المقالات

من كسرى يزدجرد الى حمد ال خليفة نذر الشؤم.. وعدالة السماء

1362 11:19:00 2011-04-04

بقلم : فاطمة الحسني

في الاسابيع المنصرمة وعلى وقع التداعيات والتغييرات الجذرية التي شهدتها المنطقة العربية والتي اججتها النار المشتعلة في عربة خضار البو عزيزي والتي يجب ان نرفع لها القبعات لانها كانت شرارة للثورة ونذيرا للتغيير وزعزعة عروش الطواغيت.

ومع امتداد هذه الثورة المباركة الى عدة بلدان عربية وبتطور الاحداث التي جعلتنا نتسمر اياما وليالي امام شاشات التلفاز لنشاهد الاحتجاجات والتظاهرات في تونس ومصر مع استمتاعنا بروح الفكاهة التي صاحبت ثورة الشباب المصري , صرنا بعدها نشاهد العديد من المشاهد الدامية والحوادث المؤلمة في ليبيا واليمن واخيرا البحرين.

ان ما جرى يقودنا الى نتيجة واحدة وهي ان جميع الحكام العرب يجمعهم شيء واحد , وهو التشبث بالكرسي والاستعداد لسحق شعوبهم من اجله وانهم جميعا ينتمون الى مدرسة واحدة وهي مدرسة التسلط والظلم والطغيان.ومن الملفت ايضا الى ان جميع الثورات تم تسليط الاضواء عليها اعلاميا ولاقت التعاطف والمساندة من معظم المجتمعات وحتى الحكومات في بعض الاحيان , لكن في حالة الثورة البحرينية صدمنا ونحن نتابع التحشيد والاصطفاف الطائفي والتنكر لمشروعية المطالب العادلة والسلمية لهذا الشعب الاعزل ومباركة القمع الوحشي للمدنيين العزل من الاخوة البحارنة الذين طالبوا بالعدل والحرية بصورة سلمية, واصبح وعاظ السلاطين وشيوخ الفتنة النتنة يتحفونا بفتاويهم الطائفية البغيضة ويشرعنون قتل وابادة المتظاهريين العزل لانهم ينتمون الى مذهب غير مذهب هؤلاء الوعاظ وهم بذلك يستحقون القتل والتعذيب والابادة ما استطاع الى ذلك الحاكم الظالم سبيلا !!

وشاهدنا ايضا في الحالة البحرينية تدفق الجيوش من دول اخرى لسحق الشعب البحريني الاعزل , كل هذه الامور المثيرة للاستغراب كانت مصحوبة بصمت عربي ودولي مخجل ومثير للريبة والصدمة.اذ يبدو ان الدم البحريني المراق هو الارخص في المعادلة الطائفية والمصالح البترولية تماما كما كان حال اخوتهم العراقيين في انتفاضتهم التي تم سحقها بتواطيء خليجي امريكي قبل عشرين عام من قبل نظام المقبور صدام بسيناريو مشابه.وعلى الرغم من تواطيء المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة ووقوفهم الى جانب الظلمة ضد الشباب الاعزل واغماض العيون عن الجرائم التي ارتكبت في البحرين والتي ترقى الى مستوى الجرائم ضد الانسانية , لكن الشيء الاكيد والحتمي هو ان عدالة جبار السماوات والارض لابد وان تتحقق في نهاية المطاف وان المكر السيء سوف يحيق باهله لا محالة , وهذه هي سنة الله في خلقه.

فسلطان ال خليفة الجائر لم ولن يكون باقوى وامنع من سلطان الكتلة الشيوعية في روسيا واوربا الشرقية والتي شاهدنا جميعا سحقها باقدام شعوبها وكذلك لن يكون باقوى من سلطان ال عثمان الذي تسلط على رقاب الشعوب لعدة قرون, او دولة الاكاسرة من الفرس والتي داستها سنابك خيول العرب.

عندما كنت اشاهد في نشرة الاخبار منظر تحطيم نصب اللؤلؤة في دوار اللولؤ في المنامة, تذكرت حادثة طريفة نقلتها لنا كتب التاريخ ولا ادري لماذا اخذ ذهني بربطها بعملية هدم النصب المذكور.تروي كتب السير والتاريخ بان القائد المسلم سعد بن ابي وقاص وقبل بدء الحرب مع الفرس بمعركة القادسية قام بارسال وفد للتفاوض مع كسرى ملك الفرس الذي كان معروفا بغروره وتعاليه وصلفه وعندما التقى كسرى يزدجرد بالوفد العربي والذي كان يراسه الفارس العربي المعروف عمرو بن معد كرب اراد كسرى ان يستهزء ويهين العربفسالهم ... من منكم الاشرف نسبا والاعلى مقاما؟فصمت القوم...وكرر الملك الفارسي السؤال عدة مرات بعدها تقدم احد افراد الوفد وقال:انا ايها الملك...فهمس كسرى باذن اقرب معاونيه اليه .. وما هي الا لحظات واذا بالمعاون يرجع وهو يحمل زنبيل مملوء بالترابامره كسرى بان يضعه على كتف الرجل العربي وهو يضحك باستهزاء وقال للوفد هيا اخرجوا بجوابي هذا الى الذي بعثكم الي.استغرق كسرى وحاشيته بالضحك على منظر الرجل المسلم وهو يحمل الزنبيل والتراب يندلق على كتفهبعد ذلك دخل على كسرى احد الحكماء وتعجب من ضحك وقهقهة القوم فاخبره كسرى بالخبر المضحك فقال ذلك الحكيم للملك المغرور: او تدري ما صنعت يا مولاي؟انك قمت بتسليمهم تراب فارس بيديك وهذا نذير زوال ملكك ومجد فارس وسيطرة العرب وتملكهم على ارض فارس.

لقد كان هذا الحكيم محقا بقراءة هذا الحدث واعتبره نذيرا لاحداث جسام تحملها قادم الايام لقد استذكرت هذه الحادثة وانا انظر الى نصب اللؤلؤة ينهار باعمدته الستة والتي تمثل كل منها دولة من دول مجلس التعاون, هذا النصب الذي انشىء اساسا بمناسبة اول قمة لهذا المجلس.

لو كنت في مقام تقديم النصح لحكومة البحرين لكنت نصحتهم بان لايقوموا بهذا العمل الاحمق والمشابه في حمقه لتصرف كسرى وذلك لما يحمله من نذير خراب وزوال لهؤلاء القوم.وقد قال الباري عزوجل ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك واورثناها قوما اخرين).وايضا قال تعالى ( وبشر الصابرين).وقال جل من قائل ( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا بالارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) صدق الله العلي العظيم.

فاطمة الحسني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
السيد علي الموسوي
2011-04-06
الرجاء من الاخوان الاعزاء عند التطرق للتاريخ عليهم ان يكونوا على فطنة ودراية , وهذا ليس عيباً وبالخصوص اذا كان الكاتب من تابعي مدرسة أهل البيت عليهم السلام , فما هذا التخبط يا أخت فاطمة , من قال بان المعركة كانت بين العرب والفرس , وهي بين الاسلام والكفر , وثانياً ما هذا المديح لسعد بن ابي وقاص ومن قال بانه ادار المعركة يا أخت . الظاهر ان الاخت تقرأ التأريخ من الافلام .سعد من أصحاب العقبة الذين تآمروا على قتل رسول الله في عقبة هرشى بأن ينفروا به ناقته بدحرجة دباب .وابنه عمر بن سعد قاتل الحسين
نورس
2011-04-05
آل الخليج مهزومون لا محالة لانهم ظلموا من لم يجد عليهم معينا الا الله هل درع الجزيرة اقوى من الله
عراقي
2011-04-05
اي والله احسنت بهذا التحليل وهو الاقرب بأذن الله الى التحقيق انهم يتخبطون ومآلهم الى الزوال وعلينا صف الصفوف والصبر والحكمة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك