د.عبد السلام الصبار
هموم أمة9 ديرة حيرةلازال الوضع في ليبيا غامض قاتم ...مما جعل الناس في حيرة من أمرهم بين متمن تحرر وانعتاق من قبضة حاكم ظالم عاث في الأرض فسادًا و تقتيلًا و تبذيرًا بالثروات ......و بين خائف من احتلال يحول ليبيا الحبيبة إلى أرض مستعمرة تعيث بها دول الصليب فسادًا و احتلالًا و نهبًا للثروات.لنجعل الأمور أكثر وضوحًا ...لا بد أن نلقي نظرة سريعة على المتغير في عالم الأمة مع بداية هذا العام (2011م).كانت الأحداث سريعة في تونس و سقط بن علي و رحل؛ ليس استجابة لثورة الشعب المسالم بل لأن الجيش رفض أن ينحاز للحاكم على حساب المحكوم.و كذا الحال في مصر المحروسة إذ لم يطل الحال على رحيل مبارك بعد أن قرر الجيش أن يقف على الحياد فانتصر الشعب في ثورته..... و في الحالة اليمنية الجيش لازال متأرجحا بين هنا وهناك والايام الاتية لابد حاسمة.لنرجع إلى ليبيا و أحداثها، الأمر هنا مختلف جدا فرغم أن الثورة بدأت و انتشرت اثر مظاهرات سلمية شعبية كادت أن تغطي كل ربوع ليبيا ...ورغم عدم تدخل الجيش بصورة مباشرة بل انحاز بعض قياداته إلى الشعب و منهم وزير داخلية النظام إلا أن القذافي على ما يبدو كان قد أخذ الاحتياطات اللازمة لمثل هذه الظروف، فاستغنى عن الجيش الضعيف بكتائب قوية ...وزع قيادتها بين أبنائه السبعة مما أدى إلى تغير الأحوال و قصف الامنين وسقوط الكثير بين قتيل و جريح.كان تحرك الكتائب حجة كافية لقليلي الصبر و أصحاب البأس (و هم كثر في ليبيا) من الثائرين.... لحمل السلاح و مقاومة الموت.. تحول الأمر إذاً من ثورة شعبية سلمية إلى مواجهات مسلحة ...طرف فيها يحكم و بيده أموال مهولة و تحت تصرفه آلة عسكرية مرعبة و خبرة أربعة عقود. على الطرف الآخر، شباب يحس بالظلم و الغبن و العبودية ولد وترعرع وتزوج وخلف تحت عباءة نفس النظام و نفس الأفكار و نفس الأسماء في بلد يعد من بين الأغنى في العالم و آخر القائمة من حيث التطور و الخدمات...عند الشباب من العزيمة الشيء الكثير لكن لا خبرات لهم و لا سلاح و لا أموال.... صبروا على البطش أسبوعين و بدأ الكثير منهم يتململ مع قوة بطش النظام بين خوف و جوع و نفاد صبر.هنا تعالت الأصوات تبحث عن حماية و انقاذ الناس من بطش العقيد و أولاده... الذي كأنه أصيب بنوبة من الجنون و هو يتوعد بالزحف و ملاحقة الثوار في كل ركن من أركان ليبيا .كان أهل الصلاح و رجاحة العقل يتمنون على الشباب أن يصبروا إلى أن يأذن الله بالنصر.... و كان الأقل عزيمة يمنون النفس بتدخل عربي أو إسلامي ينقذ ما يمكن انقاذه... وأنى لهم هذا و الأمة أعجزمن أن تنش ذبابه.... فغلب صوت الأقل صبرا ...باحثين عن غطاء جوي دولي. الغرب لم يصدق... لأنه ينتظر هكذا فرصة... إن لم يكن طمعا بالنفط و الموقع و المشاريع و العقود.. فلا أقل من اعتبارها فرصة سانحة لتجريب السلاح و اظهار العضلات....و كان ما كان و تدخل الغرب بعد أن عجزت عشرون دولة عربية و فوضت أمرها إلى السادة الكبار.الأمر لا يسر عاقلا و لا يرضي وطنيا لكن الذي يده في النار ليس كمن يضحك و يلعب ...ليدلنا منصف عن خيار أمام المحاصرين من كل الجهات بآلة الموت و العقل الخرف.كم تمنينا ان يجمع الناس في الامة على الحق بدل التشرذم وراء فضائيات الاهواء...وبدل ان تعيش غضبة المنتفض الغائر على امته... مدينا للتدخل الخارجي ومعارضا (الحرب الصليبية)... بدل ذلك ان تتوجه لسيادة العقيد وتقول له ان اربعين سنة كافية.. وان كتابه الاخضر صار اسودا... وان ليس له حقا سماوي او ارضي ليوكل الحكم والقرار والفساد لابنائه.... وان قانون الجماهيرية لايخوله اعداد ابنه ليرثه..وان ..وانوالله اني اخاف على المدافعين عن العقيد ان يصيبهم مصاب في الدنيا ويحشروا مع الظالمين في الاخرة..حذار فالعادل الحكم موجود
https://telegram.me/buratha