واثق البدران
بعد دخول القوات الخليجية المسماة ( درع الجزيرة) الى دولة البحرين الشقيقة لـقمع شعبها المنتـفض على نظام الحكم عمت الأوساط الجماهيرية في مختلف الدول ولا سيما في اوساط الموالين لأهل البيت عليهم السلام موجات غضب واستياء وشجب واستنكار لما قامت به هذ القوات الطائفية الحاقدة وما ارتكبته من مجازر وحشية ضد المدنيين الأبرياء العزل ومن جملة الخطوات المتخذة للتعبير عن رفض وإدانة هذه الجرائم الخطوة التي اقدم عليها مجلس محافظة البصرة والتي تمثلت بمقاطعة البضائع السعودية وعدم تداولها في الأسواق البصرية.
قرار مقاطعة البضائع السعودية جاء استجابة لنداء الشارع البصري حسب قول المسؤولين في مجلس محافظة البصرة ولا أريد أن أعلق على كون هذا القرار صحيحاً أو خاطئاً فقد جاء كرد فعل للفعل القبيح الذي ارتكبته القوات السعودية - التي تشكل العمود الفقري لهذه القوات الخليجية - ضد اخواننا المظلومين من ابناء شعب البحرين الصابر الممتحن ولكن أريد فقط من اخواننا الكرام في مجلس المحافظة أن يقدموا لنا تفسيراً عن خبر تعاقد المجلس الموقر مع احدى الشركات (الخليجية) وهي شركة (داو الجميح) الاماراتية لانشاء محطة توليد كهرباء بطاقة 150 ميكاواط تنفذ على مدى ثلاث سنوات حيث ان الامارات العربية تعتبر جزءاً من قوات الدرع الخليجية التي تساهم في قمع اخواننا البحارنة وقد اشتركت فعلاً وارسلت العديد من قوات الشرطة الى المنامة عاصمة البحرين كذلك فعلت الجارة الخليجية الاخرى قطر.
إن دعوات المقاطعة التي تعالت مع صيحات الشجب والاستنكار لم توجه للسعودية فقط كما يعلم اخواننا في مجلس محافظة البصرة حيث طالب بعض النواب والسياسيين بقطع العلاقة مع السعودية والامارات وطرد سفيريهما في بغداد أو استدعائهما من قبل الحكومة العراقية للتعبير عن موقف العراق مما يجري في البحرين الشقيقة.
كلنا نعلم ازمة الكهرباء المزمنة التي يعاني منها العراق لكن اذا كانت مواقفنا مبنية على مبدأ واخلاق فلا يجب أن نلتف على هذا المبدأ وعلى هذه الأخلاق فنظهر أمام الآخرين مذبذبين في اتخاذ مواقفنا .انا أعرف ان هذه الشركة وغيرها من الشركات الخليجية زارت البصرة للاطلاع ميدانياً على مناخها الاستثماري قبل أحداث الانتفاضة الشعبية في البحرين بفترة طويلة من الزمن ولكن بعد هذه الانتفاضة وبعد ما جرى على شعب البحرين المظلوم على يد هذه الأنظمة الخليجية فالموقف العراقي المسؤول والشجاع يفترض أن يتغير ويفترض كذلك أن يعاد النظر في الكثير من القضايا المتأثرة بمثل هذه الاحداث وأن يجرى تقويم واعادة حسابات الربح والخسارة والأضرار التي تلحق بمصالح العراق وشعبه . ما أكثر الشركات الاجنبية كالشركات الصينية واليابانية والكورية وغيرها الكثير وكلها تريد الفوز بعقود استثمار في العراق في مختلف القطاعات ومنها قطاع الكهرباء فهل يتوقف تزويد البصرة بالكهرباء على شركة (داو الجميح) الاماراتية ؟!
قد يسأل سائل وما دخل شركة الجميح المحسوبة على القطاع الخاص بمواقف حكومة الامارات من انتفاضة البحرين لكن هذا السؤال يفقد قيمته اذا علمنا أن الأمراء وأفراد الأسر في أغلب دول الخليج تتحكم بنسب كبيرة من عائدات شركات القطاع الخاص لديها لهذا يجب التعامل معها بنفس الموقف فالشركات الاماراتية لا تختلف عن مثيلاتها السعودية سواء صدرت لنا الكهرباء أو مشتقات الحليب.
https://telegram.me/buratha