-------- كامل محمد الاحمد
ساعات طويلة استغرقها مجلس النواب الموقر في مناقشة قضية المفتش العام لوزارة الصحة الدكتور عادل محسن.. وكالمعتاد دخل السادة النواب في متاهات الجدل والسجال والمشادات الكلامية الساخنة التي تبعث على الملل والضجر لدى المتلقي والمتابع، وخصوصا اذا كان هذا المتابع ينتظر ممن انتخبهم ان يلتفتوا الى قضاياه وهمومه ومشاكله الاساسية الكبيرة.ولكن ينبغي ان نعرف اولا ماهي قضية المفتش العام التي ادخلت مجلس النواب في نفير عام؟.. بعبارة قصيرة انها لاتختلف عن قضية وكيل وزير التربية السيد علي الابراهيمي الذي تجاوز على المعلمين والمدرسين بكلمات نابية اذ وصفهم بالحمير لتقوم القائمة عليه، ومع ذلك مازال هناك من يدافع عنه ويبحث له عن المبررات والاعذار .السيد مفتش عام وزارة الصحة كان اكثر وضوحا واكثر جرأة واكثر وقاحة ان صح التعبير في الاساءة للاطباء والكوادر الصحية، الى الحد الذي لم يكن بأمكان اعضاء في كتلة دولة القانون بمجلس النواب الدفاع عن المفتش العام المحسوب على حزب الدعوة الاسلامية ورئيس الوزراء.ولكن -مرة اخرى نسأل-اذا كانت القضية واضحة كوضوح الشمس في عز النهار فما الداعي والمبرر لكل هذا النقاش والعراك في مجلس النواب وتضييع الوقت.والمعلوم حتى لرئيس الوزراء ان وزارة الصحة من اكثر الوزارات فسادا، وان المفتشية العامة فيها واحدة من بؤر فساد الوزارة ، والدكتور عادل محسن يعرف ويغض النظر عن الكثير الكثير من الفساد والتلاعب بالمال العام ، مثل سرقة الادوية وتحويلها من المستشفيات والمراكز الصحية الى الاسواق، وابرام العقود والصفقات مقابل عمولات خيالية لاشخاص عاملين في الوزارة او من اقارب كبار المسؤولين.ماذا يفعل المفتش العام حتى ينقطع ويتوقف النقاش والعراك ويتفق السادة اعضاء مجلس النواب على قرار صحيح ولو لمرة واحدة في العمر.
https://telegram.me/buratha