المقالات

الاسلاميون ومشروعهم الثقافي /

1061 16:51:00 2011-03-30

حافظ آل بشارة

لم يعد أحد من المهتمين يسأل الاسلاميين في العراق عن مشروعهم السياسي ، بل يسألونهم عن مشروعهم الثقافي ، في العقود الماضية كانت السلطات تطارد الشباب المتدينين بتهمة السعي لاسقاط النظام القائم وتأسيس نظام اسلامي متزمت ، وكل من الطارد والمطرود والضحية والجلاد لا يعرفان ما هو المقصود بالنظام الاسلامي لأن نظرية الحكم والحاكمية الاسلامية كانت تدور في اوساط النخبة ، والاولوية للانقاذ وليس للبديل ، اليوم يشارك الجميع في مشروع حكم حر انتخابي واحد لا يهتم بالخلفيات العقيدية للشركاء أو للحاكم والمحكوم بل يركز على فلسفة الحقوق لأن مطالبة الانسان بالمأكل والملبس والمسكن والخدمات الصحية والضمانات المعيشية والرفاه قضية لا تحتاج الى تاطير عقائدي ، فهي حقوق انسانية يستحقها البر والفاجر ، الاسلام يتناول امورا اكثر أهمية وجوهرية في الحياة ، تبدأ بالرؤية الكونية كأساس تبنى عليه الهوية الثقافية للانسان وما تضم من معايير مطلقة ، البناء الثقافي هو الاصل والسياسة وما تنتجه من سلطة وسيلة وليست غاية ، وسيلة لاقامة العدل ومساعدة الانسان على بلوغ سعادته باكتساب الكمالات المختلفة بتوفير بيئة مثالية للنمو المعرفي والاخلاقي وحماية الحريات ، يقال بان الاسلاميين في العراق مرتاحون جدا للديمقراطية لانها الاقرب الى نموذجهم وتطلعاتهم ، يندمجون في سياقاتها كنوع من المرحلية او المناورة او الاستثمار الايجابي ، على امل ان يشرق انموذجهم السياسي لاحقا لكن يبدو انهم أمسكوا بالمناورة واضاعوا المشروع ، واذا كان لهذا الفقر السياسي مايبرره فلا يوجد اي مبرر لتضييع المشروع الثقافي ، اجواء الحرية فتحت مضمار السباق بين الرؤى والثقافات والهويات الحضارية المختلفة ومن لم يحقق حضورا في الساحة اليوم فقد ينقرض ، الذي يجري في الساحة الثقافية العراقية راهنا هو اعادة تسويق الرؤية اليسارية ، صالات النقد الادبي والندوات الفكرية والمعارض الفنية والحلقات النقاشية ، تتصدرها وجوه اليسار السبعيني واتباعهم ، فهم يروجون لبضاعة قديمة مازالت قادرة على جذب الآخر لا بسبب تفوقها بل بسبب الفراغ القائم ، وقد تحولت انشطتهم الى مخزن ذكريات يستمد قوته من الذاتي ويحاول ان يستوقف قافلة الحياة التي تسير بسرعة خاطفة باتجاه آخر يمكن ان نسميه (اللااتجاه) ، انه بقية ابداع الشيوخ وغياب الشباب عن هذه التجربة المنتهية ، الفضائيات والصحف والدوريات تستقبل حشدا يعيش على الماضي وحشدا آخر يمثل ضجيج العولمة الجديدة ، وبين النموذجين لا نجد اثرا للمشروع الثقافي الاسلامي ومفرداته ، أدب وفن ونقد وتحليل وسينما ومسرح وفنون جميلة وفكر ونظريات ليس للاسلاميين فيها رأي ولا مساهمة ، اذا كانوا قد اجلوا أفكارهم السياسية ، فهل اجلوا رسالتهم الثقافية هي الاخرى أم انهم يفتقرون فعلا لوجود رسالة من هذا النوع ؟ هذا السؤال موجه دائما الى رموز الحركات الاسلامية الذين انشغلوا بالشأن السياسي واهملوا المشروع الثقافي ومفرداته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو موسى الحلي
2011-03-31
الفاضل حافظ حفظكم الله من كل سوء من المتابعين لكتاباتكم ذات الرؤية الواعية فيما يخص موضوعكم هذا فقد استطاعت الاحزاب المتأسلمة في الساحة العراقية على تشويه صورة الاسلام فضلاً عن البحث عن هوية ثقافية للمجتمع فما قيمة الفن والمسرح والادب في اجواء الحرية ونحن نرى الانتساب الى احزاب اسلامية متزامن مع دفاع عن المفسدين والظلمة بل وقتل المتظاهرين دون حساب او رادع فقد طغت هذه الرؤية دون الحاجة للمناورة ولكي يحدث التغير نحتاج الى نموذج قادر على مسح الصورة وبناء نموذج يحتذى به ليبدأ المشروع الحقيقي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك