احمد عبد الرحمن
في شهر نيسان -وتحديدا خلال الايام العشرة الاولى منه شهد احداثا ووقائع كبرى في مفاصل زمنية مختلفة، وهذه الاحداث والوقائع وان بدا كل واحد منها منفصلا وبعيدا عن الاحداث والوقائع الاخرى، الا انها اوجه الترابط فيما بينها غير قليل.ففي السابع من نيسان قبل واحد وستين عاما تأسس حزب البعث، وهذا من دون شك يوم مشؤوم في حياة العراقيين عموما، لما اقترفه ذلك الحزب من جرائم بسبب سياساته الكارثية، وخصوصا بعد انقلاب السابع عشر من تموز من عام 1968 وحتى سقوط نظام البعث الصدامي بعد خمسة وثلاثين عاما.ومازالت اثار ومخلفت تلك السياسات الكارثية ماثلة امامنا بكل وضوح.ومن بين تلك السياسات الكارثية عمليات تهجير الاكراد الفيليين الذين يمثلون شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي، وكنا قد تطرقنا الى قضيتهم في هذه المساحة يوم امس، بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لشروع نظام البعث الصدامي البائد بتلك العمليات الاجرامية التي مثلت واحدة من ابشع صورة الانتهاكات لابسط حقوق الانسان.ان التهجير حصيلة ونتيجة طبيعية لوجود نظام البعث الصدامي في السلطة، ولولا وجود ذلك النظام لما حصلت تلك الجريمة، بل تلك الجرائم.وغير بعيد عن التهجير، الجريمة المروعة والحدث الجلل المتمثل بأستشهاد المفكر والفيلسوف الكبير اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية الطاهرة بنت الهدي قبل واحد وثلاثين عاما ايضا.ان عملية اعدام الشهيد الصدر وبنت الهدى (قدس سرهما الشريف) كانت في واقع الامر واحدا من سلسلة الاجرام البعثي الصدامي الذي اريد منه ورائه اطفاء جذوة الثورة وشعلة الرفض والتحدي لذلك النظام، ولم يكن يدر في حسبان هذا الاخير ان جرائمه المتكررة والمتواصلة وسعن نطاق الرفض والمواجهة والتحدي له، لتنتهي به بعد عقدين ونيف من الزمن الى مزبلة التأريخ.والتاسع من نيسان من عام 2003 كان -وان اختلفت الرؤى والتقييمات لما جرى فيه-ثمرة نضال وجهاد طويل وتضحيات كبرى لكل فئات وشرائح ومكونات الشعب العراقي الذي ماكان له ان يركن ويرضى بالظلم والجور والطغيان والاستبداد الصدامي.ان التأريخ سجل بأحرف من نور نضالات العراقيين وتضحياتهم، وسجل كذلك التأريخ الدموي الصدامي، الذي لابد ان نتوقف عنده اليوم ونحن نشهد صورا منه تتكرر في بعض بقاع عالمنا العربي.
https://telegram.me/buratha