المقالات

اكتشاف علمي( علاقة الدين بالعمل المؤسساتي )

1128 10:07:00 2011-04-01

علاء التريج حقوقي ومستشار نفسي

هذا الاكتشاف العلمي يمكن الاستفادة منه في مجالات شتى على المستوى الاجتماعي والسياسي والتاريخي... و قد يحل الكثير من الالغاز التي صعبت على مؤسساتنا السياسية حلها ويبين سبب التراجع في الحالة الاسلامية العراقية بشكل خاص, ومن المؤسف حقا اننا نمتلك ارث تاريخيا سبق هذه الاكتشافات العلمية بقرون لكننا لم نحسن قراءة ذلك التاريخ كما ينبغي واصبحنا نستعين باهل الارض ونترك اهل السماء, وفي تصوري ان ذلك يعود الى مجاراة الشارع والتشخيص الغير دقيق والاستغراق في جزئيات القضايا وترك الكليات.اجتهد الكثير من المحققين في تفسير سنة ( قول او فعل او تقرير ) النبي والائمة المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين ومن هذه الاجتهادات ( لماذا اختار النبي ( ص واله ) اشخاص معينين دون سواهم, وكذلك لماذا قام علي ( ع ) بتغيير الولاة بعد ان استلم الخلافة الاسلامية حيث كان البعض منهم لم يخطر بباله ان يشغل منصب كهذا فضلا عن الاخرين, ايضا ذلك ينطبق على جميع الائمة المعصومين في اختيار الثقات من بين الناس وهذا يبد جليا عند اختيار الامام المهدي ( عج ) احد السفراء وفي نفس الوقت كان هناك من هو اكثر اهمية من الناحية العلمية...), قد يقول قائل ان هؤلاء لديهم علم لدني او انهم معصومين؟ هذا كلام رده اهل العلم باعتبار ان النبي (ص واله ) واهل بيته اسوة حسنة للمؤمنين. عند ايمان الانسان بالله تعالى، تعمل منطقة في الدماغ ببطء أكثر تدعى القشرة الأمامية cingulate. ان دور هذه المنطقة من الدماغ تُستخدم للتنبؤ بالمستقبل، وتحذرنا ما إذا كانت الأحداث التي تجري تماثل ما كنا نتوقعه.ففد قام أطباء الأعصاب في جامعة تورنتو في كندا بإخضاع مجموعتين من أفراد مؤمنين و غير مؤمنين ،للماسح الضوئي( السكانر)، واجروا اختبارات ذهنية حيث كان عليهم توقع الجواب ، ومن ثم استبيان الاجوبة الصحيحة.ان النتائج اظهرت التالي:لدى غير المؤمنين، يتم تنشيط القشرة cingulate بقوة في حالة الخطأ: إنها تشير على أن النتيجة لا تطابق التوقع.لدى المؤمنين، يتم تنشيط القشرة بدرجة أقل بكثير، عندما يحدث حدث لا يتوافق مع تطلعاتهم، فإنه يثير رد فعل أقل حدة مما عليه لدى الآخرين, وبالتالي الدين يقلل من ردود الفعل على الاخفاق الغير متوقع. كما هناك اضطرابات نفسعصبية أخرى هي أكثر انتشارا بين من لا يؤمنون بالله تعالى.الفوائد من ذلك: ان القشرة الأمامية cingulate التي تعمل ببطء تخفض مستوى التوتر؛ مما يقل الاهتمام بالغموض الذي يلف المستقبل و يكون أكثر قبولا لقدر الله تعالى، ولكن بضغط اقل, مما يجعل ردود الافعال تتسم بالعقلانية بعيدة عن التخبط.يعتبر الدين من قبل العديد من الباحثين في السنوات السابقة مضادا للقلق والكثير من الامراض النفسية حيث اثبتت احد الإحصاءات في امريكا ان نسبة الانتحار بالنسبة للمسلمين الذين يترددون على المساجد نسبة (0% ) والمسلمين غير الملتزمين عدد قليل جدا لا اتذكره باعتبار ان هذه الاحصائية اطلعت عليها قبل اكثر من خمسة عشر عاما, لكن المسيحين الذين يترددون على الكنائس كانت نسبتهم ( 1% ) واما المسيحيين الغير ملتزمين فكانت نسبتهم عالية ولا اتذكرها ايضا, واما الملحدين فهم يشكلون الغالبية بين المنتحرين.ان الادلة تشير على عكس ما كان ينظر له وثبتت الاحصائيات ان عدم الإيمان بالله هو من يغير الدماغ ، وليس الإيمان بالله تعالى, وهنا نستطع ان نطبق ما نقل عن النبي الاكرم ( ص وله ) ( ان الطفل يولد مسلما وابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ), او بمعنى اخر انها الفطرة التي فطر الله تعالى الانسان عليها. كما اثبتت الإحصاءات الجديدة ان القشرات الدماغية لغير المؤمنين تثار بصورة مختلفة تماما عندما يكونون على خطأ... وإن عدم الإيمان بالله عامل هام في رفع مستوى التوتر الى حد كبير جدا، وإن فرط اثارة القشرة الدماغية cingulate لدى الملحدين تعد من مسببات اضطرابات القلق التي تكون ردود افعال اكثرها غير محسوبة بشكل دقيق وبالتالي يؤدي الى نتائج وخيمة على المؤسسة التي يعمل بها.ان الاكتشاف العلمي يبين لنا عظمة هذا الدين وفشل مقولة اختيار اشخاص اقل تدينا للعمل في المؤسسات السياسية على اساس التخصص فقط, نحن لسنا ضد التخصص لكننا مع الحالة الوسطية وهي التخصص مع الايمان, والايمان هو نسبي من شخص الى اخر, كما ان تعريف المؤمن مختلف عليه بين الفقهاء وكما هو الحال في تعريفه لدى الامام الخوئي ( قدس سره ) والامام محمد باقر الصدر ( قدس سره ), و اما مبدأ التخصص هو اكذوبة سياسية في العراق, فما علاقة الطب بالسياسة والقانون وما علاقة السياسية والقانون بعلم الكيمياء, الحقيقة انها لعبة الالقاب والمحسوبيات من اجل اعطاء اهمية لا حقيقة لها, نعم لو قيل ان عامل الخبرة بدلا من التخصص لكان اكثر مقبولية.ان هذا الاكتشاف يرد بشكل واضح على الداعين الى علمنة الحركات الاسلامية وهذا الموضوع يحتاج الى بحث خاص لا يسع المجال اليه الان. لكن الذي اردت اثباته ان مقولة ان نأتي برجل اقل تدين وصاحب اختصاص افضل من الاكثر تدين ولا يملك اختصاص على امل ان يزرع فيه روح الالتزام بالدين مقولة غير منطقية, بل العكس صحيح, ان نجعل الاكثر تدينا يتخصص وهو الاقرب والاسرع في بلوغ الغايات, وهذا المعنى ما نقل عن الصادق ( ع ) ( من شب على شئ شاب عليه ), فتغير الاختصاص قد يأخذ بضع سنين لكن بناء الانسان روحيا بعد ان شب على غير ذلك لن يحصل, فهم صم بكم عمي لا يرجعون. في الموضوع القادم سنكتب حول قصة الرجل الملقب بالشيخ احمد الوائلي ( البصراوي ) والتي لها علاقة بهذا الموضوع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهند الكردي
2011-04-02
الموضوع جيد ولكن ما يحصل في العراق ليس له علاقة بالموضوع فلا المتدين اعطي منصبا ولا المتخصص اعطي منصبا فمعيار المناصب واحقيتها هي الطائفة والحزب القرابة العلاقات وهذة المعايير ليس لها علاقة بموضوع الكاتب فالعراق الجديد لم نرى فيه لا تخصص ولا تدين نعم رأينا سبحة ومحبس ورأينا قاط وسكسوكة وسفسطة كلام ولم نرى غير ذلك
عراقي
2011-04-01
موضوع ذو ابعاد وفائدة كبيرة وهو موضوع بحث لايستهان به وحبذا لو استبدل المؤمن المتدين بالملتزم فكما للمؤمن عدة تعريفات قد لاتخدم مهنة ما لكن الملتزم ان لم يجيد امر ما فأنه لايضر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك