المقالات

حديث اخضر...والمجنون معمر

856 23:12:00 2011-03-24

الدكتور يوسف السعيدي العراق

" دوام الحال من المحالْ ، وعند الشدائد يعرف الرجال من أشباه الرجالْ ، وفي حب السلطة قصص أغرب من الخيالْ ، وحكايات عجزت عن وصفها الحكم والأمثالْ ، وأصل الداء ظلم وبغي وضلالْ ، والدواء عدل وكرامة وحرية توزع عن اليمين وعن الشمالْ " ، هذا قاله لنا ابن أبي البدايه من اصل الحكايه ..ليلة أمسْ ، وهذا ما ردده بين جدران البؤس والبأسْ ، وهذا ما حكاه لنا في حي اليأسْ ، فقد ألفيته البارحة بالحي المذكورْ ، يهيج بكلامه بين الناس ويثورْ ، ويلتف بأعمدة النور وحولها يدورْ ، ويقول بين جماهير تجمعت عنده من غير شعورْ : << الحق يعلو ولا يعلى عليهْ ، والظالم يرجع ظلمه إليهْ ، والعاقبة لمن اتقى وأحسن استعمال شفتيهْ ، والمجنون الغبي من يطلق الكلام على عواهنهْ ، ولا يعتبر بما يجري في عصره وزمانهْ ، ولا ينظر إلا لمكانته ومكانهْ ، و " أحمق الحمق الاغترارْ " ، كلمة قالها امام المتقين وقائد الغر المحجلين الامام علي بن ابي طالب (ع)في قطر من الأقطارْ، أمست مثلا واضحا وضوح الشمس في رابعة النهارْ ، وأحمق من الحمق يا خلان الجوع والقهرْ ، وأجن من الجنون يا قابضين على الجمرْ ، وأغبى من الغباء في كل مصر وعصرْ ، مهرج مسعور غريب الأفعال والأقوالْ ، ملعون مكروه مذموم في كل الأحوالْ ، حير الأطباء والعقلاء والنساء والرجال والأطفالْ ، حكم على حين غفلة من الشعب بلده الأمّْ ، فاتخذ من بني صهيون الخال والخل والعمْ ، وزرع في أرضه البأساء والضراء والهم والغمّْ ، ولأنه من جنس فرعون وهامان وقارونْ ، جعل من الاستبداد أكبر قانونْ ، واستخرج من الاستعباد فصولا جديدة لا تهونْ ، فسطر الكتاب الأخضرْ ، وقال " أنا الإله الأكبرْ " ، وشق الأرض لمن تجاوز اللون الأحمرْ ، وسمى نفسه الفاتح للأمّهْ ، وكان بحق اسما على مسمّى ، واسألوا ليبيا عمن يكون صاحب الظلمة والغمّهْ ، تجبكم بسرعة الريح المرسلهْ ، " إنه العاشق للمهزلهْ ، الآكل من كل مزبلهْ ، الواضع لكل مقصلهْ ، ملك الملوكْ ، من أمره مشكوكْ ، ومن هو للبغي يلوكْ ، الصعلوك أب الصعلوكْ ، معمر مصاص الدمْ ، صاحب " الطز " في كم وكمْ ، المعتوه الأعمى الأصمّْ " .نعم يا أيها الحالمون ببلد جديدْ ، هذا " القذافي " شيطان مريدْ ، سب الرسول الاعظم (ص)من زمان بعيدْ ، وتطاول على الله الفعال لما يريدْ ، وحكم الشعب بالنار والحديدْ ، وسن لأبنائه سنة القتل والقمع والتشريدْ ، فمن تكلم من الشعب أبادوهْ ، ومن قال " لا " إلى التراب أعادوهْ ، ومن قال شبعت زادوهْ ، وهكذا قتل الأحرار طوال حكمهْ ، واستعبد الناس بخبثه ولؤمهْ ، وأعمى العيون بتهريجه ونفثه لسمهْ ، فأخر دولة ليبيا في كل الجهات والمجالاتْ ، ونهب ما لها من ثروات وخيراتْ ، وحولها إلى مملكة خاصة لها علامات وآياتْ ، ومن آيات القذافي يا أيها الأعزاءْ ، ابتكاره الدائم للأزياءْ ، وتمسكه بمثل يطبقه في كل الأنحاءْ ، " خالف تعرفْ " هذه سيرتهْ ، وعلى جنون العظمة انطوت سريرتهْ ، فالأنا الكبرى حبيبتهْ ، والأنا الوسطى عشيقته ، والأنا الصغرى خليلتهْ ، وأناه ما مثلها " أنا " في الوجودْ ، واسألوا عنها المسلمين والنصارى واليهودْ ، ضخمة غبية والكل على ذلك شهودْ ، ولأن الله تعالى لا يحب كل مختال فخورْ ، ولأن الحر لا يرضى بأن يتحكم فيه عبد مغرورْ ، ولأن الظالم لا بد أن " يغورْ " ، نظر القذافي في عاقبة " مبارك " ومن قبلـَهْ ، فقال إنهم ليسوا مثلهْ ، وظن أن الشعب الحر قد يتحمل إذلاله وذلهْ ، فركب جنونه وغرورهْ ، وأظهر عيوبه وشرورهْ ، وقال لمن يحمون خيامه وقصورهْ ، " (الأحمق إن استنبه بجميل غفلْ ، وإن استنزل عن حسن نزلْ ، وإن حمل على جهل جهلْ ) ، وأنا أحمق من ذلك بكثيرْ ، وحمقي عظيم كبير مريرْ ، وليعلمن العالم بأسره من المجنون الخطيرْ ... ، أعيدوا سيرة نيرون في بلادي ولا تخالفوني ، وابعثوا من الموت هتلر وأطيعوني ، وأنسوا الشعب ذكرى موسوليني ، ... " ، وانسلخ عن عقله المجنونْ ، وبين بالفعل أن الجنون فنونْ ، ومن ذاك ما أدمى القلوب والعيونْ ، مجازر ما بعدها مجازرْ ، تقتيل للقبائل والعشائرْ ، وتذبيح للأصاغر والأكابرْ ، ووأد لأحرار ما وسعتهم المقابرْ ، ولأن الشعب حر من سلالة عمر المختارْ ، خرج رغم التقتيل على الرعديد الجبارْ ، فكسر ما للصمت من جدارْ ، وأعلنها مدوية بالليل والنهارْ ، " الشعب يريد إسقاط النظامْ " ، وهدده المجنون بزحف في الظلامْ ، فرد عليه " مصيرك الانتحار أو الإعدامْ " ، فأمسى أذل من حمار مقيدْ ، وألعن من كل شيطان بالفسق يتقيدْ ، وأضحى أصغر من جرذ يتسيّدْ ، تضيق عليه الدنيا من كل جانبْ ، ويتنكر له كل خل وصاحبْ ، ولا ينتظر إلا رصاصة رحمة من الأقارب أو الأجانبْ ، ... ومن الصحراء إلى الصحراء كما قالْ ، يزحف شعب بنخوة الرجال الرجالْ ، ليقتلع ما للدكتاتور الأبله من جذور وظلالْ ، وإن موعده الليل أو الصبح كمن سبقْ ، وإنه لحق على الله يا من بالكراسي التصقْ ، نصر المظلوم وإن كان بالكفر نطقْ ، هكذا أحوال الدنيا يا أصحاب المعالي والهممْ ، وهكذا هي سنة الله تعالى يا أهل المؤتمرات والقممْ ، فافهموا قبل أن تحين ساعة لا ينفع فيها الندمْ ، الشعوب أقوى من الجيوش والكتائبْ ، والنصر لصف المستضعفين لا يجانبْ ، والحق باق رغم المكائد والمصائبْ ، والاستبداد إلى زوال وهلاك واندثارْ ، واستفسروا معي هاهنا عن مصير نيرون والتتارْ ، بل واسألوا الجار والجارْ ، عن نهاية مبارك الغدارْ ، وعن مآل زين صاحب الفرارْ ، ولو أجابوا لقالوا في اختصارْ : " أحمق الحمق الاغترارْ " ، ولو أنهم عدلوا ، لما وصلوا إلى ما إليه وصلوا ، لكنهم طغوا وقتلوا من لهم عذلوا ....هذا حديثي الاخضر...لكل زعيم عربي مثل معمر....الدكتوريوسف السعيديالعراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك