احمد عبد الرحمن
من الطبيعي جدا ان يشعر ملايين الناس من العرب والمسلمين ومن عموم المجتمع الدولي بكثير من الغضب والاستياء والامتعاض حيال مايجري من انتهاكات وتجاوزات فضيعة لحقوق الانسان وكرامته، ومايجري من تدمير ممنهج على نطاق واسع، يفضي الى اثار ونتائج كارثية ومأساوية على الصعيد الاني المرحلي، وكذلك على الصعيد المستقبلي.وخلال شهور قلائل سقط عدد كبيرا جدا من الضحايا في عدة بلدان عربية في اطار المطالبة بالتغيير والحقوق والحريات العامة، وبسبب تمادي السلطات الحاكمة في استخدام مختلف وسائل وادوات القتل والتدمير والتخريب من دون تردد.ومايزيد من الشعور بالاستياء والامتعاض والحزن والاسى والالم هو المعايير المزدوجة وسياسة الكيل بمكيالين عند التعاطي مع الوقائع من بلد الى اخر، علما ان خلفيات واسباب ومسببات تلك الوقائع متشابهة ان لم تكن متطابقة بالكامل، فضلا عن الاهداف الشعارات المطروحة.هناك انظمة ديكتاتورية استبدادية ترفض مبدأ التغيير بكل اشكاله وصوره، وترفض منح الحريات وتعمل على مصادرة الرأي، وتمارس سياسات الاقصاء والتهميش والحرمان بحق شعوبها، واذا كان ثمة اختلافات بين تلك الانظمة فأنها في واقع الامر شكلية وظاهرية.وطبيعي ان ذلك يستتبع ويحتم ان تكون المواقف ازاء مايحدث في البلدان المحكومة بأنظمة من هذا النوع متشابهة او متماثلة ومتطابقة، لا ان يكون الموقف هنا يختلف عن الموقف هناك، بحيث تعبيء وتحشد كل الطاقات والامكانيات الاعلامية والسياسية وحتى العسكرية لتغيير النظام السياسي الفلاني ورموزه، بينما تعبيء وتحشد كل الطاقات والامكانيات الاعلامية والسياسية والامنية والعسكرية لدعم نظام سياسي مماثل يرتكب ابشع الجرائم بحق ابناء شعبه الاعزل المسالم لا لشيء الا لانهم طالبوا بالتغيير والاصلاح حالهم حال الشعوب والامم الاخرى على مر الازمان والعصور.ان سياسية الكيل بمكيالين لم تؤد في أي وقت مضى الا الى نتائج كارثية حتى على اصحابها والمتبنين لها، ومن الخطأ افتراض وتوقع انها يمكن ان تفضي الى غير ذلك في الحاضر والمستقبل.لماذا لايتعاطي المجتمع الدولي والاسلامي والعربي مع مايجري في البحرين مثلا بذات المنهج الذي يتعاطى فيه مع مايجري في ليبيا، ومع ماجرى في تونس ومصر بالامس القريب..؟.. هذا هو السؤال المهم.
https://telegram.me/buratha