زهراء محمد
بسم الله الرحمن الرحيم«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ».صدق الله العلي العظيم
أيها الشهداء.. تحية وفاء علهّا توفّي.. أنتم الاحياء ونحن الموتىأيها الشهداء.. خالدين أقبل يومكم مرة أخرى.. وأنقضى يوما آخراً من عمرنا صابرين
يومَ الشَهيد: تحيةٌ وسلامُ بك والنضالِ تؤرَّخُ الأعوامبك والضحايا الغُرِّ يزهو شامخاًعلمُ الحساب، وتفخر الأرقامبك والذي ضمَّ الثرى من طيبِهمتتعطَّرُ الارَضونَ والأيامبك يُبعَث " الجيلُ " المحتَّمُ بعثُهوبك "القيامةُ" للطُغاة تُقام
«محمد مهدي الجواهري»
نعم بكم القيامة للطغاة قيامتين.. واحدة في الدنيا الفانية هذه للطغاة قد قامت.. والثانية عند ربنا الجبار الحساب يوم الحشر الكبيريومها نحن سنضج الى بارينا فرادا.. أما انتم ستضجون اليه قوافل شاكين، يسبقكم نوركمأما أجسادكم في الارض هذه.. وعلى تراب العراق.. إحتضنتها قبور جماعية تفنن المجرم بإخفائها..نعم حوتكم أرقاماً يفخر بها علم الحساب، لتقوم بها قيامة الطغاة يوم الحسابأديمك يا عراق كرمّه أجساد إنبياء الله.. وأئمة أطهار، وأنصار خُلّص.. ليتبعهم شهداء سقطوا على يد نظام صدامي أهوج لم يرعوِ..ولكن على ما كل الذي حصل على أرضك يا عراق؟؟****في عراقنا الحبيب على مر العصور كان الناس تتأرجح مصائرهم بحسب أمزجة وفرمانات السلاطين، وبعد انشاء دولة العراق الحديث في أوائل القرن الماضي انشرحت قلوب الناس واستبشروا بنهاية عهد عثماني دام لقرون.. ولكن هذ العهد خلّف وراءه مسماراً فريداً من نوعه.. مسمارا كان معداً ليدقوا به نعوش الكثير من «اتباع» امبراطوريتهم بعد ان أزيح ظلهم الوارف عن البلاد!! هذا المسمار أسموه وبمباركة المنتدبين الجدد حينها وبالاتفاق مع العثمانيين سموه بـالتبعية العثمانية.. أي ان العراق ومن يومها لا يزال فيه المحظوظين من مواطنيه هم من هذه الشاكلة !! وغير ذلك فانت من المغضوب عليهم ومن الضالين (ليستغفر لي الله على هذا الاقتباس من القرآن الكريم والتصرف به) وهم كثر!! ومن طائفة معينة!!
لم يعلم أجدادنا وقتها ما يخبيء لهم ولاحفادهم قدرهم تحت ظل هذه الورقة اللعينة وما جرجرت ورائها من ويلات ومآسي على العراقيين وإلّا.. للبِسّوا وكالآخرين السدارة العثمانية.. تتابعت السنين وسنُنت قوانين لتكرس لطائفية وعنصرية لتستهدف طبقات وشرائح وطوائف وقوميات، من جرائها قُرّبت بعضها وبُترت أخريات.. ومرت سنين وحكومات، والعراقيين بين حانة ومانة.. وجاء بعدها حكم البعث ليصبح العراق ذو طابقين!! طابق فوق الارض وآخر من الناس تحت أديم الارض!! نعم طابق كامل آخر سكانه هم ضحايا عنجهية متهورة، ضحاياه كثر لا يُحصى لهم عدد!! ألوانهم شتى، قضى منهم من جراء مغامرته وحروبه مع جيران العراق وما جرّت ورائها من تبعات كارثية.. ومنهم من طالته أيادي السلطة لا لشيء سوى مزاج الحاكم، وهؤلاء أمعن الجلاد بغيّه بهم وبأهاليهم بعدها، ليرمز أليهم انما فقط بارقام عشوائية.. وليتراكض بعدها بسنين احبتهم من حفرة الى حفرة بحثاً ولو على أثر ما يدلهم على حبيب لهم قضى.. نعم أمعن الجلاد بفعلته تلك ليدمي قلوب أهاليهم وأحبتهم ويسلب من الضحايا كرامة دفنهم، ويتركنا في حيرة وحسرة.
مساكين لاقوا حتوفهم، وزعوهم على مساحات متباعدة، تحت رأس بعضهم زجاجة فيها رقماً.. مساكين ذلك كل ما يدل عليهم. عندما كانوا قبلها أحياءً، أرقام كان السّجانون ينادونهم بها عشوائياً ليخرج حامليها الى ساحة التعذيب وهذه بالعادة كانت تبدأ في الصباح الباكر لتتهاوى بعدها اجسادهم في المساء من شدة الاعياء من سادية وحوش بشرية تفننت في إيذاءهم..
اخوتي واولاد اعمامي اثنا عشر شابا لقوا شتى انواع التعذيب ومن اقاربي 150 شابا وشابة وحتى منهم الطفل الوليد..لاجرم اقترفوه سوى انهم من الكورد الفيلية وكانوا من سيّء الحظ الذي خُطّت شهادات جناسيهم بتلك الخطوط الحمراء التي ما كانت ترمز إلاّ الى الدم الذي سال عبيطا منهم بعدها!!! نعم تلك الخطوط الحمراء أصبحت مصدر بلّاء للكثير من العراقيين.. أما الآخرون من حملة الجنسية العثمانية التابعة لتركيا فكانوا ذو حظ عظيم!! وليومنا هذا!! سطور حمراء قليلة كانت هي الاداة الحادة التي بها قام النظام بحملة تطهير عرقي، وإبادة جماعية مع سبق الاصرار والترصد!!
الكثير من شبابنا قضوا في سجن أبي غريب، وآخرون بعثروهم على سجون لا تقل وحشية عن أبي غريب، مثل سجن الفضيلية، ومعتقلات الامن العامة، وسجن (نقرة السلمان) في صحارى السماوة.. لينتهوا بعد حين من العذاب والذل تحت أطنان من الرمال في تلك الصحاري، لا يعلم بمرقدهم إلّا جلاديهم وخالقهم.. وآخرون هرعوا بهم معصوبي الأعين تكبلهم سلاسل مع بعضهم البعض في مجموعات، ليرصوهم على حوافي حفر عملاقة في العراء.. ليتكرم بعدها أحد الجلاوزة المسؤولين ويشبع ساديته بان يدفع فقط أي واحد منهم الى داخل الحفر تلك، ليسحب هذا بدوره كل من تعلق معه في تلك الحلقة، يتكوم الجميع في قعر الحفر وسط صراخهم.. لتتقدم بعدها جرافات وشفلات كانت تقف على الجنب بانتظار الاشارة، لتزحف بضجيجها وتهيل أطنان رمال على هؤلاء الذين لا حول ولا قوة لهم وسط قهقهات ومجون الجلادين المجرمين.. ليأتي بعدها الظلام ويسدل الستار على جريمة أخرى.. ويعود السكون الى تلك الصحارى في المساء، إلاّ من أنين تلك الارواح البريئة التي قُبضت صباحاً.. هذه شهادات حية ما زال رواتها أحياء أنجاهم الله تعالى بحكمته.. لكن يا ترى كم وكم من مثل هذه الحفر تناثرت على أرضك يا عراق؟؟ وأين أحبتنا؟؟ وأين أحبة كل الأمهات الثكلى؟؟ومنهم أيضا من مزقّت، وعصرت أشلائهم «مثرمة بشرية» ألقوا فيها أحياء (كتلك التي كانت في أمن الكاظمية).. يعجز العقل حتى أن يتخيل رعب الضحايا حين تدفعهم أيادي الجلادين الى داخلها، ولتشفطهم وتحطم أضلاعهم ببطء وهم ما زالوا أحياء.. الله أكبر.. ويا لها من مصيبة!! وآخرون من أحبتنا الشباب أجريت عليهم تجارب غير انسانية حيث استعملت عليهم مواداً جرثومية وكيمياوية (من المفروض انها) محرمة حسب القانون الدولي!! هذا القانون صار قانوناً مطاطيا ومثلوما حسب الطلب! يا ترى مَن هو بالاساس الذي زوّد صدام بهذه المواد؟؟ ومن اعطاه مسودات تجارب مختبرية ليجريها على شباب شريحة الكورد الفيلية، تجاربهم تلك نجحت بامتياز.. الكورد الفيلية أنفلوا بصمت، معاناة وآلام شباب قضوا تحت نظر تقنيي ووحوش آلة البعث.. نعم قظوا عليهم خلف جدران زجاجية سميكة عازلة، استغاذاتهم لم تتجاوز تلك الحيطان!! كانوا يبثون وينفخون من خلال ثقوب في تلك الجدران بدخان سام وملون، يتدافع الضحايا من ركن الى ركن ذعراً من تلك السحب وهي تركب هواء الغرفة، تحمل موتاً محتما باتجاههم، الله في عونهم!! كم من الوقت يحبسون أنفاسهم!! لا مفر!! تزحف سحب الموت الملون الى داخل قصباتهم الهوائية وهم يجاهدونها، ليحل هواء الشيطان محل هواء الله في رئاتهم، هنيهات قليلة، تتقلص الرئات المرعوبة تلك، تجحظ العيون، هلعاً أظافرهم تحاول ان تخرق الحائط، حشرجات، عضلات تتقلص!! و.. و.... علهّا.. ولعلهّا.. ولكن؟ تبدأ الاجساد تتساقط فوق بعضها البعض.. والشيطان ينظر من الكوة الزجاجية مرحاً!! دونت تفاصيل الجريمة على أقراص مدمجة، ولتختفي بقدرة قادر بعد السقوط!!.. ولتختفي معها آثار جريمة قّل مثيلها في التاريخ البشري..
بعد ان تأكد فنّيوا الموت من صقالة سلاحهم، ودّوا ان يبشروا بها اسيادهم بالنجاح، كان الآباء الروحيون للاجرام بانتظار تلك النتائج، ولم يمضي طويلا حتى أخرجوا تجربتهم الثانية وهذه المرة الى العلن وامام أنظار العالم، وسقطت مدينة حلبجة ورأيناهم هذه المرّة من دون حواجز زجاجية لتلكم المختبرات اللعينة.. رأيناالمشهد الحي لأمهات يحتضّن اطفالهن ورجال وشيوخ يتلوون ويتساقطون كالندى.. أطفال ما زالت دماهم في أيديهم وكأني بهم يحتمون بها.. ظهور بعضهم ملتوية بطريقة مؤلمة.. وو.. صور تهز كل ذي ضمير.. اناس كانوا في سبيل حياتهم اليومية في اقاصي شمال العراق ليحل بهم الموت ويحصدهم خلال ثوان معدودة.. أليس هذا هو دمار شامل؟؟ ألم يكن موتهم بسلاح دمار شامل؟؟ الم يستعمل عليهم المواد الكيمياوية المحرمة دوليا يا من تنكروا ذلك وباستهتار؟؟
وماذا عن إخوة لهم سقطوا جنوباً وشرقاً؟؟.. وفي مدنها المقدسة، النجف وكربلاء والكاظمية؟؟ وو.. وفي الاهوار؟؟ فمنهم من قضى بطلقات رصاص وحشي، أو من إطلاقة مدفع دبابة دكت عليهم بيوتهم وقراهم.. ومنهم من قضى أيضا بعين السلاح الكيمياوي الذي قضى على إخوة لهم في الشمال!!وفي..؟؟ وفي؟.. سحقتهم آلة وحشية.. إخوة جمعهم ظلم طاغية أرخى بضلال ظلمهم على قلوبنا جميعاًحتى غدت أرضك يا عراق بسعتها مفروشة بأجساد عبادِ!!.. وصارت تصرخ فينا أينما مشينا على سطحها:
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْض إلاّ مِنْ هَذه الأجسادِنعم أديم أرضك يا عراق لم يغدو إلاّ مقابر جماعية، وطابقا تحت أرضك لملايين قضوا ظلماً..****ولكن ما معنى كلمة «مقابر جماعية»؟؟.. من المتعارف عليه أن يعرّف الناس من ووري في مثل هذه المقابر، خاصة عند الكوارث الطبيعية أو الحروب حين يضطر الناس لدفن الضحايا على شكل مجاميع بعد ان تقام الصلوات وعلى قدر الامكان بحسب مراسيم محترمة، إلاّ المقابر الجماعية في العراق!!.. قتل «سكانها» ودفنوا بخلسة وبعيدا عن أنظار أحبتهم أو أنظار من في قلبه رحمة!! لم يبكهم حينها أحد من مملكة الارض!! رعبهم وحشرجاتهم لم يسمعها إلا ملائكة السماء!! حسبي هؤلاء سيكونون شهودا على قساوة أهل مملكة الارض.. نعم فقط السماء كانت شاهدة على تفاصيل تلك الجرائم..بالعادة عندما يولد الوليد تعم الفرحة عند الابويين، يختارون أحلى الاسماء لاعزاء قلوبهم.. لم نعلم يا احبتي سوف تتحول اسمائكم الى ارقام عبثية وحتى تلك الارقام محيت.. أو لم تعد ذات دلالة ومعنى.. في كل مدافن المعمورة والشعوب توضع الشواهد على القبور لتّعرف من توسده أديم أرضها.. وكذلك قتلى الحروب وشهداءها فأن لهم مراسيم خاصة وتكون قبورهم معتنى بها! وفي معظم الاحيان تشرّفهم بلادهم بمسلة تسطّر عليها اسماء الشهداء مع نبذة مختصرة عنهم وسبب قتلهم مع تاريخ استشهادهم.. إلاّ انتم؟!!..****سابحث عنكم أحبتي ما بقي في القلب نبض.. يا رب الرحمة يا ترى أين هي تلك البقعة التي إحتضنت أحبتي، تلك التربة التي كانت احن من البشر .. الكثير منهم دفنوا فيها أحياء .. إن لم يقضوا في سجون الطاغية.. قساوة ما بعدها قساوة.. قساوة عصية حتى على القلم ليسطرها لمن يقرأ.. كنت في الثمانينيات تنتابني حالات هلع وهستريا كنت ابكي واصرخ لم اعلم لماذا؟ علّها انها كانت ساعات منيتكم يا احبتي.. منية، يقال انهم يخبروهم بها قبل ليلة.. ما أقسى تلك اللحظات عليكم.. يا ترى ما جال بخاطركم أحبتي؟ أتراكم كنتم تقرأون القرآن وهل سمحوا لكم بذلك؟؟.. أم تراكم ذكرتمونا!!.. وكما يقول ذلك المحكوم ليلة إعدامه حين يخاطب ويوصي والديه، ويقول ضمن قصيدة طويلة:
أبـتــاه مـــاذا قـــد يــخــطّ بـنـانــيوالـحـبــل والــجـــلاد يـنـتـظــرانِهـــذا كـتــاب إلـيــكَ مـــن زنـزانــةمــقـــرورةٍ صـخــريــة الــجـــدرانِلـــم تـبــق الا لـيـلــة أحــيــا بــهــاوأحـــــس ان ظـلامــهــا أكـفــانــيسـتـمـر يـــا أبـتــاه لـســت اشــــكفـى هــذا وتحـمـل بعـدهـا جثمـانـي****
عذراً.. عذراً يا أحبتي.. مرّت بلا شك، ولكن لم يكن لحمل جثامينكم من سبيل ولا من وسيلة ان تلف اجسادكم بأكفان..وقضى أبي بكم منكسر القلب، وتوفيت أمي بغربتها ملتاعة الوجدانلم تحمل سواعدكم نعوشهم.. كما تجري العادة بأن يحمل الولد نعش أبويهولا نحن حملت سواعدنا نعوشكم !!****
أماه.. اجلس عند قبرك باللّه عليك خبريني اين قبور اخوتي.. أماه لقد ضاقت الدنيا بي.. هناك من يقول يازهراء.. اصبري!! ثلاثون سنة صبرناها، أليس هذا بكافٍ؟ وهناك من يخبرني ان سمعت قصص موتاهم ستموتي حزنا!! انا مت يوم فراقهم.. بقيت جسدا بلا روح..
أقول وقد شاقتنيَ الريحُ سحرةًومَنْ يذكرِ الاوطانَ والأهلَ يَشْتَقِألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتُّتٍويُجْمَعُ هذا الشملُ بعدَ تفرُّقِ****
تمر سنين وأعوام ونكبر، لكن صوركم هي، هي في الذاكرة كما كانت يوم فراقكم عنا قسراً.. عندما أمرض أراكم حولي بابتساماتكم.. مصطفي يضع يده على رأسي ويقول مابك يا أختي يا زهراء؟ لماذا تبكين ولماذا هذا الحزن.. بكائكِ يحزننا جميعا.. أقسم باللّه استيقظ من نومي وآلامي كلها قد اختفت، أرى زهيراً واقفا بعيداً عن اخوتي بابتسامته التي كانت لاتفارق وجهه المشرق، هل هذايعني جلادك يازهير قتلك بعيداً عن اخوتك؟؟ياصغيري زهير اقف عند البحيرة وارمي تلك الزهور الحمراء ارى وجهك كالنور يتلالء بين الامواج..أين قبرك يا مصطفى..أين قبرك يا فاضل..أين قبرك يا ابراهيم..أين قبوركم يا زهير ويا فلاح..أين قبرك ياعلاء..وأين قبرك يا محمد..أين قبرك يا سامان.. وأين قبرك يا صالح..أين قبرك يا سلمان.. وأين قبر اخيك عمران.. أين قبرك ياطه..أين قبرك يا ماجدأين قبرك يا طارقأين قبرك يا نبيلأين قبرك يا صادق..وو.. وأين قبر فلان؟.. وفلان؟..****
قبوركم تناثرت هنا وهناكوقبور آخرين مثلكم.. و مثلي أخواتهم وأمهاتهم يندبونهم ليل نهار..لم يعلم الجلاد حين نثر قبوركم وقبور آخرين مثلكمانما غدت هذه بذور حرية، سقاها دمكم العبيطقرابين وقرابين صارت زرعا ثماره أينع فجراً جديداًلتشرق على كل العراق ولو بعد سنين شمس الحريةلتزيحه هو الجلاد وظلامه.. لتحيوا أنتم في قلوبنا، وفي ضمير التاريخ خالدينوالله هو الغالب
https://telegram.me/buratha