المقالات

كتاب الامير تحت وسادة الحكام

2027 09:56:00 2011-04-01

صلاح السامرائي

ظهر في القرن الخامس عشر بمدينة فلورنسا في ايطاليا رجل يدعى ميكافيلي وكان احد المفكرين والفلاسفة في ذلك العصر واعتبر مؤسس التنظير السياسي ومرجعا للعلوم السياسية وله بعض المؤلفات واشهرها ( كتاب الامير ) الذي اصبح بعد ذلك منهجا ينظم حركة الحكام والامراء ويحدد الاولويات الواجب اتباعها كخطوات عملية وقد ركز في هذا الكتاب ايضا على المنفعة الشخصية والنفوذ المتمثل بالسلطة وقد شخص الصراع القاتل ما بين الحاكم والشعب على السلطة واجاز امكانية قمع الشعب من قبل السلطة الحاكمة ضمن مجريات الصراع واباح استخدام كل الوسائل والاساليب في الصراع السياسي وهو صاحب مبدا ( الغاية تبرر الوسيلة ) ووفق هذا المبدأ برر القمع والقسوة والوحشية التي ينتهجها الحاكم من اجل تحقيق البقاء في السلطة وهذه بعض اطروحاته التي جاءت نتيجة تجربته كعامل لدى الحكومة وفي دواوينها واتصاله بالبلاط الملكي .كما يذكر التاريخ لنا بعض النماذج التي انتهجت واعتمدت على افكار ميكافيلي من حكام عرفوا بالوحشبة والقسوة والدكتاتورية من امثال موسوليني الذي قدم اطروحته للدكتوراه حول كتاب الامير والشخصية الاخرى ادولف هتلر الذي اعتاد قراءة كتاب الامير قبل نومه كما واتخذه بسمارك منهجا عمليا في عمله السياسي في المانيا وغيرهم من الحكام المرضى بالوحشية والتسلط والدكتاتورية فهو استاذ الجبابرة وبمثابة الملهم لهم .وفي وطننا العربي ظهرت مجموعة من الحكام الميكافيليين الذين تفوقوا على من سبقوهم في اتباع التعاليم والافكار الاميرية الميكافيلية والسير على الخطى الموضوعة ليغترفوا من منهل علمه ويتمكنوا من ادارة صراعاتهم مع شعوبهم من اجل البقاء في سدة الحكم متناسين دينهم وتاريخ شعوبهم واعرافهم ليثبتوا انهم من حفاظ كتاب الامير ومن مناصرين مؤلفه الذي اكد على انه لاصلة بين الاخلاق والسياسة وان مفهوم الدين عنده عبارة عن اداة يستخدمها الحاكم للسيطرة على الشعب الذي يتعاطف مع معتقداته الدينية والحال واضحة اليوم على الساحة العربية ومن خلال مجريات الاحداث تنكشف الحقائق وان الشعوب العربية وعت اللعبة التي يمارسها الحكام ولهذا ثارت على كل ما يؤمنون به من افكار ومعتقدات دخيلة سواء علموا بميكافيليتهم ام لم يعرفوا فالجرائم التي نفذتها الحكومات العربية ابشع مما نفذتها رموز الظلم العالمي فجميع الحكام العرب وضعوا كتاب الامير تحت وسائدهم وحفظوه عن ظهر قلب تلذذوا باتخاذه منهجا ولكن غضب الشعوب صار بركانا ولايوقفه الا الخلاص من كتاب الامير ولكل بداية نهاية .. يا ابناء ميكافيلي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك