عادل العتابي
علمتنا الديمقراطية في اميركا وغيرها من البلدان الاوربية بان الاصوات وصناديق الاقتراع هي من تحدد من هو الحزب الذي يشكل الحكومة ومن هو الحزب الذي يقف خارجها وفي صف المعارضة بالذات، حتى لو كان الفارق بالاصوات بين الحزبين المتنافسين لايتعدى الخمسمائة صوت من بين مئتي مليون صوت او اكثر من ذلك،كما لم نسمع يوما بان الفائز في الانتخابات والذي حصل على 51 بالمئة من الاصوات وجه دعوة للحزب الخاسر والحاصل على 49 بالمئة من الاصوات للمشاركة في تاليف او تشكيل الحكومة،لم نسمع في يوم من الايام بان الجمهورين في اميركا دعوا الديمقراطيين الى المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية الاميركية،كما لم نسمع يوما بأن المحافظين في بريطانيا اسهموا مع حزب العمال في تشكيل حكومة ملكية بريطانية دستورية تمثل كل الاطياف القومية والدينية والمذهبية في بريطانيا العظمى.اميركا علمتنا في العراق على العكس مما يجري في بلاد الكابوي بان الحزب او القائمة الفائزة بنسبة عالية من الاصوات عليه ان يسارع الى الحزب او القائمة الفائزة بادنى نسبة من الاصوات ويدعوها للمساهمة في تشكيل الحكومة،واميركا علمتنا توزيعا عادلا للاصوات اذ يجب ان لايبتعد اي حزب او قائمة عن تولي اي منصب في الحكومة التي يتم تشكيلها،لتخلوا مقاعد المعارضة في البرلمان تماما وتتواجد معارضة من نوع خاص بالعراق تختلف عن كل المعارضين في بلدان العالم،وهي تلك المعارضة التي تشارك وتسهم في تشكيل الحكومة وفي الوقت نفسه تطعنها من الخلف ومن الامام ومن فوق ومن تحت،من خلال توجيه سيل من التهم للحكومة والتعاون مع المسلحين والتزام القضايا والمطاليب غير المشروعة للبعض.هذه الديمقراطية الجديدة هي خاصة بالعراق والبعض القليل من البلدان،قبل ايام قال علي عبدالله صالح الرئيس اليمني المستعد لمغادرة اليمن مهزوما بعد ايالم قلائل،بان المعارضة اذا ما جندت الف شخص للتظاهر ضده ونظامه وابنائه فانه مستعد بان يجند مليون من انصاره واذا ما شارك نصف مليون شخص في الاعتصامات في الساحات العامة في صنعاء وغيرها من المدن ضد نظامه فانه جاهز ومستعد لتجنيد ونزول مليوني مناصر له،لذا فهو يحكم بالاكثرية (كما يقول هو) والاكثرية هي التي يجب ان تحكم اليمن.نعم سيدي الرئيس ان الاكثرية يجب ان تحكم،وهذا ما تتفق عليه كل الدول في العالم المتمدن اما عالمنا النائم (وليس النامي) فان ذلك لن يحدث مادام هناك من يكيل بمكيالين وما عليك سيدي الرئيس علي عبدالله الا ان تتوجه قليلا الى الشرق من اليمن لتجد وتشاهد بعينيك ان كنت تنظر بهما جيدا ان الاكثرية في البحرين تسحق تحت انظاركم وانظار العالم اجمع رغم انها اكثرية وليست اقلية وهي لا تحمل سلاحا ولم تطالب برحيل الملك كما هو الحال في ليبيا اذ يحمل ويحصل المتظاهرون هناك على انواع الاسلحة ومنها الدبابات والطائرات وغيرها ويطالبون علنا وجهارا باسقاط نظام القذافي ،في حين ان احتجاجات اهلنا في البحرين غير مسلحة وهي سلمية....لكنها ويا للاسف من وجهة نظر بعض الحكام العرب وغير العرب ... شيعية!!
https://telegram.me/buratha