المقالات

أيام المستنقع الليبي /

1015 17:07:00 2011-03-23

حافظ آل بشارة

بدأت مقدمات غزو غربي محتمل يستهدف ليبيا ، القذافي نسخة ثانية لصدام في ادارة الحماقات الخطيرة ، سيكرر الغرب مافعله في العراق سنة 2003 ، منذ القى القذافي خطاب الزنكه زنكه بدا أن الرجل يسير نحو المستنقع الذي غطس فيه صدام وهو يواجه اساطيل العالم ، تعززت هذه التصورات عندما صدر قرار مجلس الامن الذي يمنع الطيران في اجواء ليبيا ويسمح للدول المشاركة في القرار بتوجيه ضربات جوية الى اهداف منتخبة ، كانت ردود فعل القذافي صدامية ، القى خطابا بطوليا وهو يرتدي بزته العسكرية المضحكة ذات الشكل الجنوني ، ثم بدأ خطوة اكثر اثارة ، اتخذ من النساء والاطفال العزل دروعا بشرية يطوق بهم الاهداف الحيوية تحت التهديد ، حتى اذا قصفت تلك الاهداف وقتل اؤلئك المساكين او جرحوا اتخذهم موضوعا للدعاية الاعلامية يتاجر بدمائهم ، وفي لقطة مماثلة خطف القذافي عددا من الصحفيين الاجانب كرهائن ، الصحفي هو المخلوق الاضعف في هذه الازمات ، ليبيا تعرضت لحد الآن الى مئات الضربات الجوية في ثلاثة ايام الا ان القذافي يقابلها بتصرفات استعراضية ويهدد بخوض حرب طويلة ، ولا ينسى ان يوزع التهم على الدول الاخرى . اذا كان القذافي مجنونا وتصرفاته الحالية غريبة فلماذا تتصرف الولايات المتحدة بجنون ايضا لماذا تكرر الاخطاء التي ارتكبتها في غزوها للعراق ؟ توصف امريكا بأنها تقود العالم فهل يصح ان يكون قائد العالم المزعوم بهذا المستوى من الحمق ، واشنطن وحلفاؤها يقولون انهم يريدون منع الرئيس الليبي من قتل شعبه ، وفي العراق كانوا قد رفعوا الشعار ذاته والذي يبدو موغلا في النبل والنزاهة قالوا : هدفنا منع صدام من قتل شعبه ، لكنهم تحت لافتة الاهداف المنتخبة دمروا البنية التحتية للعراق ، والآن يتفرج العالم على الطيران الامريكي والغربي وهو منشغل ايضا في تدمير البنية التحتية في ليبيا اي تدمير ممتلكات الشعب الليبي وليس ممتلكات القذافي واسرته ! في الضربة العراقية قال بعض الاذكياء ان الجيوش الغربية تهدم العراق لهدفين الاول تشغيل مصانع السلاح الكاسدة التي ادى السلام المؤسف في العالم الى توقفها وخسارتها فالحروب تحيي هذه الصناعة المربحة ، اما الهدف الثاني فهو توفير اوسع خراب ممكن لشركات الاعمار والبناء الامريكية كي تمارس العمل وتحصل عل عقود مربحة بعد الكساد الذي اصابها ، كثير من المحللين الستراتيجيين يعتقدون ان هذين الهدفين يحفزان مشاريع الغزو الامريكي والغربي في العالم ، الا ان تفكيرا كهذا يبدو تفكير حشاشين ، أمريكا تكرر الخطأ نفسه وهي تدمر ليبيا ، لديها فرصة لترسم لنفسها صورة المنقذ لكنها ستتصرف خبثا او غباء كمحتل ، ستجعل من الشعب الليبي عدوا وهو يبحث عن صديق يؤازره ، سترغمه على المقاومة ، وتساعد التيارات المتطرفة والتكفيرية كي تتصدر المشهد السياسي راكبة الموجة ، المشهد يتكر بالتفاصيل نفسها من افغانستان الى الصومال الى العراق ولن تكون ليبيا المستنقع الأخير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك