المقالات

تناقضات من العملية السياسية في العراق

1324 18:21:00 2011-04-01

عبدالله الجيزاني

منذ ان تسلط البعث الصدامي على رقاب الشعب العراقي،وظهرت المعارضة لممارسات هذا النظام،برزت رموز لهذه لمعارضة، واستمرت الى حد سقوط النظام في عام 2003 لتشكل قطب الرحى في عملية اعادة بناء العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،ولايختلف اثنان على دور المجلس الاعلى والحزبين الكرديين سواء في معارضة النظام او في اعادة البناء،حيث ان المجلس الاعلى يستند في عمله السياسي الى المرجعية الدينية،وهو لمن يدقق ليس بحزب بمعنى التحزب المفهوم لدى الناس،اذن هو وريث شرعي لكل المواقف التي اتخذتها المرجعية الدينية ضد البعث ابتداء بمرجعية الامام الحكيم الى مرجعية الامام السيستاني،وهذا الارث الكبير سخره قادة المجلس الاعلى في التصدي للنظام المقبور،وفي عملية اعادة بناء البلد،ويظهر من خلال متابعة مجريات العملية السياسية غياب الروح الحزبية في تعامل المجلس الاعلى مع القوى السياسية التي استغلت غياب هذا الحس في الاستحواذ على المناصب والمواقع الحكومية بدون استحقاق،في حين تخلى المجلس الاعلى عن استحقاقة رغم ان الجميع يجزم ان النتائج التي حصل عليها الائتلاف االوطني في الدورتين الانتخابيتين الاولى والثانية كان معظمها للمجلس الاعلى الذي قاد حملاتها الدعائية بشكل شبه منفرد،والنتيجة ان حصل في كلا الدورتين على وزارتين فعليتين ومنصب نائب رئيس الجمهورية،وحتى في الانتخابات الاخيرة حصل المجلس الاعلى على اكثرية اصوات قائمة الائتلاف الوطني،لكن طبيعة قانون الانتخابات ادت الى ذهاب هذه الاصوات الى الشركاء الاخرين،ورغم هذا لم يحصل المجلس الاعلى على استحقاقه في الحكومة الحالية، بل لم يحصل على اي منصب او موقع حكومي،هذا في حساب الارقام،اما في حساب الثقل السياسي،فمن يستطيع ان ينكر الثقل السياسي للمجلس الاعلى في العملية السياسية،ومتى حلت اي عقدة في هذه العملية دون ان يكون للمجلس الاعلى وقيادتة موقع الصدارة في الحل،منذ انطلقت العملية الى اليوم،ولعل اخر مبادرات الحل هو طرح السيد عمار الحكيم للطاولة المستديرة والتي رفضت اول الامر ممن كان للمجلس الاعلى الدور الاكبر في وجودهم في العملية السياسية،لكنهم عادوا ليجلسوا الى هذه الطاولة عندما دعى اليها الاستاذ مسعود البرزاني،وشارك بها المجلس الاعلى وبفعالية،ولم يقف عند رفضها في بداية الامر ليثبت حقيقة أهدافه وما يريده من العملية السياسية،ان مايجري بحسن او سوء نية من تهميش للمجلس الاعلى،وبكل المقاييس لن يغير من واقع الامر شي،لانه المجلس الاعلى اكبر من كل تهميش او استهداف وهذا مااثبتته التجارب وما محاولات النظام المباد التي استخدم فيها كل الوسائل لغرض النيل من مركزية المجلس الاعلى كقطب رئيسي في صفوف المعارضة،لكنها ارتدت جميعها الى نحر هذا النظام،وماجرى بحق المجلس الاعلى بعد سقوط النظام من استهداف بالدعايات والاشاعات المغرضة،وفقدان قائدة ومؤسسة شهيد المحراب وبعدها عزيز العراق،كل هذه العوامل لوتعرض لبعضها اللذين يسعون لاخفاء دور المجلس لاصبحوا اثر بعد عين،وهؤلاء سيجدوا يوما ان كل اعمالهم التي استهدفت المجلس الاعلى سترد عليهم،لانه دور المجلس الاعلى هو قيادة الامة نحو مصالحها وهذه القيادة لاتنحصر في الحكم،وستعي الامة من يريدها ومن يريد منها اصواتها ليتسلط بها عليها،واما الزبد فيذهب جفاء...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك