باقر السعداوي
أخذت شعارات القومجية منذ انبثاقها في الوطن العربي في مطلع القرن المنصرم أخذت مأخذا عند حكومات والشعوب العربية المسكينة التي كانت كل صباح (تفتح ريقها) على شعارات حكامها ،( وطن واحد وشعب واحد ومصير واحد! من الخليج إلى المحيط! )بالرغم من أن أهل الخليج لا يفهمون كلام أهل المحيط إلا أن يترجم والعكس موجود أيضا! وامتلأت جدران شوارع المدن العربية بالشعارات الرنانة لهؤلاء القادة الذين جاؤوا كما نعرف أما بانقلابات عسكرية أو ملكية ولم يأتي بهم صوت الشعب واستسلم الشعب العربي أجمعه لهذا المصير المحتوم ، وبعد سقود صنم العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل وانكشاف غمامته التي جثمت على صدورنا لعقود من الزمن بقي الشارع العربي حذرا مراقبا للوضع العراقي وبدأ حكام العرب ينعم صوتهم تجاه الغرب خوفا ان يكون مصيرهم مثل مصير هدام ، وبعد اكثر من سبعة اعوام بدأ التظاهر للشعب المصري على حسني الخفيف الذي أصبح ثقيلا على الشعب المصري ، وكانت الحكاية أن أم علي قد دخلت المستشفى بابنها الذي تعرض إلى حادث سيارة لثلاث ليالي مضت من تظاهر الفراعنة . وكان وقتها حسني لا يزال يراها غوغاء لسرقاء وقطاع طرق ليس الا ، ولكن أين الحكاية! ألحكاية في أن أم علي قد خرجت من المستشفى بعد مضي عشرون يوما على دخولها المستشفى وبعد ثلاثة ايام من خروجها وبعد أزدحام العايدين لإبنها جلست بالصدفة امام اخبار احدى القنوات الأخبارية المشهورة فبدأت تتعجب للأحداث من الذي يحكم مصر الآن تتعجب أين حسني الخفيف ،نجيب لها قد ولى في مزبلة تاريخ القومجية ، واين خطاباته الرنانة : سوف يعلقها في متحف التاريخ القومجي للرؤساء العرب المخلوعين! وتستمر النشرة الأخبارية ويتعرض الخبر الى ( مو زين العابدين) فأين منفاه وما ذا جرى له ، أليس هذا الذي حارب الحجاب ومنع الآذان من القنوات الفضائية التونسية : نعم أنه الآن في حضن خادم الحرمين الشريفين! ولكن حاله كحال (براقش) التي جنت على نفسها. وحكاية تساقط الأصنام مستمرة وتندهش أم علي وهي تشاهد لقطات الى القذافي ونجله (خنجر العرب الغادر) .. حاربوهم بيت بيت!! .. زنكة زنكة!! شارع شارع !! أجعلوها حربا طائفية .. وتقول مال لهذا الرجل المسعور وماذا يقول هل دخلت عليه أمريكا أم اسرائيل الذي يتوعدها في خطب الجامعة العربية الرنانة . ونحن لا زلنا نجيبها انه يناشد مرتزقته ضد شعبه ، تتعجب هي وتقول أليس كان يقول ان الشعب الليبي فوق الشعوب وانا قائد افريقيا واوربا واسيا والأمريكيتين!وان الكوكا كولا افريقية وليست امريكيه! وماذا يترى يقصد بكلامه أيها الجرذان المقملون هلى على شعبه وابناء مدينة سرت التي كان في اجتماع الجامعة فيها العام الماضي يمجد بتاريخ اهلها! اجبناها ونحن خجلون من رؤساء العرب أنه كان يقصد تأييد العالم دارون حول نظرية التطور ، وبالرغم من أن دارون يقول ان اصل الأنسان هو القرد، أكد له القذافي أن أصل الأنسان الجرذان والدليل على ذلك شعبي هذا الذي تضاهر علي ولا يريدني وانا امثل مجد ليبيا ، وتستمر الحكاية التي كما يبدو ليس لها نهاية وتنعرج على علي عبدالله صالح (الذي قذف يوما ما في البحر أخيه علي سالم البيض) يرتجف اليوم و يتوعد شعبه ان يكون صالحا قبل ان يقذفوه في اليم ، ويبدو أن العرب اصبح يثور من الخليج الى المحيط على حكامة ففي الجزائر حكاية تطول على غيرها ، وللمغرب بوادر تغيير ، وفي الاردن هزات ارتجاعية من هزات عرب افريقيا ، ولكن عجبا للتكتم في احداث البحرين والحر تكفيه الشارة ، ويبدو بعد ايام سيطعن العمانيون بخناجرهم أمير السلطنة ، وترفع شعارات على الجدران لا لسلطنة الفجار والفاسدين والمتجارين في شعوبهم، وبعد أن اصابها الدوار من غرابة الأحداث المتتالية والتي لا تتعدى العشرين يوما ، قالت من الذي بقي من رؤساء العرب ، فقلنا لها انه الرئيس الفلسطيني ، ولم لا يسقط، لأنه لا توجد دولة يترأسها حتى يتم خلعه منها! ويقال ان في لحظة استقبال هدام والسادات لحسني بعد موته يقولون له ابشر هل مت بطلقة أم بمشنقة فيقول : لا يا اخوتي في النار أنه الفيسبوك!
https://telegram.me/buratha