المقالات

حوار متصل

988 22:30:00 2011-03-29

الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

قال لى جارى متهكما ابان سقوط الصنم ... الم اقل لك يا سيدى ان اول من يستيقظ في الصباح يمسك الحكم? قلت له ....... لكنه يحتاج الى أن يفهم في السياسة!، قال لي: ليس مهما ذلك، فكل ما يحتاجه هو أن يكون قد تمرن مسبقا على النفاق، فالنفاق يحتاج فقط الى صوت جميل خاضع ووجه بشوش متذلل،، بينما تحتاج الحقيقة لتضحية ودهر من البكاء....قلت له: لا نحن شعب حاولوا شنقه بكل حبال الدنيا، وحاولوا دفنه شبه حي، لكن القبر لم يسعه .. بعد ثلاث سنوات من سقوط الصنم ...قال لي: ولكن كل العراق بات قبرا؟ قلت له: لا ليس كذلك اليوم عندنا أحزاب، وعندنا مجلس نواب وعندنا دولة مؤسسات ...كان الوقت وقت الغروب وحان وقت الصلاة.. حينها قال لي: أدخل قبرك فبيتك مثل القبر بلا إنارة ولا مصباح كهربائي!.. بعد سنة من تلك السنوات الثلاثة لم أعد ألتقي بجاري، فقد تباعدنا قسرا، هو بقي في داره لأنه من أغلبية ذات لون معين، وأنا من أقلية من اللون الآخر في ذلك المكان فقط!! ...أنا رحلت الى بيت آخر بعد أن أضاءت النيران بيتي لثمانية عشر ساعة متواصلة..ألتهمت النيران أول ما التهمت نخلة البرحي التي كنا نأكل تمرها أنا وجاري، لأنها قريبة من السياج الذي يفصل بين بيتينا، ثم ألتهمت بعد ذلك مكتبتي ...آه لو ألتهمتني كان أفضل.. لم أكن في حينها في بيتي، ولم تكن أسرتي فيه أيضا، فقد كنا مبعدين قسرا عن بيت بنيناه بتعب ثلاثين سنة. بعد ثلاث سنوات من تلك السنة هاتفني جاري..قال لي من أمر بحرق دارك كوفيء بأن منحوه منصبا أمنيا رفيعا..قلت له: لم يعد ذلك مهما، فأنا جثة ترتطم بجدران الحياة.. لقد تعودنا إحتساء الخوف في أكواب المساء..كنا نسمع عن أرض فيها يقاوم الرصاص بقلم "الرصاص" والآن نرى أرضا يقاوم فيها الجوع بالإبتسام، ويموت الموت غفلة! وكالقطط المريضة التي ترفضها البيوت أصبحنا، تهرب منا الأبواب، ويسكننا الخواء في الشوارع المهجورة! سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2011-03-31
استاذي الكريم سيد قاسم العجرش حتى في ماساتك تدخلنا في الكوميديا السوداء انك رائع يا استاذنا الجليل وكل حرف من مقالتك المقتضبه هذه يدل على حجم الظلم والمعاناة الذي حل بك واقصد انك رمز للانسان الحر الشريف الذي لم يحصل على حقه سابقا والان وربما لا نحصل على حقنا حتى لاحقا! تحياتي لك استاذي الكريم ولكن عزائنا ان هناك من يقرأ سطورنا هذه حتى وان كانت القراءة من اجل التسلية تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك