محمد الياسري
تتباين مواقف الدول الخليجية إزاء الأحداث الجارية في عدد من البلدان العربية لاسيما في الوضع في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن، حيث اختلفت هذه البلدان في الرؤى مما حدث في تونس ومصر وليبيا بين مؤيد وداعم لحركة التغيير وبين معارض على استحياء وبين من عرض خدماته لإيواء طغاة الشعبين التونسي والمصري كما فعلت السعودية.ولكن اللافت للنظر هو الموقف الموحد والصارم تجاه ما يحدث في البحرين والتدخل الخليجي العسكري لردع تظاهرات الشعب البحريني المطالب، مثله مثل بقية أشقائه العرب في بقية البلدان العربية، حيث لا تختلف المطالب ولا المبررات ولا الأسباب بين حركة التغيير في البحرين عن مثيلاتها في تونس ومصر وليبيا واليمن، فالمطالبة بالحقوق واحدة في كل بلاد العرب من محيطها إلى خليجها.فلماذا هذا التفاوت في المواقف بين حقوق شعب وشعب آخر؟بل لماذا هذا التناقض والمطالب واحدة هنا وهناك؟ربما البحث عن الاسباب والمبررات الحقيقية بين دفاع قطر مثلا المستميت عن الشعب الليبي وحتى مشاركتها في الجهد العسكري الذي يستهدف كتائب القذافي ونصرة للشعب في ليبيا لكنها بالمقابل ترسل القوات العسكرية مع نظيراتها الخليجية لوأد ثورة الشعب البحريني بحجج لا يمكن استيعابها وهو ذات الحال للسعودية التي وفرت الملجأ الآمن لدكتاتور تونس وعرضت نفس الضيافة لفرعون مصر ثم وقفت ضد القذافي وعادت لترسل جيشها لسحق انتفاضة الشعب البحريني .وبالعودة الى الموقف السعودي حيال احداث مصر فقد كان هذا الموقف مثار انتقاد الكثير من المحللين السعودين والعرب اضافة الى الانتقاد الشعبي السعودي، حيث كان هذا الموقف مبكرا وسابقا لمواقف الكثير من دول المنطقة حيال الأحداث على الساحة المصرية منتقداً قيام بعض "المندسين" بالعبث بأمن مصر واستقرارها، وشكل هذا الانتقاد مفاجأة للبعض وتوقعا للبعض الآخر كون أن مصر هي الوجه الآخر لحجر الزاوية التي ترتبط مع السعودية فيه حول قضايا الشرق الأوسط.وثم يأتي الموقف الآخر للسعودية وهو تجاه الاحداث في اليمن فالمملكة تنظر لما يجري باليمن على انه يمثل تهديداً امنياً مباشرا لها على المستويين الحدودي والداخلي، وان حالة التمزق الذي تعيشه اليمن سهل تسلل تنظيم القاعدة الى اراضيها".وترى المملكة أن هناك حالة تفسخ في اليمن سببها التمرد في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب مما سمح للقاعدة بالعمل واكتساب القوة"، وهذا الموقف الصريح والعلني يعطي الضوء الاخضر لسحق حركة التغيير في اليمن لان نجاح الثورة فيه يعني- حسب وجهة السعوديين- اكتساب القاعدة للقوة وتهديد للامن الداخلي السعودي وحدودها. وهكذا يتوضح الموقف السعودي من حركة التغيير التي تنادي بها الشعوب في اليمن والبحرين والسعي الى دعم سحقها بالقوة وعدها حركات تمرد وخروج عن شرعية الحاكم رغم ظلمه وجبروته، لكن السعوديين يؤيدون ويدعمون الاطاحة بالقذافي لانه ديكتاتور وطاغي ومن حق الشعب ان يسعى التغيير!!!فلماذا هذا التناقض؟ام الاسباب التي دفعت السعودية واخواتها الخليجية لردع انتفاضة البحرين لا تعدو سوى الانحياز لطائفة الحاكم البحريني على حساب الشعب باكمله لمختلف طوائفه؟ان من حق الشعب العربي ان يثور على طغاته وينادي بحريته وحقوقه ولا يحق لاي كان مهما كان جبروته أن يقف بوجه ارادة هذا الشعب والا فالطوفان سيمتد بغرق كل ظالم متجبر.
https://telegram.me/buratha