المقالات

حوارات

1095 12:10:00 2011-03-28

صلاح السامرائي

ان مجريات الساحة العربية المليئة بالمفاجئات المتوقعة وغير المتوقعة تحتاج الى ان نقف عندها بتمعن ونحاول ربط احداث الماضي والحاضر ليتسنى لنا معرفة او توقع المستقبل وسنبدأ بالمحاور التي طرحت للنقاش وابداء الراي بها .• ان الذي حرك الشارع العربي لهذه الصحوة هو الضغط النفسي الذي طالما عانى منه الشعب العربي وما زال يعاني منه ومصدر هذا الضغط هو الانظمة المستبدة وحسب القاعدة الضغط يولد الانفجار واذا عكسنا هذا القانون على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي سنرى النتيجة ما حصل اليوم في الساحة العربية اضافة الى ان الانسان بطبعه محب التغيير والتطور ويرفض الجمود فهيئت الظروف المناسبة لاحداث هذا التغيير والتعبير عنه في الشرارة الاولى في تونس التي ناهضت النظام الحاكم وحطمت قيوده طلبا للنهوض بالواقع نحو الافضل .• اما تساؤلكم لماذا تحرك الشارع في هذا الوقت ؟ لان الجماهير نزعت الخوف المطبق من قلوبها وتناست اساليب القمع والبطش وجهر برغبته في التغيير وبهذا حطم الشعب كل الحواجز النفسية ويعد هذا الانجاز تملك الجميع شعورا بالقدرة والاستطاعة على عكس ما حاولت الانظمة الدكتاتورية زرعه في ادمغة الناس ومنحهم شعور بالعجز , ان حقيقة الامر ما بين الخوف والاقدام على فعل العكس هو مجرد قناعة تحتاج الى ارادة وعزيمة لتخطيها والانتقال الى الجانب المشرق ونجحت الشعوب العربية بتجاوز هذه الحواجز في الوقت الحالي ويمكن اعتبار الثورة التونسية هي المحرك الاول للمشاعر التي نهضت بالواقع العربي وانتقاله الى المرحلة التي هو عليها اليوم .• اما المحور الثالث علينا ان ننظر الى الانظمة العربية قبل ان ننظر الى الشعوب فانها تتشابه في كل شيء وكانهم خريجي مدرسة دكتاتورية واحدة وان هذه الانظمة يديرها عقل واحد وتجاربهم وسياساتهم ومتبنياتهم تكاد تكون ذات نسق واحد وهذا اثبات على ان الشعب العربي فيه من المشتركات الكثير ومتشابه في كل شيء فعندما تتحدث عن الشعب العراقي كانك تتحدث وتنقل صورة عن الشب السوري او المصري او اليماني وكذلك لبقية الشعوب الاخرى من وطننا العربي اضافة الى ان الانظمة الحاكمة لطالما حاولت التسلط على شعوبها والسيطرة عليه بالقوة العسكرية والاجهزة الامنية والاستخباراتية وطمس حرياته والتجاوز عليها واقناعهم باكاذيب غير مقتعة بنظرية الرجل الواحد والقائد الفريد والزعيم الذي لم يخلق من قبله ولامن بعده .. والخ من المسميات ان دلت على شيء تدل على جنون العظمة والنرجسية المفرطة .• اذا اردنا الرجوع الى حقيقة الشعب العربي سنجده شعب بسيط وسريع التاثر وهذا ما حاولت الانظمة الاستبدادية استثماره لصالحها فزرعت الفرقة والفتنة ما بين الشعب الواحد فكيف بهم مع الشعوب الاخرى من العرب وحاولت ان تجعل التفرقة تارة دينبة وتارة مذهبية وتارة اخرى سياسية او اجتماعية او فكرية متبنين مبدا خدمهم طيلة سنوات حكمهم وما زالوا ينتهجوه وهو ( فرق تسد ) ونجحوا في تاصيل الفرقة ما بين المجتمع الواحد بشكل خاص والعرب بشكل عام اضافة لسيطرتهم على الاعلام والمؤسسات الاعلامية التي تعمل بمنهجية الحكومة بشكل واخر اما الاعلام العالمي فتحكمه ايضا سياسات وحكومات ومصالح فلا يخرج عن هذا الاطار والمصلحة الخليجية هنا اقتضت على وأد ثورة البحرين خوفا من وصول مدها الى باقي الدول وبالاخص السعودية وباتفاق المصلحة الامريكية والدول الاوربية مع المصالح الخليجية عزز غض النظر عما يحصل في البحرين والمحاولة بسيسها على انها ثورة طائفية تمثل طائفة واحدة وتستهدف الاخرين ومدعومة باجندات خارجية تتفق معها بالتوجه وغير ذلك من المزاعم المعلنة بابواق الاعلام الذي فقد حياديته وانحاز الى الطرف الاخر .• لماذا يتدخل ال سعود لصالح حكومة ال خليفة ؟ ان في بقاء ال خليفة على سدة الحكم هو في الحفيفة امتداد لحكم ال سعود وعمق حقيقي ومعنوي كما ويعتبر منطقة الحجابات كما في المصطلح العسكري واحد المعرقلات للمد الثوري الذي يتخوف منه حكام السعودية وكذلك اليمن والدول الاخرى المجاورة للمملكة السعودية فاي انهيار في هذه الانظمة هو هدم لاركان دولة السعود فقمع ثورة البحرين كان لابد منها تطبيقا ل ( الوقاية خير من العلاج ) اضافة على ضعف حكومة البحرين بالوقوف بوجه هذه الانتفاضة وردعها مما ادى الى الاستعانة بالقوة الخارجية من دول مجلس التعاون الخليجي المتمثل بدرع الجزيرة .• وكذلك الحال في اليمن ولو كانت للسعودية القدرة على الدخول في اليمن لفعلت كما فعلتها من قبل والحجة نفسها الخوف من الزيديين الذين يعتبرونهم من الشيعة ووصول المد الشيعي الذي يهدد المصالح السياسية والدينية للسعودية وهنا علينا ان لاننسى المخاوف السعودية والامريكية والاسرائيلية من اتساع رقعة ايران السياسية والامر لايحتاج الى توضيح لانه واضح وجلي .• ان ستراتيجة الغرب والولايات المتحدة على العموم هي احتواء الازمة والتعامل بما تمليه المصلحة العليا لهذه الدول فالامور خرجت عن السيطرة اذن كيف تستطيع الاستفادة من الصراع الحالي وتترك بصمات واضحة وتظهر بمظهر المتفضل على الاخرين فمن الطبيعي ان لاتدعم نظام معمر القذافي لانه ونظامة اصبح ورقة محروقة اذن خلق حليف جديد يضمن المصالح المرجوة في ليبيا باعتبارها احد البلدان النفطية من هنا كان لزوما عليها دعم الثوار الليبيين وهذه افضل البدائل والحلول لديهم في الوقت الحالي .اما دول الخليج التي تمثل المصالح الامريكية اولا والمصالح الاوربية ثانيا لايمكن المجازفة بحكامها وانجاح عملية التغيير ولهذا اسباب كثيرة منها ما تمتاز بها المنطقة من اثر في السوق العالمية النفطية باعتبار معظمها من الدول المصدرة للنفط واي خلل في هذا النشاط يؤدي الى فقدان التوازن في الاسعار الذي يشمل كل البضائع والسلع وحتى المواد الغذائية والعالم لم يشفى لحد الان من الازمة المالية التي اثرت على كثير من الاقتصادات العالمية هذا من جانب ومن جانب اخر التخوف من النفوذ وتوسع العمق الايراني وبتر الامتداد , هذه اهم الاسباب التي جعلت الدول الغربية والولايات المتحدة تحاول دعم انظمة الخليج والتغاضي عن أي تجاوز تقوم بها .• ان منظمة الامم المتحدة وبدون تحفظ تسيطر عليها مجموعة من الدول وتتحكم بقراراتها وتحدد لها مساراتها التي لا تتعارض مع هذه الدول وهي اكبر اكذوبة في تاريخ العالم وحالها حال اكذوبة جامعة الدول العربية وكذلك منظمة حقوق الانسان التي تتعامل مع الامور بازدواجية كما يملى عليها وهذه منظمات لايمكن الركون لها والتعامل معها شكلي ليس الا .• واخيرا الدور الاسرائيلي ... وما ادراك ما اسرائيل , يمكن ان نختصر الاجابة عن هذا الدور بان نقول اينما وجدت امريكا في المنطقة وجدت اسرائيل واينما وجد مسلمون وجدت ايدي خفية لاسرائيل هذا مختصر الدور الاسرائيلي في كل مجريات الاحداث .يمكننا الاستنتاج من هذا التحليل البسيط ان نركز كاشعب عربي واسلامي على جملة من الملاحظات اهمها :- 1. علينا ان نعرف ما يريده الاخرون منا وبالاخص حلفاء الامس والنفعيين والاعداء ومراجعة كل السياسات السابقة التي فرضتها الانظمة الدكتاتورية .2. على الشعوب العربية اعادة النظر بالافكار والثقافات التي املتها انظمتنا الفاسدة وبالاخص متبنياتهم التي فرقت الشعوب وعززت الفتن والخلافات .3. علينا ان نستوعب التغيير والمرحلة الجديدة بكل جوانبها وان نكون الاناء الحاضن لها لا العكس .4. علينا ان لانجعل المرحلة الحالية هي الهدف النهائي وانما هي ممر لمرحلة اكبر سنواجه بها تحديات جسام وعلينا الاستعداد لها .5. الانفتاح على العالم لتحقيق المصلحة الوطنية التي يجب ان تكون هي العنوان الاكبر والاعم وتقديمها على كل المصالح الفئوية والحزبية وان تمثل تطلعات الجماهير العربية وطموحاته .6. يجب ان نبادر بخلق تجارب خاصة بنا في كل المجالات متوافقة ومستمدة من تاريخنا واعرافنا وديننا والعمل بعلمية وتخطيط ذو ابعاد ستراتيجية .واخر الكلام الصلاة والسلام على خير الانام واله الكرام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك