قلم : سامي جواد كاظم
التاريخ لا يبالي بالمحرفين والمدلسين فيه لانه سيكون هنالك تاريخ غير مشرف لكل عابث به والتاريخ الحقيقي يبقى شاهد وحاكم ، والتاريخ هو كلمة واثر ، فالكلمة يحاول العابثون ان يمحوها او يحرفوها من خلال الزيادة او النقيصة ودائما الاستشهاد بالكلمة من التاريخ لاثبات راي ما يحتاج الى جهد كبير على عكس الاثر فعندما تلحظ اثر فانه يقودك للاستدلال او السؤال وهو يكون في نفس الوقت حجة و وسيلة اعلامية لصاحب الاثر .دأبت الوهابية وهي احدى شرائح العابثين في التاريخ ان تطمر كل ما له علاقة بالتاريخ مستخدمة شتى انواع الوسائل من دس وتحريف وهدم الاثر تحت ذريعة الشرك بالله وجزاه خيرا السيد كمال الحيدري عندما فضح من هو الذي يشرك بالله من خلال برنامجه مطارحات في العقيدة .السبب الحقيقي وراء هذه الأعمال الخبيثة بحق التاريخ هو ان العابثين لا تاريخ لهم مشرف والا لو كانت لهم أعمال ترفع من شانهم لسعوا في سبيل الحفاظ على التاريخ ،والدليل على ذلك لو انهم حقا حسب ما يدعون انها اعمال شركية فالمفروض انهم يطبقون هذا في بلدهم وحصرا على من يقتنع برأيهم لا ان يعبثوا في تاريخ بقية البلدان من خلال عناصرهم الارهابية وهاهم سيستفحلون ان لم يستأصلون وبأقصى سرعة في مصر والقادم اسوء .عملية هدم الاضرحة في مصر هي حلقة من تلك الحلقات الوهابية التي كثيرا ما خططت وعولت عليها المدرسة الوهابية من خلال دس عناصرها في جامع الازهر لغرض تحريف التاريخ وهاهو التاريخ يدلو لنا باحدى الوثائق التي تكشف زيف الوهابية بخصوص التبرك بالاضرحة وزيارة القبور بانها من الشركيات .جاء في عمدة كتبهم الناصبية لاهل البيت البداية والنهاية لابن كثير ( 701 ـ 774هـ ) وبتحقيق الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والاسلامية بدار هجر الجزء الثامن عشر ص 289 يقول ابن كثير لما دخلت سنة ثمان وعشرين وسبعمائة توفي احمد ابن تيمية وذكر الاحداث التي رافقت وفاته قائلا : " وشرب جماعة الماء الذي فضل من غسله ، واقتسم جماعة السدر الذي غسل به ،وقيل إن الطاقية التي كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهم ،وقيل إن الخيط الذي فيه الزئبق الذي كان في عنقه بسبب القمل دفع فيه مائة وخمسون درهماً ، وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء وتضرع ، ، وتردد الناس الى قبره أياماً كثيرة ليلاً ونهاراً "اذن التبرك بماء غسل جثة ابن تيمية لم يكن شرك ؟ وبيع عمامته على عكس رفض اثار ومتعلقات رسول الله التي اعتبرت شرك اما عمامة ابن تيمية فهي بركة !!!واما حكاية خبط الزئبق والقمل فلا تعليق لنا عليه لانه واضح الدلالة ، ولاحظوا ان الناس يترددون على قبره من غير منع او تعقيب من ابن كثير على هذه الحالة التي أصبحت شرك لغيرهم .قد يهدم الأثر اليوم الا ان صاحب الأثر عندما يكون له موقف مشرف في التاريخ فانه يبقى ويحتم على الناس إعادة إحياء الأثر ، وللوهابية سابقة في الهجوم على ضريح الحسين عليه السلام في كربلاء وكيف هو الحال اليوم ؟ فالضريح عاد شامخا أفضل مما كان عليه قبل التهديم والذين هدموا القبر رحلوا الى مزابل التاريخ من غير ذكر غير فعلهم الشنيع في كربلاء.
https://telegram.me/buratha