حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الأخلاق العربية التي أكد عليها الإسلام المحمدي الأصيل هي فضيلة كتم الأسرار لما لها من أهمية بالغة عند العقلاء في قضاء الكثير من الحوائج ، وكان موضوع كتم الأسرار ولا يزال عند أشخاص محددين لا يمكن أن يوضع في غيرهم وهم يمتازون بالكثير من المزايا الطيبة جعلتهم أهلا لكتم الأسرار وكما يقولون ( السر عند اثنان فان تعدى فقد شاع ) ، وهذا ما يجعل ميزة الأسرار تكون مكنونة وغير مسموح لأي احد أن يطلع عليها أو البوح بها من قبل من اؤتمن على سر معين . والأسرار لابد أن تكون ذات مدلولات خاصة وذات قيم عالية حتى يتم ائتمانها عند من يوجد فيه الكفاءة . وألان قد يسال سائل ما علاقة كتم السر بكاتم الصوت ..؟ أقول إن العلاقة واضحة ومعروفة عند كل من يعيش في العراق وخصوصا عند أهل بغداد العاصمة إذ أصبح القتل بواسطة المسدسات الكاتمة للصوت علامة فارقة في الأحداث اليومية التي تشهدها العاصمة بغداد دون رادع ، وللأسف الشديد من قبل أي جهة أو مؤسسة أمنية من المؤسسات الضخمة في العراق فكلا الحالتين ( كتم السر وكاتم الصوت ) يحملها شخص ، ولكن طبيعة الشخصية تختلف . فكاتم السر رجل يتحلى بالفضائل والذي يقتل بواسطة المسدسات كاتمة الصوت بعيد جدا عن أي فضيلة ولا يحمل صفة من الصفات الإسلامية والعربية التي تستنكر وتحرم القتل والغدر والخيانة إذ إن من يُقتل بواسطة المسدسات الكاتمة للصوت لا يعلم من أين يأتيه قاتله ، فمسلسل القتل بالمسدسات الكاتمة عاد إلى الظهور من جديد في أرجاء العاصمة بغداد ولابد أن يكون هناك إجراء ، وإلا فمن المحتمل أن يظهر لنا نوع جديد من أنواع الكاتم وربما تكون هناك عبوات كاتمة أو ما شابه ..؟ أسف لهذا الربط ولكن كما يقال ( الشيء بالشيء يذكر ) .
https://telegram.me/buratha