بقلم : عبد الواحد ناصر البحراني
أخيرا ً اكتشف أحد المثقفين الجدد اكتشافا ً خطيرا ً في البحرين. فقد توصل هذا العبقري إلى أن السبب في تسمية دوار اللؤلؤة بهذا الاسم هو تمجيد الشيعة لمن يسمى أبو لؤلؤة و هو الذي قتل الخليفة عمر بن الخطّاب. و هو افتراء واضح و صريح يرفضه المسلمون الشيعة و ارتأيت أن أوضح للقارىء الكريم حقيقته.
فقد تم بناء دوار اللؤلؤة عام 1982 بمناسبة عقد قمة مجلس التعاون الخليجي في العاصمة المنامة و يتمثل بست أعمدة ترتفع للسماء و تتوسطها لؤلؤة كبيرة حيث ترمز الأعمدة الست إلى دول مجلس التعاون و اللؤلؤة ترمز إلى تراث دولة البحرين كجزيرة اعتمد سكانها على تجارة صيد اللؤلؤ من البحر. بالإضافة إلى هذا فإن شعار النصب يوجد على القطعة النقدية ذات الخمسمائة فلس بحريني.
و أتساءل هنا هل أن السلطة في البحرين بيد (الروافض) محبي أبو لؤلؤة كما يدعي بعض المفترين عليهم أم أنها بيد الحكومة البحرينية التي يترأسها ابن عم الملك حمد آل خليفة و رئيس وزرائه. ثم إن قطركانت قد بنت جزيرة كاملة سمتها جزيرة اللؤلؤة ، فهل قطر التي يسكنها و يدعمها القرضاوي تحولت إلى دولة رافضية تحيي ذكرى أبو لؤلؤة؟.
لقد وصل الحقد الطائفي لدى البعض إلى مرحلة مضحكة و محزنة. و في ذات الوقت فهؤلاء ممن يسمون أنفسهم مثقفين و يبثون الأكاذيب طمعا ً في أموال الحكّام أو لأحقاد طائفية ، تقع عليهم أوزار كبيرة في شق الصف الإسلامي الواحد و إثارة الفتنة و (الفتنة أشد من القتل) لذا ندعوهم إلى تقوى الله.
و أما ما يخص علم البحرين فيدّعي ذات الكاتب المفتري أن المتظاهرين حملوا علما ً بإثني عشر مثلثا ً أبيضا ً كرمز للأئمة الإثني عشر من أهل البيت لكني أحيل هذا و غيره إلى تاريخ العلم البحريني الذي كان أحمرا ً بالكامل ما قبل العام 1820 ميلادي ثم أصبح أحمرا ً و أبيضا ً ما بين العامين 1820 و 1932 م كرمز للهدنة مع الإنجليز. في الفترة ما بين العامين 1932 و 1972 م أصبح للعلم ثمانية و عشرين مثلثا ً أبيضا ً تم تخفيضها لاحقا ً إلى ثمانية في الفترة ما بين 1972 و 2002 . أما في العام 2002 فقد تم اعتماد العلم الجديد بخمسة مثلثات ترمز لأركان الإسلام الخمسة. هذا من ناحية التاريخ أما من ناحية الأحداث الجارية فأنا أدعو الكاتب المفتري إلى إزالة الغشاوة الطائفية عن عينيه ليرى الصور و الأفلام التي تعرضها وسائل الإعلام جميعا ً لنرى أي علم يحمل المتظاهرون و بعدها نقول جميعا ً (لعنة الله على الكاذبين). فالمتظاهرون البحرينييون في داخل البحرين و خارجها يرفعون جميعا ً ذات العلم الذي يرفعه القصر الملكي الذي يعارضونه و ذات العلم الذي يرفعه إخوانهم من السنة. أم أن هذه كذبة جديدة من افتراءات هذا المدّعي و غيره؟.
لقد ألهمت ثورة الشعب المصري العديد من شعوب المنطقة و تعلم الثوار في كل من ليبيا و اليمن و البحرين أن هذه الأنظمة الحاكمة أنظمة مخادعة ففي الوقت الذي كانت تعرض فيه الحوار كانت تعتقل المواطنين العزل.
فهل كانت عروض الحوار التي اقترحها كل من مبارك و القذافي و علي عبد الله صالح مختلفة عن العرض الذي اقترحه ملك البحرين. و لماذا يحق لكل من المصريين و الليبيين و اليمنيين رفض الحوار المعروض عليهم في حين يجب على البحرينيين الرضوخ لأي خديعة من قبل الملك الظالم؟.
ثم إن المعارضة البحرينية كانت و ما تزال تضم في صفوفها السنة و الشيعة على حد سواء بل إن العديد من الشعوب العربية إن لم يكن غالبيتها تؤيد ثورة الشعب البحريني السلمية فلماذا يريد البعض أن يضع نفسه في خانة الحكّام الظلمة ليبيع دينه و دنياه بالدينار و الدرهم و يدع نفسه فريسة سهلة لأحقاد طائفية مقيتة.
لقد تسلطت الأنظمة الحاكمة على شعوبها بهذه الوسائل البشعة من ترهيب بالطائفية و زرع للفتن و تخوين للشعوب فلماذا تريدون أن تعيدونا إلى المربع الأول.
لقد وقف البحرينييون إلى جانب جميع الشعوب المنادية بالخلاص فلماذا يستكثر البعض على الشعب البحريني أن يطالب بإصلاحات هي لا تقل عن تلك التي يطالب بها الشعب الأردني مثلا ً و هي الملكية الدستورية؟.
المشكلة أن أمثال هؤلاء الذين يدّعون الثقافة يعتقدون أنهم يخاطبون أناسا ً لا عقول لهم في حين أني أجد أن أبسط إنسان عربي في الشارع هو مدرسة بحد ذاتها و الجميع بات يعلم ألاعيب الحكّام و من يقف وراءهم أو يزين لهم أعمالهم.
https://telegram.me/buratha