الكاتب : واثق البدران
يبدو أن تطاير شرر الثورة الشعبية في ليبيا قد أحرق أعصاب الكثير من أصدقاء العقيد المخبول ومنهم صاحب قناة (الراي) المشهورة ببث الدبكات الصدامية والوصلات الغنائية لمشاهير مطربي قادسية صدام حيث اصطفت هذه القناة بقوة مع قنوات عقيد الشعر الليبي الحديث مفجر ملحمة أوديسا الليبية التي يقول مطلعها الملتحم مع ختامها التحام الجماهير بقائدها:(( أنا لا أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى .... ولا من ( الطـيـايـيـر) التي ترمي دماراً أسودا .... أنا صامد بيتي هنا في خيمتي .. في المنتدىأنا صاحب الحق اليقين .. أصارع منه الغدا .... أنا هنا .. أنا هنا ... أنا هنا ))
صحيح ان القناة ما زالت تردح على أنغام (( يا كاع ترابج كافوري)) إلا أن هلاهل هذا الغجري تنطلق من شاجور فارغ لا يمتلئ الا باطلاقات الحقد على كل ما يمت بصلة للجارة المسلمة ايران فهي بنظره الدولة الصفوية المجوسية التي تحملها قنوات العهر العربي مسؤولية كل ما يجري في المنطقة من حركات ثورية واحتجاجية في الوقت الذي تتجاهل هذه القنوات ما يتعرض له أبناء الشعب البحراني الأعزل من قمع تمارسه سلطات ال خليفة مدعومة بقوات درع الجزيرة الوهابية .
إن شرر الثورة ولهيبها صار قريباً من مشعان ركاض فها هي تكبيرات المعتصمين في درعا خرجت عن جدران المسجد العمري لكن هذا الغجري يصر على إغلاق أذنيه كي يكمل وصلة الطرب رقصاً على شاكلة قرد قرود افريقيا فهو ملزم - أخلاقياً - بأن يخصص من بث قناته وقتاً اضافياً يستضيف فيه النطيحة والمتردية من المهرجين المشاركين في عرض مسرحية ( الله ..ومعـمّـر .. وليبيا وبـس ) على خشبة مسرح ( الطراطير) التي لم تستطع مسامير الوزير المخلوع محمد سعيد الصحاف من تثبيت ألواحها المخلوعة مع أنه كان شاطراً في إضحاك الناس بقصصه المختلقة على عكس الشاطر الليبي الذي تستضيفه قناة المقاومة المشعانية كل يوم منذ اندلاع الثورة الليبية بعنوان كاتب ومحلل سياسي ليبي !
أحمد الشاطر يتحدث بلا انقطاع عن العقيد معمر وعن الابطال الذين (التحموا) معه في هذه (القادسية) الجديدة وقد ذهب هذا المهرج بعيداً حين تحدث عن ( كرامة) مزعومة حدثت للعقيد القذافي في زيارة لاحدى القبائل فقال ان ( ناقة ) أرسلها الله لأبناء تلك القبيلة ليهدوها للزعيم كما زعم ! وبصراحة فان الصحاف على براعته في التخريف لم يصل الى هذا المستوى من السخافة حتى في حادثة إسقاط الفلاح علي عبيد منكاش لطائرة الاباتشي ببندقية (البرنو) وقد مرت أمس الذكرى السنوية لهذه (الحادثة) وبهذه المناسبة أذكر ما جاء في صحيفة الرأي العام الكويتية حيث نشرت مقابلة مع الفلاح العراقي بعددها الصادر في 19/4/2003 وقالت: (( أطل منكاش محيياً الرأي العام وبعد الانتهاء من الغداء سأل عما نريد تحديداً وأجبناه برغبتنا في معرفة وقائع إسقاطه الاباتشي، فابتسم وقال: أهلا ًوسهلاً بـالرأي العام الكويتية, وأضاف: يا به لم أسقط أبا تشي ولا غيره وكل الذي حصل أنني توجهت إلى الحقل كعادتي في الصباح الباكر وفوجئت بها جاثمة على أرضي وأخذت أفرك في عيني للتأكد من أن ما أشاهده حقيقة أم خيال وعندما أدركت أنها الحقيقة بعينها تملكني الخوف وغادرت الحقل مسرعا قاصدا أقرب نقطة حكومية للإبلاغ عن وجود طائرة في حقلي وخرجتْ معي مجموعة كبيرة من الحزبيين ورجال الأمن لاستطلاع الأمر وأخبروني أنها طائرة أبا تشي أميركية وأبقوني معهم حتى حضر شخص قيل انه مسؤول كبير لكنني لا أعرف من هو وطلب مني أن أقول ما سمعتموه على الفضائيات من أنني أسقطت الطائرة بسلاح قديم (البرنو( وفهمت من صيغة حديثه (المسؤول) انه يهددني حينما قال لي أن القضية إعلامية وهي تخدم الوطن وان التقاعس يعتبر خيانة ، ومعروف في العراق انه إذا أطلقت كلمة خيانة، فإن رقبتي هي الثمن ان لم استجب لما طلبوا تنفيذه مني. وتابع منقاش: وقفت أمام عدسة الكاميرا ورددت ما أملوه عليّ من أنني أسقطت الطائرة وبمساعدة حفيدي الذي لا يتجاوز السابعة من العمر ))
إن مشكلة الطغاة مهما كانت كبيرة لا تكمن كلها في أنهم – الطغاة- لا يتعـظون من دروس أسلافهم لكن المصيبة الحقيقية تكمن في الأبواق الرخيصة التي استأجروها للترويج لبضائعم الفاسدة فهؤلاء الأغبياء لا تنفع معهم المواعظ ولا تفيد معهم النصائح والدروس ، فتلك كلمات صحّـاف البعث وقبلها تصريحات ظريف طالبان صارت محل تندر المتندرين بعد أن تجرع ســيـِّداهُما صدام وملاّ عـمـر كأس الهوان والذل على يد بوش ، ومع ذلك يصرالركاض مشعان على اتباع نهج الصحاف معتقداً أن معشوقه معـمّـر ( مخـمّـر) سيعمر طويلاً ولن يلتحق برفيق الردح المقبور صدام الذي ارتجل هو الآخر شعراً استلهمه من وحي الجرذان القوارض في حفرته فجائت (قصيدته) قرضاً بلا وزن لا قريضاً بقافية !
اعتذر للشعراء وللقراء الكرام من تدوين قصائد الحمير والخوض في أحاديثهم على الفضائيات التافهة .
https://telegram.me/buratha