المقالات

طائفية العرب وثورة البحرين

1438 05:56:00 2011-03-30

خضير العواد

كل الثورات العربية نالت الدعم الجماهيري والأعلامي والتعاطف من قبل الشعوب العربية وحتى المؤسسات الدينية صرخة بأعلى أعلى اصواتها داعمةً لأنتفاضات الشباب العربي , بل تعدى الأمر الى حملات التبرع وجمع المواد الغذائية وتوزيعها على المتضررين من هذه الشعوب جراء الاحداث . لقد أعطى هذا التلاحم الصورة الرائعة لوقوف الشعوب العربية بعضها مع البعض الاخر , ولكنه في المقابل أعطى أقبح صورة عن طائفية الشعوب العربية وحكامها ومؤسساتها الدينية , وهي تعمل ما تعمل من أجل جميع الثورات بل وصل الامر الى أرسال الجيوش والطائرات من أجل الأطاحة ببعض الانظمة العربية ودعماً لشعبه المنتفض , ولكنها غمضت العين وأصمت الأذن أتجاه ثورة الأحرار في البحرين , فقد أدارت الشعوب العربية ظهورها لثورة البحرين العظيمة التي يقودها شعب ٌ جبار امام أعتى طغاة العصر وهو أعزل ومسالم , وليس له مُعين وكيف يأتيه المُعين وهو يسكن في جزيرة وسط الخليج ولايتصل باليابسة ألا عن طريق أشد أعداءه الذين يكفرونه ويعتبرونه المصدر الرئيسي لقلقهم وعدم أستقرارهم لوعيه وثوريته, وجميع الدول المحيطة بهذا الشعب وقفت موقف عدائي أتجاه الشعب البحريني والذي لم يشارك مباشرةً بقمع الجماهير الثائرة فإنه أرسل قواته لكي تحاصر جزيرة البحرين مع الأسطول الخامس الأمريكي وعزلهم عن العالم بشكل تام ومن جميع الجهات إلا من رحمة الله الواسعة , فإلأعلام العربي والعالمي قد نسى إن هناك ثورة في البحرين ويومياً يقتل ويجرح العشرات , وحتى بعض القنوات المسؤولة التي تريد تغطية الأحداث فليس هناك مادة أعلامية تصل أليها , فألأنترنيت قد قطع وألاقمار الصناعية تم التشويش على تردداتها والمراسلين تم طردهم او أبعادهم من البحرين فأصبح الشعب البحريني بين فكي ألأجرام , والشعوب العربية التي تتفاخر بأصولها وعروبتها ولكن عندما وصل الامر لشعب البحرين العربي الأصيل , هنا أنتصرت الطائفية على القومية والاحقاد المذهبية على الأخوة الاسلامية , لتسحق كل الأرتباطات القومية وتحطم كل المبادئ والشعارات التي تحملها الشعوب العربية من نصرة المظلوم والجار ثم الدار والكرم والشجاعة وغيرها من الصفات التي تمتاز بها هذه الشعوب وتتغنى بها. وكأن شعب البحرين ينادي كما نادى الحسين بن علي (ع) في واقعة كربلاء 63 هجري (إن لم يكن لكم دين فعودوا الى أنسابكم أن كنتم عرباً كما تزعمون ) , فأنهم تجردوا من كل شئ وقتلوا الحسين بن علي (ع) واليوم يقتل الشعب البحريني على نفس الطريق الذي عبده لهم سبط رسول الله (ص) .وكأن العنصرية الطائفية أقوى من كل الروابط القومية وكيف لا ونحن نسمع في كل يوم الجرائم البشعة التي تقترف بحق الشعب البحريني العربي المسلم من قبل الجيوش العربية الغازية التي تدعي الأسلام وأفعالهم تنافي تعاليم الدين الحنيف ألم يقل رسول الله (ص) ( من أصبح ولا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ) ( من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم ) , بل الذي ليس له أي معتقد لا يفعل مثل هذه الجرائم لأنه يمتلك مشتركات أنسانية مع الشعب البحريني , أما هذه الجيوش فقد نزعت كل ما يحمله الأنسان من إنسانية و أصبحت كالوحوش الكاسرة التي تقتل من أجل القتل , والشعب البحريني الصامد الشجاع يقاوم بصبر وعزيمة ويسطر أجمل وأروع المواقف والأنتصارات أمام هذه الجيوش الظالمة و الشعوب العربية والعالمية التي أشتركت مع هؤلاء الغزات بصمتها وسكوتها وتفرجها على المأساة والمجازر التي ترتكب بحق الشعب العربي البحريني , ولكن نهاية المطاف ومهما كانت النتائج فأن الشعب البحريني هو المنتصر , لانه أنتصر عندما ثار وحيداً ووقف وحيداً وصبر وحيداً وأستشهد وحيداً وأنشاء الله سيينتصر وحيداً وليس في عنقه دين لأحد لأن الجميع أداروا ظهورهم له فبقى وحيدا وأنتصر , فكم أنت أبي يا شعب البحرين فلك كل تقديري وأحترامي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك