المقالات

أديم المعارف

1046 12:21:00 2011-04-02

حسن الهاشمي

لشد ما تشطرا ضرعيها من عطاءات مادية ومعنوية لها أول وليس لها آخر. والسائح اللبيب حين يتخطى الرقاب سيحا وتأملا واستغراقا يتضوع من نسائمها التي تتقاذفه ذات الشمال وذات الجنوب وتتجاذبه قوة غيبية ذات الشرق وذات الغرب. وبين تلك وذينك يعيش أجواء قلما يجد لها مثيلا في العالم، وينتشي انتشاء لا مثيل له في الوجود، ويحتفي بشربه نخب المودة والعشق، وهو يرفل بهالة تغييرية لا يفيق منها إلا وهو يشعر ببراءات الطفولة وعطاءات الشبيبة ورشديات الكهولة وحكميات الشيخوخة. وفي تلك الأجواء المفعمة تتهادل من بين ثناياها جدائل معرفية وتنموية ومعنوية، وتنسدل على وجهها الحسن وصدرها الرحب فترسم صورة تختالها باحات عطاء وواحات إخاء وفضاءات هي خضراء ولا خضرة بلاد السواد.أينما وليت وجهك فثمة وجه الحقيقة والصواب والرشاد والنقاء. جدران وسقوف وأعمدة وأروقة ومشاهد وما عليها من ذهب وفضة وزخارف وأزهار ومرايا ملونة وما تسمع في أجوائها من أوراد وتضرع وتوسل وتنسك واستفاضة واستزادة. كل تلك المحطات تزيل عن قلب الواحد منا صدأ الغوائل والأحقاد والذنوب والمشاكل، وتضخه بهالة وضاءة من أنوار الهداية والتقرب والتبتل والخشوع، وتصيره كتلة ملتهبة من عطاءات لا تبور ومناقبيات تقضي على كل رين وحقد وإحن في النفوس. شذى الحرية يعبق من كل ناحية وزاوية، يردد صدى اللاءات الموجعة الموجهة للمتمردين عليها، والذين كادوا أن يعقروها وها هو نسغهم يترائى عليها للقاصي والداني لا يمحى إلا بالدم ورائحة البارود. هكذا يتعلم منه الهائمون على أعتابه يأخذون منه ويستلهمون، نعم إنه هو الذي غسل عارها وشنارها، وهو الذي قدمها للإنسانية على طبق من ذهب، حينما خط بدمه الطاهر كفى بك ذلا أن تعيش وترغما... فكانت تلك الفضاءات بحق أديم الثقافة الخضراء ومروج علوم أهل البيت عليهم السلام، الملفعة بأزهار الولاية، والمعبقة بفضاءات يتضوع نسائمها القاصي والداني في الحرم المقدس والرحاب الطاهر لأبي عبد الله الحسين عليه السلام. لا يزال أريجه وشذى عبقه يشد ويأسر العاشقين الذين يتوافدون زرافات ووحدانا، لانتشاء الروح بجلالة المنظر ومهابة المزور وغزارة ما تتدثر به من خيرات حسان، وعلوم جمة، وبركات لا شية فيها ولا هزال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك