عبدالله الجيزاني
من يقرأ المواقف والتصريحات التي تصدر عن الحكام ووسائل اعلامهم ووعاظهم حول القضايا التي تجري في منطقة الشرق الاوسط،يشعر بحجم الاستغفال والضحك على الذقون ويشك بذكاء من يتبعهم من شعوبهم،وقد يعذر الساسة لانهم اما مستفدين او مأمورين،لكن الغريب هو مواقف الشعوب التي تنجر خلف كلام هؤلاء،وتحدد مواقفها حسب موقف السياسي الذي يحكمها،ومع الثورات التي شهدتها المنطقة العربية وجدنا ان الكثير من رعايا الدول العربية تتبدل مواقفهم من اقصى اليمين الى اقصى الشمال،وحسب مواقف دولهم الرسمية التي تكيل بألف مكيال،وللنظر لمواقف الدول الخليجية وعليها نقيس مواقف الدول الاخرى،في تونس ومصر يحق للشعب ان يقرر مصيرة ويتخلص من حكامه المفسدين،لكن في السعودية والبحرين واليمن الامر مختلف لانه مملكة ال سعود تخشى على مستقبلها من صوت التظاهرت في مملكتها او على حدودها لذا قمعت الشعب في المملكة وفي البحرين وارسلت قواتها الى اليمن وحرم وعاظها التظاهر ،و لم تصعد امريكا لهجتها ضد الحكام في اليمن كي لاتزيد هوة الخلاف مع ال سعود الذي ازعجهم سماح امريكا للمصريين بأسقاط مبارك، اما في البحرين فقد اصدرت اوامرها لال سعود وال خليفة بقمع المطالبين بحقوقهم وامرت الفضائيات المأجورة بالصمت اتجاه مايجري في البحرين بالخصوص،ويبرر ذلك خوفا من تمدد ايران باتجاه دول الخليج ومايشكله من خطر على المصالح الامريكية في المنطقة،لذا ازعجت التصريحات التي صدرت من بعض المسئولين الايرانيين ال سعود وال خليفة،واعتبرت تدخل في الشؤون الداخلية ووصل الانزعاج الى استدعاء القائم بالاعمال البحريني في جمهورية ايران الاسلامية،واخذت وسائل الاعلام الخليجية تزمر وتطبل لهذا التدخل الذي نفاه وزير الدفاع الامريكي، في تصريح لقناة العربية السعودية،ان امريكا التي طالما بررت تدخلها في شأن المنطقة بالمحافظة على مصالحها الاستراتيجية،وهي التي تدعي رعاية الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم تتعرى كل يوم وتظهر عوراتها لكن لمن يبصر، وكذا حلفاء امريكا(المعتدلين) تجردوا من كل مصداقيتهم،ففي الوقت التي يبرر تدخل امريكا بالمحافظة على مصالحها يستنكر على دولة مثل ايران احاطتها امريكا بقواتها من جميع الجهات ان تصرح لغرض الحفاظ على مصالح شعوب المنطقة برمتها،امريكا التي تبعد عن الخليج جغرافيا الاف الاميال،تسمح لنفسها ان تجيش الجيوش في هذه المنطقة بكل هذه الكثافة ولايعتبر حكام الخليج هذا الامر تدخل،لكن ايران المجاورة عندما تستنكر وتحذر من اسلوب القمع ضد المتظاهرين يقيم هؤلاء الدنيا ولايقعدوها،وهكذا عندما صرح الامين العام لحزب الله في لبنان بأهمية ان تبقى عيون الشعوب بأتجاه فلسطين،والحذر من الانسياق الى الفخ الذي يريد الاعداء اسقاط المنطقة فيه وهو فخ الطائفية،اصبح حزب الله يوصف كما تصفة الصهيونية والامريكان بأنه منظمة ارهابية ومنعت سلطات ال سعود وال خليفة الطيران مع لبنان ونصحت رعايا بعدم السفر او البقاء في ارض لبنان لوجود مخاطر تهددهم،اذن من يزرع الطائفية،الاتتنبه شعوب الخليج والعالم العربي وبالخصوص من يدعي معارضته للانظمة العميلة هناك،لماذا اباح القرضاوي دم القذافي،وحرم الثورة في البحرين ووصفها بالطائفية،اين تكمن طائفيتها لمن لديه لب،هل في شعاراتها(اخوان سنة وشيعة،،وهذا الوطن منبيعة)،او انها تحمل اجندة خارجية كما وصفت والمتظاهرين لايحملون الاعلم البحرين،لماذا طبل الاعلام السعودي للحوادث التي قام بها بعض المندسين في منطقة درعا السورية،وقد اظهر الاعلام السوري اعترافات ومعدات المندسين لغرض اثارة الشارع السوري لمصلحة اسرائيل،الاتكفي كل افعال ال سعود وال خليفة واشباههم لرفع الغشاوه عن عيون من يدعي الاعتدال والتحرر من الطائفية التي يراد لها ان تثمر الدماء في ارض المسلمين والعرب،الم يأن للمسلمين والعرب ان يكتشفوا حقيقة ال سعود وحقدهم على الاسلام والعروبة،نتمنى....
https://telegram.me/buratha