صلاح السامرائي
يحتاج الانسان بطبعه الى عوامل الطمأنينة ليبني على اساسها جسور الثقة التي تجعل الاستمرارية في التعامل مدامة وعندما لايجد هذه العوامل تكون الثقة منزوعة وتعامله محدود وتكون له وقفات عند كل نقطة صغيرة كانت ام كبيرة ليتفحص النوايا والغايات ويحسب بحساب العاقل ربحية الفعل والمنفعة الشخصية , وعندما ننظر الى هذه الحالة ونعكسها على واقعنا وما مر به العراق العزيز في الماضي والحاضر سنجد ان المواقف التي تبنتها بعض الدول وبالاخص الخليجية زعزعت الثقة ما بينها وبين العراق فهذه الدول اثبتت وفي اكثر من موقف عن نواياها التي لا تبشرنا بالخير وحتى بالنسبه لدول الجوار والمنطقة لها مواقف اثبتت من خلالها السعي وراء فرض سيطرتها على المنطقة واخذ دور الشرطي والتحكم بسياسات الاخرين من خلال القوة الاقتصادية والدعم الاجنبي والغربي لها لانها تمثل مصالحها . وبالامس حاولت السعودية تأزيم الامور في اليمن اضافة الى التدخل في السؤون الداخلية لها من خلال قواتها العسكرية التي طورتها لاهداف لايسعنا ذكرها هنا وضربت الحوثيين لعدم توافقهم مع السعودية في التوجه الطائفي واثبتت الايام عدم صحة النظرية السعودية لان الشعب اليماني اليوم يطالب باسقاط النظام وازاحته ومن جديد تعود لتحاول الكرة مرة اخرى ولكن هذه المرة في البحرين تحت نفس الذريعة كما وللسعودية مواقف غير مشرفة مع العراق ولها تدخلات سياسية في لبنان وتاثير في مصر وتداخل في الصومال وغير ذلك .. ماذا تريد دول الخليج بقيادة السعودية من كل هذا ؟ من الواجب النظر الى البعيد فمصداقية هذه الدول وولائاتها وتوجهاتها ليست اسلامية وليست توجهاتها عربية وهي معروفة منذ نشأتها وظهورها كدول واليوم نراها قد اعدت قواتها بالتقنية العسكرية المتطورة لغايات لايمكن حملها على محمل حسن وهذا ما اثبتته التجربة السابقة والحاضرة . علينا النظر ابعد من ذلك وان نعي اللعبة التي خيوطها بيد امريكا واسرائيل وما دول الخليج وحكامها ومن لف لفهم الا دمى تتحرك باوامر من اسيادهم ان مجلس التعاون الخليجي الذي اخذ بعدا ودورا اكبر مما عليه منظمات من المفترض ان تاخذ هذا الدور مثل جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الاسلامية وتخطت هذه الحدود فاذا ارادوها قومية عربية فخرجوا عن جامعة الدول العربية واذا ارادوها اسلامية فقد خرجوا عن منظمة الدول الاسلامية وسمحوا لتنظيمهم بالتدخلات بدون الرجوع للمنظمات الانفة الذكر , ان مجلس التعاون الخليجي يشوبه الكثير وعلينا النظر بتمعن وريبة لان الثقة بتصرفات وسياسات وتوجهات الانظمة الخليجية اصبحت معدومة وعلينا البحث عن وسائل تضمن لنا تامين بلدنا من أي تدخلات ممكن ان تمارس من قبل هذا المجلس اضاف الى تشكيل او الدخول ضمن حلف يحد من أي من هذه المحاولات ويامن المصلحة الوطنية .
https://telegram.me/buratha