بقلم : عبد الواحد ناصر البحراني
أثارت التغطية التي قامت بها صحيفة الدار الكويتية للأحداث في البحرين حمق البعض في الكويت حتى أن بعض أعضاء مجلس الأمة أمثال (وليد الطباطبائي) المعروف بتصريحاته الرنّانة لوّح بطلب استجواب الحكومة لاعتباره الحرية الإعلامية في الكويت (تخاذلا ً) واضحا ً من قبل حكومة بلاده.
في حين أن قناة العربية سلّطت في تقرير إخباري لها الضوء على مالك الصحيفة و رجل الأعمال الكويتي محمود حيدر الذي وصفته بالشيعي و بأنه يتكلم اللهجة الكويتية بلكنة إيرانية.
و نجد من الضروري هنا توضيح بعض الحقائق التي قد تكون خافية عن بعض أصحاب الأجندات المذهبية و الطائفية و في مقدمتهم أولائك الذين تحركهم أموال النظام السعودي فتلغي اي حسّ إنساني لهم بأي شعب مظلوم أو مضطهد كالشعب البحريني الثائر.
أولا ً- الكويت دول عرفت بأنها في مقدمة الدول ذات الحرية الإعلامية و الانفتاح في مجال الصحافة و قد تكون هذه الحرية المتوفرة في الكويت ضمانا ً من أي انفجار لا قدّر الله تتسبب به آلات الشحن الطائفي لدى البعض.
و من يظن أن الحرية الإعلامية تعني الانسياق وراء الآلة الإعلامية الضخمة للنظام السعودي يكون واهما ً. فالحرية تقتضي أن تعرض الحقائق كما هي لا أن يتم التعتيم عليها كما يجري مع ثورة الشعب البحريني الأعزل. و من يجد في نفسه الكفاءة فعليه أن يقدم دليله من خلال الفكر ليكون القارىء و المتلقي هو الحكم . هذا هو مبدأ الفكر الإعلامي الحر و ليس أن يتم غسل أدمغة الناس باسطوانة قديمة عن المؤامرات و التبعية لدولة دون أخرى. و هنا نود الإشارة إلى أن قناة العربية التي تدعي الحيادية غضّت الطرف في أغلب الأقوات عن ما يجري للشعب البحريني و تحولت إلى بوق سعودي صريح يتحرك في الاتجاه الذي تراه وزارة الإعلام السعودية و يصمت عمّا يجري من أعمال قتل و اعتقال للمدنيين الأبرياء في البحرين. و قد وصل الأمر بهذه القناة إلى درجة أن التعليقات التي يرسل بها كل من يأيد ثورة الشعب البحريني يتم حجبها و كتابة عبارة (تعليق غير لائق) في حين أنها تسمح لمن يتطاول على من تعارضه السعودية بنشر ما يرغبون من تجريح و افتراء.
ثانيا ً- يعتقد بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتية أن الصحافة الحرة تعني أن يكون الجميع كالأغنام التي تنقاد دون رأي مستقل لذا فقد اعترض هؤلاء على توصيف صحيفة الدار لدخول القوات السعودية للبحرين (بالاجتياح السعودي) و اعتبروه محاولة لتخريب العلاقات الكويتية السعودية في حين أن العديد من المواطنين في الكويت يعارضون هذا التدخل. و بما أن الكويت دولة تحترم حرية التعبير عن الرأي فإنها من غير المعقول أن تكمم الأفواه و إلا لما كان هناك معارضة في البرلمان الكويتي. و لما تمكن هؤلاء من أمثال الطباطبائي و غيره من إبداء آرائهم في العديد من القضايا التي تسيء أيضا ً لعلاقات الكويت مع دول مجاورة لها على سبيل المثال.
ثالثا ً- تميزت الكويت بتنوع نسيجها الثقافي و تلون كيانها المواطني الذي يعتز به كل مواطن خليجي فهناك في المعارضة نفسها من هم من أصول إيرانية من إخواننا السنة و هناك آخرون ممن يتكلمون بلكنة لبنانية إلا أنهم جميعا ً ينتمون إلى الكويت. لذا فإن قناة العربية في تقريرها المذكور عن اللكنة الإيرانية لرجل الأعمال الكويتي محمود حيدر لم تكن موفقة . و لا ننسى أن جزءا ً من اعتراضات الثورة البحرينية على حكومتهم كانت بسبب التجنيس السياسي الذي تم في البلاد و الذي منح الجنسية البحرينية للعديد من الباكستانيين و السوريين و هم لم يعيشوا على ارض البحرين و ليس لهم أي جذور فيها.
رابعا ً- لوحظ في الآونة الأخيرة التركيز على مفردات تثير الحزازيات الطائفية في الإعلام السعودي و كأن الهدف تحويل ربيع الثورات العربية إلى ثورات طائفية و دينية في حين أنها ثورات شعبية خالصة قامت بسبب الطلم و الاضطهاد الاجتماعي الذي تعرضت له جميع فئات المجتمع. و هذا أمر تتحمل وسائل الإعلام هذه تبعاته لأنه يهدد الاستقرار و السلم الأهلي في منطقة الخليج قبل أية أماكن أخرى من العالم.
لذا نرجو من العقلاء التنبه إلى هذه الطريقة السيئة في الالتفاف على الثورات و المحاولات المكشوفة و غير الموفقة في تكميم الأفواه و قمع الحريات و خاصة الحريات الفكرية.
https://telegram.me/buratha