المقالات

هموم أمة9 ديرة حيرة

968 18:03:00 2011-03-26

د.عبد السلام الصبار

هموم أمة9 ديرة حيرةلازال الوضع في ليبيا غامض قاتم ...مما جعل الناس في حيرة من أمرهم بين متمن تحرر وانعتاق من قبضة حاكم ظالم عاث في الأرض فسادًا و تقتيلًا و تبذيرًا بالثروات ......و بين خائف من احتلال يحول ليبيا الحبيبة إلى أرض مستعمرة تعيث بها دول الصليب فسادًا و احتلالًا و نهبًا للثروات.لنجعل الأمور أكثر وضوحًا ...لا بد أن نلقي نظرة سريعة على المتغير في عالم الأمة مع بداية هذا العام (2011م).كانت الأحداث سريعة في تونس و سقط بن علي و رحل؛ ليس استجابة لثورة الشعب المسالم بل لأن الجيش رفض أن ينحاز للحاكم على حساب المحكوم.و كذا الحال في مصر المحروسة إذ لم يطل الحال على رحيل مبارك بعد أن قرر الجيش أن يقف على الحياد فانتصر الشعب في ثورته..... و في الحالة اليمنية الجيش لازال متأرجحا بين هنا وهناك والايام الاتية لابد حاسمة.لنرجع إلى ليبيا و أحداثها، الأمر هنا مختلف جدا فرغم أن الثورة بدأت و انتشرت اثر مظاهرات سلمية شعبية كادت أن تغطي كل ربوع ليبيا ...ورغم عدم تدخل الجيش بصورة مباشرة بل انحاز بعض قياداته إلى الشعب و منهم وزير داخلية النظام إلا أن القذافي على ما يبدو كان قد أخذ الاحتياطات اللازمة لمثل هذه الظروف، فاستغنى عن الجيش الضعيف بكتائب قوية ...وزع قيادتها بين أبنائه السبعة مما أدى إلى تغير الأحوال و قصف الامنين وسقوط الكثير بين قتيل و جريح.كان تحرك الكتائب حجة كافية لقليلي الصبر و أصحاب البأس (و هم كثر في ليبيا) من الثائرين.... لحمل السلاح و مقاومة الموت.. تحول الأمر إذاً من ثورة شعبية سلمية إلى مواجهات مسلحة ...طرف فيها يحكم و بيده أموال مهولة و تحت تصرفه آلة عسكرية مرعبة و خبرة أربعة عقود. على الطرف الآخر، شباب يحس بالظلم و الغبن و العبودية ولد وترعرع وتزوج وخلف تحت عباءة نفس النظام و نفس الأفكار و نفس الأسماء في بلد يعد من بين الأغنى في العالم و آخر القائمة من حيث التطور و الخدمات...عند الشباب من العزيمة الشيء الكثير لكن لا خبرات لهم و لا سلاح و لا أموال.... صبروا على البطش أسبوعين و بدأ الكثير منهم يتململ مع قوة بطش النظام بين خوف و جوع و نفاد صبر.هنا تعالت الأصوات تبحث عن حماية و انقاذ الناس من بطش العقيد و أولاده... الذي كأنه أصيب بنوبة من الجنون و هو يتوعد بالزحف و ملاحقة الثوار في كل ركن من أركان ليبيا .كان أهل الصلاح و رجاحة العقل يتمنون على الشباب أن يصبروا إلى أن يأذن الله بالنصر.... و كان الأقل عزيمة يمنون النفس بتدخل عربي أو إسلامي ينقذ ما يمكن انقاذه... وأنى لهم هذا و الأمة أعجزمن أن تنش ذبابه.... فغلب صوت الأقل صبرا ...باحثين عن غطاء جوي دولي. الغرب لم يصدق... لأنه ينتظر هكذا فرصة... إن لم يكن طمعا بالنفط و الموقع و المشاريع و العقود.. فلا أقل من اعتبارها فرصة سانحة لتجريب السلاح و اظهار العضلات....و كان ما كان و تدخل الغرب بعد أن عجزت عشرون دولة عربية و فوضت أمرها إلى السادة الكبار.الأمر لا يسر عاقلا و لا يرضي وطنيا لكن الذي يده في النار ليس كمن يضحك و يلعب ...ليدلنا منصف عن خيار أمام المحاصرين من كل الجهات بآلة الموت و العقل الخرف.كم تمنينا ان يجمع الناس في الامة على الحق بدل التشرذم وراء فضائيات الاهواء...وبدل ان تعيش غضبة المنتفض الغائر على امته... مدينا للتدخل الخارجي ومعارضا (الحرب الصليبية)... بدل ذلك ان تتوجه لسيادة العقيد وتقول له ان اربعين سنة كافية.. وان كتابه الاخضر صار اسودا... وان ليس له حقا سماوي او ارضي ليوكل الحكم والقرار والفساد لابنائه.... وان قانون الجماهيرية لايخوله اعداد ابنه ليرثه..وان ..وانوالله اني اخاف على المدافعين عن العقيد ان يصيبهم مصاب في الدنيا ويحشروا مع الظالمين في الاخرة..حذار فالعادل الحكم موجود

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك