حيدر الهلالي
البحرين عراق مصغر
مثلما تداعت وتنادت الدول العربيه الطائفيه لنصرة حكومه البحرين السنيه رغم افعالها المخزيه وطغيانها وتجبرها ضد الشعب البحريني فانها تداعت قبل ذلك لنصرة طائفة في العراق ضد اغلبية الشعب العراقي وحاولت جاهدة دون سقوط الحكم السني في العراق لكن الفارق في العراق هو ان التوقيت المناسب لسقوط حكم الاقليه كان حاسما في عملية التغيير التي اذهلت الطائفيين في الدول العربيه واصابتهم بهستيريا لم يستفيقوا منها لحد الان اي بعد مرور ثماني سنوات على سقوط حكم صدام. لقد كان لغضب الثور الامريكي الهائج , الدور الحاسم بعد احداث سبتمبر عام 2001 في اتخاذ قرار اسقاط صدام , فوضع الرئيس الامريكي بوش النظامين السعودي والمصري حينها تحت خيارين اما المساعده في اسقاط صدام او اسقاط النظامين نفسهما(ماجاء في احد تقارير وكيلكس بالنسبه لمصر), ناهيك عن بقية دول الخليج الهامشيه او الاردن التي تسارعت بالانبطاح والاستعداد التام للعق حذاء بوش وعمل كل ما يطلبه منهم لكي يهدؤوا من روعه وغضبه بعد ان تبين ان الذي قاموا بجريمة سبتمبر هم غالبيه سعوديه مع عدد من مصريين وعرب اخرين وكان الفكر السعودي الارهابي هو الدافع لهم لهكذا عمل اجرامي حيث حملت الولايات المتحده , المملكه السعوديه ضمنا مسؤولية هذه الجريمه ولكن اللوبي السعودي وامواله المهوله في واشنطن سارع لانقاذ ما يمكن انقاذه وبذل كل المساعي واعطى كل الضمانات لاقناع الامريكان بان ال سعود ليسوا مسؤولين عن هذه الجريمه وحاول هذا اللوبي الاقناع بان الحكم السعودي هو ايضا يواجه نفس التنظيم الذي نفذ هذه الجريمه, وهذا بالطبع يعرفه الامريكان لكن القضية كانت تتناول الفكر الذي تسلح به الارهابيون ومسؤلية السعوديه على نشره في كل بقاع العالم مدعوما باموال طائلة تصرف على هذا الشان, لذلك استنتجت مراكز الدراسات الستراتيجيه الامريكيه ان غياب الديمقراطيه في العالم العربي هي السبب المباشر لتنامي هذه الافكار السعوديه المتطرفه وانتشارها في العالم , لذا قرر الرئيس بوش وفريقه في بدا عملية نشر الديمقراطيه في الشرق الاوسط . وكان للحظ دور كبير في التفكير بهكذا عمل, كان يعتبر من الخيال ومن المستحيل التحقق وخاصة في العراق وتركيبته وموقعه فالتركيبه المعقده في العراق وكما هو معروف اقلية سنيه تحكم وبشكل مطلق ودعم شامل من كل الدول العربيه الطائفيه وعشائر سنيه قابضة على دفة الحكم قد تتصارع فيما بينها مره ولكنها تتفق دوما على تهميش الاكثريه واحتقارها والنيل منها وتسقيطها واعتبار ان يكون الشيعي مشاركا في الحكم ( وليس حاكما لوحده) عار ما بعده عار يستلزم حرق العراق بما فيه وبكل الوسائل على ان يحدث هذا الامر, مثلما بذلوا كل الوسائل للخلاص من عبدالكريم قاسم في سنة 1963 ليس لانه شيعي فالرجل كان سنيا بل لانه كان عادلا مع الجميع وبنى مساكن لفقراء الشيعه المهمشين وكذلك قيل ان والدته كانت شيعيه فهذا ما لم يحتمله الطائفيون المتجبرون علما ان عبدالكريم قاسم كان ابعد الناس عن الطائفيه لهذا تم قتله لانه ليس طائفيا ولان العقلية السنيه تقول بوجوب ان يكون حاكم العراق طائفيا سنيا والا فلا عراق. ثم ان اصرار سنة العراق على دمج العراق بالعالم العربي وتهميش العراق وتذويبه في هذا العالم ليس بدافع مثالي من التوحد والتقارب على اساس قومي بل هي محاولة تذويب العراق بعالم طائفي سني وجعل اكثريته اقلية في هذا العالم الافتراضي وربما يفيد هنا ذكر مقولة الرئيس العراقي الطائفي الاسبق عبدالسلام عارف الذي كان يلح على الوحده مع مصر وسوريا حين سأله الرئيس المصري حينها جمال عبدالناصر عن العراق وهل نسبة الشيعه فيه اكثريه ام اقليه فكان جوابه (ان الشيعه اقليه في العالم العربي). بل قد لايرى الطائفيون السنه ضيرا من ان يكون العراق تابعا لتركيا ما دامت هذه الدوله سنيه. وهو مانراه من مديح للدولة العثمانيه التي كانت تحتل العراق وكذلك اليوم نرى التغزل بالحكومه التركيه مع مالها من تدخلات في العراق بل وقطع المياه عن نهري دجلة والفرات . اذن المسالة عند القوم تتحرك وفق افق طائفي لاغير فلا مفهوم حقيقي للعروبة اليوم بل هو مفهوم طائفي بحت.وهذا مايقودنا الى القول انه على كل غيور على عراق مستقل موحد ان يقف بوجه كل من يطالب بذوبان العراق بالعالم العربي او التوحد معه بل وتخوين كل من يقول بهذا القول الا ان نقف على مفهوم جديد للقوميه العربيه غير المفهوم الطائفي المتوحش السائد على الساحة الان . هذا المفهوم هو الذي حارب وواجه العراق بآلاف المفخخات والانتحاريين وعشرات الفضائيات بمئات الساعات من البث اليومي المحرض على الفتنه في العراق , ناهيك عن الاف مواقع الانترنت ومئات الصحف كلها متفقه على محاربة العراق الجديد ليس لانه نشأ نتيجة تدخل امريكي بل لان الحكم قد يكون للاكثريه فيه من خلال ترسيخ مبدا الديمقراطيه في الحكم . فهي لم تعارض الامر على اساس من المبادئ التي تدعي عدم القبول بعراق ناتج من تدخل اجنبي فالدول العربيه هي التي باركت هذا التدخل مرغمه او مختاره ,حتى ان سنة العراق انفسهم لم تكن لهم هذه المعارضه الشرسه للتغيير في بداية الامر ولكن عندما بدات ملامح التوجه الامريكي تسير باتجاه تاسيس عراقي تمثيلي نيابي ديمقراطي اي بمعنى ان الحكم سيكون للاكثريه عندها بدات الفصول المحزنه التي عشناها ووعيناها وهي احتضان الاخوه في المثلث السني لتنظيم القاعده وارسال افراده لقتل ابناء الشعب العراقي كما ان احداث ليبيا الاخيره واستعانة العرب بالتدخل الاجنبي قد اسقط ورقة التوت عن اعراب النفاق ليس فقط الحكومات العربيه بل فقهاءها وسفهاءها ايضا وجماهيرها التي لاتردد نفس الخطاب الممجوج اياه من مقاومة الاجنبي وعدم القبول بالاستعانه به عندما تعلق الامر بالعراق ولكنها باركت او لاذت بالصمت عندما تدخل الغرب في ليبيا.اما ما يجري في البحرين اليوم وهذا التوحد العربي الشرس ضد الشعب البحريني يذكرنا بما فعله العرب بالعراق انها نفس العقده الطائفيه لدى العرب الطائفيين وحيث ان العرب يتساهلون في كل شئ في الارض والعرض والكرامه ,وفلسطين شاهدة على ذلك , الا في المسالة الطائفيه فان الهستيريا والجنون يتأججان تلقائيا عندما يرون شيعيا يطالب بحقه فاذا كان تحرر العراق من ربقة الاستعمار الطائفي قد تم بغفلة من الزمن بالنسبة لهم وتحت غضب الرئيس الامريكي بوش مخرس السن العربان ومؤدبهم ان كان لديهم ادب ( ومطيح حظهم) فان هذه الغفلة من الزمن وهذا الكابوس بالنسبة لتوافه الخليج ممن يسمون بدرع الجزيره او قل عار الجزيره اضافة الى باقي اعراب النفاق لايمكن ان تحدث مرة اخرى او ان يسمحوا بذلك, فهم تنبهوا ان عرضهم وشرفهم فقط يتجسد في جعل الشيعه مهمشون محكومون في اي بلد سواء كانوا اكثريه او اقليه وانه لاتوجد معاني اخرى للشرف والكرامه غير هذا المفهوم. لذلك ليس مستغربا ان يتوحد الاعراب , وهم لم يتوحدوا يوما تراهم توحدوا اليوم حكومات وشعوبا ضد الشعب البحريني مثلما توحدوا ضد العراق الغير محكوم من الطائفه السنيه . ترى هذا التوحد الغريب الذي يجمع العرب من (شرفائهم) حتى راقصاتهم ومن (مثقفيهم وكتابهم) حتى بسطائهم ومن سياسيهم وطغاتهم حتى (ثوارهم) ضد شعب اعزل كالشعب البحريني البطل المقدام تاج العرب وعز الرجال .وعلى ذكر ثوار العرب من غير البحرينيين ومع احترامنا وتقديرنا للشباب العربي الثائر ضد الطغيان لكن المخزي في الامر ان تكون قناة الجزيره رائدة لهذه الثورات بل ونرى وحش الشاشه القرضاوي مفتى ال موزه وزوجها امير قطر هو من يعطي رأيه بهذه الثورات ويقيمها.(هزلت لما بان كلاها وحتى استامها كل مفلس).فالقرضاوي وهو الوجه البشع للعروبة والاسلام السائدان اليوم يرى في ثورة حلال واخرى حرام وطاغية مقدس واخر مدنس واستعانة بالاجنبي حلال هنا واستعانة اخرى حرام هناك ,انها العين العوراء الطائفيه لاغير فهي تنظر لمذهب الضحية فان كان سنيا فيجب محاربة جلاده وان كان شيعيا فيجب مساندة جلاده انه الخزي الذي مابعده خزي عندما يتوحد القوم على شكل هذه الفزعه الجبانه لقمع انتفاضة البحرين الباسله الحضاريه ونصرة جلادها حمد مثلما كانت فزعتهم لنصرة صدام ولو انها جاءت متأخرة اي بعد سقوط صدام بفعل الغضب الامريكي عند البداية ,ولكنهم لم يقصروا بالمفخخات والانتحاريين لمعاقبة الشعب العراقي. انهم اليوم وبقيادة وحش الشاشه يوسف القرضاوي قد تداعوا واستعانوا بحلف الناتو لمواجة طاغية كالقذافي(شلون اسماء والعياذ بالله, كلها قذف وقرض,) وهم انفسهم فزعوا وتنادوا لمواجهة شعب اعزل ومساندة طاغية كحمد ال خليفه (ملك) البحرين وكم يضحكني حمد هذا وهو يرتدي بزته العسكريه ويجتمع بقيادات جيشه كما يضحكني القرضاوي عندما يتحدث عن الثوره وحرية الشعوب ويذكرني بقصيدة للشاعر العراقي المبدع احمد مطر اذ يقول:رأيت اليوم جرذايخطب عن النظافةويتوعد الاوساخ بالعقابومن حولهيصفق الذباب......تحليل القصيده من وجهة نظر علميه معاصره:في هذه القصيده قد تم ذكر الجرذ وهناك احتمالان ضمنافالقذافي وصف خصومه بالجرذان وهو بالطبع لايقصد القرضاوي بل الثوار الشرفاءاذن فالاحتمال الاخر هو الاكثر صحة وهو ان الجرذ بطبيعته القرض اذن فالجرذ من صنف القوارض او القرضاويات اذن فالجرذ قرضاوي النزعه وعلى ذكر (النزعه) فالقرضاوي يجيد (النزع) واللبس وان كان في النزع اسرع وخاصة عندما يتعلق الامر باللباس وعلى ذكر اللباس فان لكل لباس( تجه) وهذه التجه عادة ما (يخر) منها الشرف والعفه ومفاهيم الحريه وتثوير الشعوب المستضعفه وهذا ماعناه المفكرون امثال ابن خلدون في مقدمته وابن ابن تيميه في مؤخرته ومقبل الوادعي في كتابه الموسوم الكلب العاوي يوسف القرضاوي وحيث اثبت بالدليل القاطع ان تجة القرضاوي تخر حرية واباءا وثورة لاتنتسب للثورة مطلقا بل هي منتسبة بطبية الحال للثور امير قطر او الاكثر ثورية منه في الوزن والضخامه وزير خارجية البحرين خالد ال خليفه الذي بعث برسالة شكر للقرضاوي صاحب التجه الشهيره يشكره فيها على نصرته لحكومة البحرين الثوريه للغاية والتي استعانت بدرع الجزيره ذوي (التجج) الشهيره التي تخر منها الرجوله والشجاعه في زمن الجرذان التي يحاربها القذافي وناصرها, الحلف الصليبي الذي استعان به القرضاوي.
https://telegram.me/buratha