المقالات

حق هنا وباطل هناك !

817 17:19:00 2011-03-28

احمد عبد الرحمن

من الطبيعي جدا ان يشعر ملايين الناس من العرب والمسلمين ومن عموم المجتمع الدولي بكثير من الغضب والاستياء والامتعاض حيال مايجري من انتهاكات وتجاوزات فضيعة لحقوق الانسان وكرامته، ومايجري من تدمير ممنهج على نطاق واسع، يفضي الى اثار ونتائج كارثية ومأساوية على الصعيد الاني المرحلي، وكذلك على الصعيد المستقبلي.وخلال شهور قلائل سقط عدد كبيرا جدا من الضحايا في عدة بلدان عربية في اطار المطالبة بالتغيير والحقوق والحريات العامة، وبسبب تمادي السلطات الحاكمة في استخدام مختلف وسائل وادوات القتل والتدمير والتخريب من دون تردد.ومايزيد من الشعور بالاستياء والامتعاض والحزن والاسى والالم هو المعايير المزدوجة وسياسة الكيل بمكيالين عند التعاطي مع الوقائع من بلد الى اخر، علما ان خلفيات واسباب ومسببات تلك الوقائع متشابهة ان لم تكن متطابقة بالكامل، فضلا عن الاهداف الشعارات المطروحة.هناك انظمة ديكتاتورية استبدادية ترفض مبدأ التغيير بكل اشكاله وصوره، وترفض منح الحريات وتعمل على مصادرة الرأي، وتمارس سياسات الاقصاء والتهميش والحرمان بحق شعوبها، واذا كان ثمة اختلافات بين تلك الانظمة فأنها في واقع الامر شكلية وظاهرية.وطبيعي ان ذلك يستتبع ويحتم ان تكون المواقف ازاء مايحدث في البلدان المحكومة بأنظمة من هذا النوع متشابهة او متماثلة ومتطابقة، لا ان يكون الموقف هنا يختلف عن الموقف هناك، بحيث تعبيء وتحشد كل الطاقات والامكانيات الاعلامية والسياسية وحتى العسكرية لتغيير النظام السياسي الفلاني ورموزه، بينما تعبيء وتحشد كل الطاقات والامكانيات الاعلامية والسياسية والامنية والعسكرية لدعم نظام سياسي مماثل يرتكب ابشع الجرائم بحق ابناء شعبه الاعزل المسالم لا لشيء الا لانهم طالبوا بالتغيير والاصلاح حالهم حال الشعوب والامم الاخرى على مر الازمان والعصور.ان سياسية الكيل بمكيالين لم تؤد في أي وقت مضى الا الى نتائج كارثية حتى على اصحابها والمتبنين لها، ومن الخطأ افتراض وتوقع انها يمكن ان تفضي الى غير ذلك في الحاضر والمستقبل.لماذا لايتعاطي المجتمع الدولي والاسلامي والعربي مع مايجري في البحرين مثلا بذات المنهج الذي يتعاطى فيه مع مايجري في ليبيا، ومع ماجرى في تونس ومصر بالامس القريب..؟.. هذا هو السؤال المهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك