مقال الكاتب والإعلامي قاسم العجرش
هو: رجل طلبت منه الحرباء تعليمها دروساً في التنكر وتغيير الجلد... ظهر وسط الزحام السياسي في بلد وجد نفسه أنه يحتاج الى دماء جديدة، فكان في الساحة الإعلامية بصوته الجهير.. يمكنك أن تجده متحدثاً عن كل شيء:القضايا الأمنية، السياسة الخارجية وأحداث الساعة، الرياضة، الأسرة والزواج، مشكلات موسم الحج، وإنفلونزا الخنازير!.. ولأن في ملاعب السياسة، هناك من بات خبيرا في التلون واللعب على الحبال كل الحبال.. ويبدو أن الرجل ومن على شاكلته مفيد جداً للذين يجلسون فوق.!... يتعثر ويتلعثم كلما تكلم، ولكنه مع ذلك يتكلم.. ومثل شاحنة "سكس ويل" ترتج علي طريق طريبيل القديم يرتكب الكوارث إذا انطلق في حديثه، فيقع في المحظور ويثير دعوات أصابها العفن... والأرنب إذا يخرج من قبعة الساحر، يصفق الجمهور للساحر وليس للأرنب !...وكل ما سيناله رأس جزر مثل سفروت عادل إمام..تسأل أحدهم عن هواياته فيجيبك أنه يهوى القراءة، الآخر قد يهوى السياحة، وصاحبنا يهوى السباحة ولكن عكس التيار، فهوايته الأولى وربما الوحيدة هي إثارة الضجيج حول أي شيء وكل شيء.... في بلد مليء بالغبار هوايته إثارة الغبار، وهو قد يهيل التراب على أي شخص أو إنجاز، وحتى على نفسه، لمجرد تسليط الأضواء عليه ولفت انتباه المراسلين وعدسات المصورين، فمن أجل قناة الـ (...) الفضائية "كلشي يهون"!... النتيجة لا تهم.... ومن خانة إلي خانة ومن حزب إلي حزب ومن كتلة الى كتلة، ومن مؤسسة إعلامية غلى أخرى نقيضة يتنقل.. يبدو هذا الرجل لغزاً كبيراً، وهناك من يفسر الأمر ببساطة على أنه رغبة في الشهرة والاستئثار بالأضواء وإدمان على الظهور. فالمهم بالنسبة له هو الضجة في حد ذاتها... المشكلة أنه سقط في فخ النميمة والحكايات المذمومة، المجموعة المحيطة به تقول إنه تغوَّل وتفرعن، ولم يعد قطاره قادراً علي التوقف في أي محطة، كأنما أصابت المكابح مشكلة، وغابت القدرة على وقف هذا الاندفاع.. الرجل أغلق عينيه وأصم أذنيه حتي لا يرى أو يسمع ما يؤرق ضميره، إن كان له ضمير...سلام....
https://telegram.me/buratha