صباح الرسام
اعصار الثورات لا يمر بالعراقالثورات التي يشهدها العالم العربي ادهشت الجميع لسرعة انتقالها من بلد لاخر والتي انطلقت من تونس التي اعتبرت نقطة انطلاق هذا الاعصار الذي ازال اول نظام ديكتاتوري متمثل بزين العابدين بن علي مروراً بمصر اسيرة ديكتاتورية مبارك التي اسقطتها الثورة المصرية ولا زال الاعصار يجرف الديكتاتوريات الاخرى التي تقاوم بدون جدوى ونظام القذافي شبه الميت سريريا وكذا نظام عبدالله صالح في اليمن وقد اصطدم اعصار الثورات في منطقة الخليج بموانع دولية وثورة الشعب البحريني دليل على ذلك .للاسف بعض وسائل الاعلام تريد ان تـُشبه التظاهرات التي جرت في العراق بالثورات ضد الانظمة الديكتاتورية وهذا ضحك على الذقون ، نعم نحن مع التظاهرات التي تطالب بالاصلاحات بالخدمات بالقضاء على الفساد المالي والاداري وبتوفير البطاقة التموينية والطاقة الكهربائية ، والعراقيون يرفضون تسييس هذه التظاهرات وتغيير مطالبها ولايمكن لهذه الوسائل الاعلامية المعروفة التوجهات ومن خلفها وهذه الوسائل الاعلامية معروفة بمساندتها لاعداء الشعب العراقي .العراق لايصله هذا الاعصار لسبب واحد ان الثورات هدفها اسقاط النظام الديكتاتوري وتطالب بنظام ديمقراطي يسمح للمواطن ان يكون شريكا في القرار والمطالبة بدستور يكفل حرية الرأي واجراء انتخابات حرة يتم من خلالها التبادل السلمي للسلطة الخ . هذه المطالب التي ثارت من اجلها الشعوب كلها موجودة في النظام العراقي الديمقراطي وان كانت الحكومة لاتمتلك المؤهلات التي تلبي طموح المواطن بامكان المواطن رفضها واسقاطها عبر الانتخابات وان كانت جيدة ستضمن بقاءها عبر الانتخابات وهذا يتوقف على تقييم المواطن . النظام الديمقراطي الذي حصل العراقيون عليه بدماء مئات الالاف من الشهداء والجرحى وكم من ارملة وكم من يتيم وكم من ام ثكلت بابنها وكم من صرخة خوف صرختها امرأة او طفل كل هذه المآسي تحملها الشعب العراقي من اجل الخلاص من نظام ديكتاتوري مستبد وبناء نظام ديمقراطي اسسه بالتضحيات الكبيرة بسبب العمليات الارهابية المدعومة من الانظمة الديكتاتورية فهل يعقل ان يثور الشعب العراقيين على هذا النظام الديمقراطي الذي بناه بنفسه .
https://telegram.me/buratha