بقلم الكوفي
شبح المائة يوم يلاحق ( المالكي ) والامور تتعقد اكثر فأكثر
تصور رئيس الوزراء المالكي ومن ورطه بهذه الورطة ان ( المائة يوم ) ستكون كافية للخروج من الازمة كما انها تعطي دولة القانون فسحة من الوقت للملمة اوراقهم المبعثرة وترتيبها من جديد لعلهم يتجاوزون مرحلة الغليان الشعبي ،
اجزم ان من اكبر الاخطاء التي وقع فيها المالكي ودولة القانون هي المهلة التي قطعوها على انفسهم كما انني اقطع ان من ورط المالكي لايفهم في السياسة شيء ،
الدول المستقرة امنيا واقتصاديا والتي ضربتها رياح التغيير تحتاج الى سنة على اقل تقدير في تحقيق جزء من مطالب شعبها هذا اذا ارادت فعلا ان تجري اصلاحات حقيقية فما بالك ببلد كالعراق وهو يمر بظروف عصيبة واستثنائية ،
في وقتها قلنا ان المالكي ارتكب خطأ كبيرا وانه سيفشل ولن يستطيع ان يحقق شيئا وهذا ما لا يجهله احد ، كما ان المالكي ودولة القانون اثبتوا انهم لا يدركون عقبات مثل هذه السياسة الفاشلة التي انتهجوها في معالجة الازمة العراقية ،
جميع العراقييون بما فيهم السياسييون يدركون ان الوضع لا ينصلح في سنة وليس في مائة يوم حتى وان امتلك المالكي عصاة موسى عليه السلام لاسباب كثيرة كنا قد بينا قسما منها في مقالات سابقة ،
هل نسي المالكي وهو العارف سيكون قادر على تحقيق جزء بسيط من المطالب بعد ان فشل خلال خمس سنوات ، لا اعرف كيف حسبها وعلى سبيل الفرض ان الرجل جادا لتقديم الخدمات خلال المائة يوم هل نسي ان هناك من يتوعده ويتربص به الدوائر وهذا هو حال السياسة القذرة بعد ان اشرك البعثييون ومنحهم مناصب حساسه ،
كيف وقع المالكي واوقع دولة القانون بهذا المأزق وهو يدرك ان البعثيين سيعملون جاهدين من اجل افشال مهمته خلال المائة يوم وذلك عن طريق نفوذهم في مؤسسات الدولة ، اضيف على ذلك انهم قادرين على ارباك الوضع الامني خلال المرحلة الراهنة وبالتالي سينعكس هذا على الوضع العام ،
هل يعقل ان لا تحسب مثل هذه الحسابات البسيطة ولماذا لم يصارح المالكي شعبه بانه غير قادر على تنفيذ مطالب الشعب ولماذا كل هذا التشبث بالسلطة ولماذا يتستر المالكي على وزراء دولة القانون الذين كانوا سببا حقيقيا في فشل حكومته ولماذا يريد المالكي ان يأجج الفتنة بين الكتل السياسية بعد ان قبل مبدأ الشراكة الوطنية واليوم ينقلب عليها وهو يعلم ان مثل هذه الخطوة ستجر البلاد الى ماسات عند الله خبرها ،
اذا كان المالكي فعلا تهمه مصلحة البلاد والعباد عليه ان يستقيل ويسلم رئاسة الوزراء الى من هو اقدر منه وانفع ويجنب الشعب العراقي كارثة حقيقية ، ليكن مبدأ الايثار والتنازل صفة يتحلى بها الساسة من اجل حفظ ماء الوجه وحفظ ما تبقى لهذا الشعب المنكوب وليكن صدام وغيره من الطواغيت درسا لجميع السياسيين فرياح التغيير هبت ولن يستطيع احدا ايقافها والشعوب نفذ صبرها وتريد ان تعيش بكرامة وامان .
بقلمالكوفي
https://telegram.me/buratha