريني هذه الايام .

ففي الوقت الذي حاول الشعب العراقي ان يستفيد من ضعف قوات البعث بعد هزيمتها في حرب الخليج الثانية ،مستفيدا من تصريحات الادارة الامريكية في حثها للشعب العراقي للانتفاض على نظامه المستبد ، جاءت خيبة الامل والخذلان والغدر الامريكي في التعاطي مع الانتفاضة العراقية ، والضغط السعودي على ضرورة اعطاء الضوء الاخضر لصدام في قتل ابناء الشعب العراقي لاسباب طائفية، ووصف الانتفاضة بانها جزء من مشروع خارجي .

نجد ان السيناريو نفسه يتكرر في المشهد البحريني ،اذ حاول الشعب البحريني ان يستثمر حالة الغليان التي تمر بها شعوب المنطقة العربية ضد انظمتها الديكتاتورية ، وكذلك مستفيدة من المزاعم الامريكية بضرورة التحول السلمي للسلطة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها ، وحالة الحرمان التي تعيشها الاغلبية البحرينية ، فكان الخذلان الامريكي يتكرر مع الشعب البحريني تحديدا والدعم السعودي لنظام المنامة، ومحاولة تغيير مسار الثورة، واعطائها صورة طائفية معروفة الاهداف. لذلك يواجه الشعب البحريني ما واجهه الشعب العراقي في ذلك الوقت ،فالادارة الامريكية هي نفس الادارة في تعاطيها الطائفي مع الشعوب العربية، والدعم السعودي لازال بالصوت والصورة الطائفية باجلى صورها .

لكن مايميز المشهد البحريني عن المشهد العراقي هو ان مايسمى بقوات ( درع الجزيرة ) التي تم تاسيسها للدفاع عن استقلال الامارات الخليجية من ( العدوان الخارجي )،نجدها اليوم تفصح عن حقيقة هذه الاتفاقية بين الانظمة الخليجية واسباب تاسيسها ل( درع الجزية ) ، حيث تثبت تجربة البحرين ان هذا الدرع وجد لقمع شعوب المنطقة من اية محاولة للمطالبة بالحقوق المشروعة لهذه الشعوب ،لذلك يمكن القول ان ( درع الجزيرة ) وجد ليكون درعا ( للامراء الخليجين ) من خطر الشعوب ، واتصور ان اكثر الانظمة حماسا لارسال هذه القوات الى البحرين هو نظام ال سعود، لانه يعي شعار ( من حلقوا لحية جاره فليسكب الماء على لحيته ) واذا ما كان هناك ثمة بصيص من الديمقراطية الشكلية في البحرين ، فان النظام في السعودية يحكم شعبه بقبضة من حديد، والشعب السعودي يعيش بين مطرقة النظام السعودي وسندانة الفقهاء الوهابية التي تعطي شرعية للنظام الحاكم وان قتل شعبه وصادر حريته وسفك دماءه ،كون النظام الحاكم( ظل الله في ارضه )حسب المبنى العقائدي للمدرسة الوهابية المتطرفة ، فهذه المؤسسة الدينية تكفر كل شيء الا النظام الحاكم .

وما يشجع النظام السعودي في التمادي في تدخله في الشان البحريني فضلا عن خشيته من امتداد شرارة الانتفاضة الى الشعب السعودي ، فان البعد الطائفي هو الاخر يعطي مبررا لهذا النظام في التدخل في شان البحرين، على اعتبار ان غالبية المتظاهرين هم من شيعة البحرين ، وبما ان الشيعة في العالم كله محكوم بكفرهم وهدر دمائهم (بناء على فتاوى علماء الوهابية )، لذلك تعد هذه فرصة مؤاتية للقائمين على الفكر الوهابي للانتقام من اتباع اهل البيت.

ان الموقف الامريكي فضح ازدواجية الادارة الامريكية في التعاطي مع حق الشعوب في التعبير عن رايها ، ففي الوقت الذي كانت فيه الادارة الامريكية تحث رؤساء بعض الانظمة العربية على ضرورة التعاطي السلمي مع شعوبها المنتفضة ، والتبادل السلمي للسلطة ، وترفض تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ، فان هذه الادارة ومن خلال تصريحاتها ومواقفها الاخيرة لا تعد دخول القوات السعودية الى الاراضي البحرينية تدخلا في الشان الداخلي ، فضلا عن كونه غزوا واجتياح .

ان هذه الازدواجية في الوقت الذي تكشف عن حقيقة المشروع الامريكي في المنطقة والنفس الطائفي الذي تحمله بناءا على نصائح بعض الانظمة العربية، فانها ستعطي مبررا لهذه الشعوب في الدفاع عن نفسها وبشتى الوسائل، كذلك ستفتح ابوابا لدول اخرىان تدافع عن هذه الشعوب ولنفس الاسباب الطائفية، وعندها ستدخل المنطقة في اتون حرب طائفية ، وهذا ما تحاول ان ترسمه الادارة الامريكية لمستقبل المنطقة .

جمعة العطواني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك