المقالات

أديم المعارف

973 12:21:00 2011-04-02

حسن الهاشمي

لشد ما تشطرا ضرعيها من عطاءات مادية ومعنوية لها أول وليس لها آخر. والسائح اللبيب حين يتخطى الرقاب سيحا وتأملا واستغراقا يتضوع من نسائمها التي تتقاذفه ذات الشمال وذات الجنوب وتتجاذبه قوة غيبية ذات الشرق وذات الغرب. وبين تلك وذينك يعيش أجواء قلما يجد لها مثيلا في العالم، وينتشي انتشاء لا مثيل له في الوجود، ويحتفي بشربه نخب المودة والعشق، وهو يرفل بهالة تغييرية لا يفيق منها إلا وهو يشعر ببراءات الطفولة وعطاءات الشبيبة ورشديات الكهولة وحكميات الشيخوخة. وفي تلك الأجواء المفعمة تتهادل من بين ثناياها جدائل معرفية وتنموية ومعنوية، وتنسدل على وجهها الحسن وصدرها الرحب فترسم صورة تختالها باحات عطاء وواحات إخاء وفضاءات هي خضراء ولا خضرة بلاد السواد.أينما وليت وجهك فثمة وجه الحقيقة والصواب والرشاد والنقاء. جدران وسقوف وأعمدة وأروقة ومشاهد وما عليها من ذهب وفضة وزخارف وأزهار ومرايا ملونة وما تسمع في أجوائها من أوراد وتضرع وتوسل وتنسك واستفاضة واستزادة. كل تلك المحطات تزيل عن قلب الواحد منا صدأ الغوائل والأحقاد والذنوب والمشاكل، وتضخه بهالة وضاءة من أنوار الهداية والتقرب والتبتل والخشوع، وتصيره كتلة ملتهبة من عطاءات لا تبور ومناقبيات تقضي على كل رين وحقد وإحن في النفوس. شذى الحرية يعبق من كل ناحية وزاوية، يردد صدى اللاءات الموجعة الموجهة للمتمردين عليها، والذين كادوا أن يعقروها وها هو نسغهم يترائى عليها للقاصي والداني لا يمحى إلا بالدم ورائحة البارود. هكذا يتعلم منه الهائمون على أعتابه يأخذون منه ويستلهمون، نعم إنه هو الذي غسل عارها وشنارها، وهو الذي قدمها للإنسانية على طبق من ذهب، حينما خط بدمه الطاهر كفى بك ذلا أن تعيش وترغما... فكانت تلك الفضاءات بحق أديم الثقافة الخضراء ومروج علوم أهل البيت عليهم السلام، الملفعة بأزهار الولاية، والمعبقة بفضاءات يتضوع نسائمها القاصي والداني في الحرم المقدس والرحاب الطاهر لأبي عبد الله الحسين عليه السلام. لا يزال أريجه وشذى عبقه يشد ويأسر العاشقين الذين يتوافدون زرافات ووحدانا، لانتشاء الروح بجلالة المنظر ومهابة المزور وغزارة ما تتدثر به من خيرات حسان، وعلوم جمة، وبركات لا شية فيها ولا هزال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك