عبدالحق اللامي
ما ان بدأت بوادر الغضب الجماهيري المعبر عن الحس الانساني الذي يمتاز به العراقيون دونا من خلق الله كلهم لما يحدث في ساحة الصراع بين الشعوب المضطهدة وحكامها الطغاة الذين يرتكبون مجازرهم بدماء باردة لا يردعهم ضمير لان ضمائرهم ماتت واصبحوا وحوشا كاسرة لا تشبع من دماء ضحاياها منذ ان آمنت ان مقاليد الحكم ارثا تاريخيا مستحقا لها وان الخروج عن طاعتها يعني الكفر الذي تباح بموجبه الدماء والاموال والاعراض.وحين انطلقت مظاهرات الغضب الانساني في العراق كما انطلقت في بلدان اخرى انبرت اقلام وفضائيات العهر الطائفي وتصدت كتل الارهاب واحزاب القوميات وشحذ ناطقوها سيوف الحقد الكامن في النفوس المريضة محاولين بكل الطرق التي يرفضها الشرفاء ان يشوهوا الحقيقة ويقلبوا الامور ويصوروا الشعوب المضطهدة بصورة العمالة والطائفية التي تحركها اهداف وخطط الدول ومخابراتها وان هذه الشعوب تستحق العقاب والقتل والابادة لانها خرجت عن طاعة اولياء الامر حسب فتاوي دهاقنة التكفير وفقهاء الارهاب ومنظري القوميات ودوائر الموساد ودهاليز مخابرات دول الهيمنة والتسلط الكبرى.في عراق الدم والدمار الذي دمرته احقاد التكفير الموروث وارهاب البعث وجهاد خنازير العمالة والانحطاط والتخلف الآتين من اعماق كهوف الصحاري وبوادي النذالة ودهاليز عواصم العهر القومي المظلمة وكلما حاولنا لملمة جراحاتنا ومداواتها ومحاولة نسيان مجازر الحقد وبناء وطن بعيدا عن اخلاقيات وخطط خنازير الامة ووحوشهم وكلما اقنعنا انفسنا مضطرين ولاننا نريد ان نتجاوز حتى على ثاراتنا وحقوقنا لنبني لاجيالنا مستقبلا نظيفا آمنا مستقرا مرفها ومددنا ايدينا لمن نعرفهم ونعرف ان قلوبهم احقر من ان تقبل بالحب والسلام ونفوسهم لا تغسل ادرانها كل مفردات الخير والمحبة والاخاء والوطنية، كل ذلك ينبرون نساءا ورجالا وكتلا واحزابا وجمعيات متخذين من شعارات الطائفية شعارا تقطر كلماتهم وتصريحاتهم سما زعافا منتقدين ورافضين مشاعرنا الانسانية تجاه اخوة لنا يذبحون وتنتهك حرماتهم امام اعين العالم اجمع. يريدون منا ان نتجرد من انسانيتنا واسلامنا واصولنا لان طغاتهم ومموليهم يريدون ان يبيدوا شعوبهم وفق اهدافهم ومخططاتهم الطائفية.انهم يريدون منا ان نكون مثلهم مجردين من حسنا الانساني عراة من الاخلاق رافضين للاصول وخارجين عن الاعراف. يطالبوننا بالسكوت لا بل بالتأييد لما يرتكبه حكام العرب ومشايخ الخليج وملوك الحقد واباطرة الطغيان بحق اخوتنا في الانسانية والا فنحن طائفيون حاقدون تحركنا اياد خفية من وراء الحدود.أنحن ام انتم العملاء ونتاج لقاح الطائفية والقومية التي اكتسبتموها بالتقادم وليست اصلا ولا نسبا لكم؟ أنتم والله العملاء الذين تحركهم ايادي واموال طغاة العرب وانتم والله الطائفيون الذين تحللون دماء الابرياء واموالهم واعراضهم وكلامكم وتصرفاتكم تدل عليكم وقديما قالوا: وحسبكم هذا التفاوت بيننا.. فكل اناء بالذي فيه ينضح.
https://telegram.me/buratha