عباس المرياني
بعد مظاهرات الحمزة الشرقي في محافظة الديوانية وسقوط عدد من الشهداء والجرحى وما تلاها من مظاهرات في معظم محافظات العراق العزيزة للمطالبة بتحسين مفردات البطاقة التموينية وسرعة وصولها الى مستحقيها وكذلك القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل وتحسين الخدمات المتردية في جميع المحافظات والاقضية والنواحي باستثناء كردستان العراق التي اشتركت مع الجميع في المطالبة بالقضاء على الفساد المالي والإداري أعلنت الحكومة العراقية عن عزمها القيام بعدد من الخطوات السريعة لاحتواء الأزمة ومعالجة الأخطاء المتراكمة في منهجية عمل وزاراتها.ومن بين ما تم الإعلان عنه من قبل رئيس الحكومة السيد نوري المالكي تعهده بتحسين وتوفير البطاقة التموينية واستلامها بكامل مفرداتها مع تعويض المواطنين المستفيدين بمبلغ مقداره خمسة عشر ألف دينار شهريا لكل مواطن عن النقص في مفردات الحصة التموينية للفترة الماضية.ووجد محافظ بغداد الفرصة سانحة لتسويق نفسه من جديد بعد ان طالب المتظاهرين جهارا نهارا بإقالته وصديقه رئيس مجلس المحافظة كامل الزيدي وهو يعقد المؤتمرات الصحفية اليومية يزف من خلالها بشرى قرب تنفيذ وعد رئيس الحكومة ورئيس قائمة دولة القانون التي ينتمي لها المحافظ الهمام والمتمثل بصرف المبلغ المذكور .وقد اختلفت الروايات في مقدار المبلغ الذي سيصرف للمواطنين المستحقين بين متفائل وبين متشائم فأصحاب الخندق الأول يقولون ان المبلغ المعلن عنه لسنة كاملة يستلمها المواطن العزيز ليتمكن من خلاله أن يكشخ ويعدل مزاجه المنخفض دائما.بينما يرى أصحاب خندق التشائم يقودهم كامل الزيدي ان المبلغ المخصص من قبل ميزانية الدولة لا يتجاوز استحقاق شهر واحد وهو مبلغ بسيط ولا يرقى الى ان يزهو المواطن به.وبين التفاؤل والتشاؤم ضاعت الحقيقة ولم يتسلم أي وكيل او مواطن في بغداد على حد علمي درهما واحدا كوني احد المواطنين المستضعفين والمشمولين بهذه المكرمة المالكية رغم ان السيد وزير المالية دعا اول ما دعا وكلاء الحصة التموينية في محافظة الانبار لاستلام المبالغ المخصصة لتعويض النقص في البطاقة التموينية ؟لكن أحلام الجميع ذهبت إدراج الرياح وبقيت وعود الحكومة حبرا على ورق وضحكا على الذقون مثل غيرها من ألاف الوعود التي تعودت الحكومة على إطلاقها وتعود الناس على سماعها.كما ان توفير مفردات البطاقة التموينية في هذه المدة القياسية التي حددها رئيس الوزراء لا يعدو عن كونه كذبة نيسان التي ستمر علينا في الأسبوع القادم لان توفيرها ضرب من الخيال فكل شيء على حالة ولم يتغير.. فقط تغيرت الأسماء إما الأفعال والأداء والفساد والروتين فهذا ثابت لا يتزحزح.الكثير من أبناء الشعب العراقي يعلمون ان الحكومة لا تملك عصا موسى لتغيير الواقع المتردي ويعلمون أيضا إن الوعود التي تطلقها هي سحابة صيف عابرة مثلها مثل الكثير من اللجان التحقيقة التي شكلت ولم تعرف نتائج التحقيق.ويعرفون أيضا ان وكيل الحصة التموينية لا زال يوزع المواد بصورة مجتزئة ولا زال أيضا يأخذ مبلغا من المال عن كل مادة يتم توزيعها
https://telegram.me/buratha