علاء التريج حقوقي ومستشار نفسي
هذا الاكتشاف العلمي يمكن الاستفادة منه في مجالات شتى على المستوى الاجتماعي والسياسي والتاريخي... و قد يحل الكثير من الالغاز التي صعبت على مؤسساتنا السياسية حلها ويبين سبب التراجع في الحالة الاسلامية العراقية بشكل خاص, ومن المؤسف حقا اننا نمتلك ارث تاريخيا سبق هذه الاكتشافات العلمية بقرون لكننا لم نحسن قراءة ذلك التاريخ كما ينبغي واصبحنا نستعين باهل الارض ونترك اهل السماء, وفي تصوري ان ذلك يعود الى مجاراة الشارع والتشخيص الغير دقيق والاستغراق في جزئيات القضايا وترك الكليات.اجتهد الكثير من المحققين في تفسير سنة ( قول او فعل او تقرير ) النبي والائمة المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين ومن هذه الاجتهادات ( لماذا اختار النبي ( ص واله ) اشخاص معينين دون سواهم, وكذلك لماذا قام علي ( ع ) بتغيير الولاة بعد ان استلم الخلافة الاسلامية حيث كان البعض منهم لم يخطر بباله ان يشغل منصب كهذا فضلا عن الاخرين, ايضا ذلك ينطبق على جميع الائمة المعصومين في اختيار الثقات من بين الناس وهذا يبد جليا عند اختيار الامام المهدي ( عج ) احد السفراء وفي نفس الوقت كان هناك من هو اكثر اهمية من الناحية العلمية...), قد يقول قائل ان هؤلاء لديهم علم لدني او انهم معصومين؟ هذا كلام رده اهل العلم باعتبار ان النبي (ص واله ) واهل بيته اسوة حسنة للمؤمنين. عند ايمان الانسان بالله تعالى، تعمل منطقة في الدماغ ببطء أكثر تدعى القشرة الأمامية cingulate. ان دور هذه المنطقة من الدماغ تُستخدم للتنبؤ بالمستقبل، وتحذرنا ما إذا كانت الأحداث التي تجري تماثل ما كنا نتوقعه.ففد قام أطباء الأعصاب في جامعة تورنتو في كندا بإخضاع مجموعتين من أفراد مؤمنين و غير مؤمنين ،للماسح الضوئي( السكانر)، واجروا اختبارات ذهنية حيث كان عليهم توقع الجواب ، ومن ثم استبيان الاجوبة الصحيحة.ان النتائج اظهرت التالي:لدى غير المؤمنين، يتم تنشيط القشرة cingulate بقوة في حالة الخطأ: إنها تشير على أن النتيجة لا تطابق التوقع.لدى المؤمنين، يتم تنشيط القشرة بدرجة أقل بكثير، عندما يحدث حدث لا يتوافق مع تطلعاتهم، فإنه يثير رد فعل أقل حدة مما عليه لدى الآخرين, وبالتالي الدين يقلل من ردود الفعل على الاخفاق الغير متوقع. كما هناك اضطرابات نفسعصبية أخرى هي أكثر انتشارا بين من لا يؤمنون بالله تعالى.الفوائد من ذلك: ان القشرة الأمامية cingulate التي تعمل ببطء تخفض مستوى التوتر؛ مما يقل الاهتمام بالغموض الذي يلف المستقبل و يكون أكثر قبولا لقدر الله تعالى، ولكن بضغط اقل, مما يجعل ردود الافعال تتسم بالعقلانية بعيدة عن التخبط.يعتبر الدين من قبل العديد من الباحثين في السنوات السابقة مضادا للقلق والكثير من الامراض النفسية حيث اثبتت احد الإحصاءات في امريكا ان نسبة الانتحار بالنسبة للمسلمين الذين يترددون على المساجد نسبة (0% ) والمسلمين غير الملتزمين عدد قليل جدا لا اتذكره باعتبار ان هذه الاحصائية اطلعت عليها قبل اكثر من خمسة عشر عاما, لكن المسيحين الذين يترددون على الكنائس كانت نسبتهم ( 1% ) واما المسيحيين الغير ملتزمين فكانت نسبتهم عالية ولا اتذكرها ايضا, واما الملحدين فهم يشكلون الغالبية بين المنتحرين.ان الادلة تشير على عكس ما كان ينظر له وثبتت الاحصائيات ان عدم الإيمان بالله هو من يغير الدماغ ، وليس الإيمان بالله تعالى, وهنا نستطع ان نطبق ما نقل عن النبي الاكرم ( ص وله ) ( ان الطفل يولد مسلما وابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ), او بمعنى اخر انها الفطرة التي فطر الله تعالى الانسان عليها. كما اثبتت الإحصاءات الجديدة ان القشرات الدماغية لغير المؤمنين تثار بصورة مختلفة تماما عندما يكونون على خطأ... وإن عدم الإيمان بالله عامل هام في رفع مستوى التوتر الى حد كبير جدا، وإن فرط اثارة القشرة الدماغية cingulate لدى الملحدين تعد من مسببات اضطرابات القلق التي تكون ردود افعال اكثرها غير محسوبة بشكل دقيق وبالتالي يؤدي الى نتائج وخيمة على المؤسسة التي يعمل بها.ان الاكتشاف العلمي يبين لنا عظمة هذا الدين وفشل مقولة اختيار اشخاص اقل تدينا للعمل في المؤسسات السياسية على اساس التخصص فقط, نحن لسنا ضد التخصص لكننا مع الحالة الوسطية وهي التخصص مع الايمان, والايمان هو نسبي من شخص الى اخر, كما ان تعريف المؤمن مختلف عليه بين الفقهاء وكما هو الحال في تعريفه لدى الامام الخوئي ( قدس سره ) والامام محمد باقر الصدر ( قدس سره ), و اما مبدأ التخصص هو اكذوبة سياسية في العراق, فما علاقة الطب بالسياسة والقانون وما علاقة السياسية والقانون بعلم الكيمياء, الحقيقة انها لعبة الالقاب والمحسوبيات من اجل اعطاء اهمية لا حقيقة لها, نعم لو قيل ان عامل الخبرة بدلا من التخصص لكان اكثر مقبولية.ان هذا الاكتشاف يرد بشكل واضح على الداعين الى علمنة الحركات الاسلامية وهذا الموضوع يحتاج الى بحث خاص لا يسع المجال اليه الان. لكن الذي اردت اثباته ان مقولة ان نأتي برجل اقل تدين وصاحب اختصاص افضل من الاكثر تدين ولا يملك اختصاص على امل ان يزرع فيه روح الالتزام بالدين مقولة غير منطقية, بل العكس صحيح, ان نجعل الاكثر تدينا يتخصص وهو الاقرب والاسرع في بلوغ الغايات, وهذا المعنى ما نقل عن الصادق ( ع ) ( من شب على شئ شاب عليه ), فتغير الاختصاص قد يأخذ بضع سنين لكن بناء الانسان روحيا بعد ان شب على غير ذلك لن يحصل, فهم صم بكم عمي لا يرجعون. في الموضوع القادم سنكتب حول قصة الرجل الملقب بالشيخ احمد الوائلي ( البصراوي ) والتي لها علاقة بهذا الموضوع.
https://telegram.me/buratha