بقلم: عبد الواحد ناصر البحراني
في الوقت الذي يحاول فيه أهلنا في الكويت تشكيل حكومة جديدة تمثل جميع أطياف الشعب و تقود البلاد إلى مستقبل آمن و مستقر ، تحاول بعض معاول الفتنة أن تضرب في بنية الاستقرار في الكويت و تحرض على عنف غير مبرر. و قد بات هذا الأمر معروفا ً من قبل أبناء المجتمع الكويتي بشكل خاص و الخليجي بشكل عام. و إن صح القول فإن ما يجري حاليا ً من قبل البعض هو مناورات استفزازية غايتها في المقام الأول تحويل الاستقرار إلى فوضى و خراب و دمار يبرر استخدام العنف و يجر البلاد إلى سيناريوهات لا تقل عن تلك التي تجري في البحرين أو العراق مثلا ً.
آخر هذه المناورات ما قام به من يلقب بالمحامي (أسامة المناور) في إحدى الندوات في الكويت و نقلته إحدى المحطات التلفزيونية. حيث تجرّأ هذا الأخير بالتطاول على مقام المرجع السيد السيستاني واصفا ً إياه (بكبير الحاخامات) . و للتاريخ نقول بأن النهج المشرف الذي يتبعه سماحة السيد السيستاني هو الذي منع العراق و المنطقة برمتها من الانزلاق إلى أتون الحرب الطائفية. في حين يسعى هذا المناور هو و من يقف وراءه إلى تأجيج نار الطائفية ليس في الكويت الحبيبة و حسب بل و في العالم الإسلامي أجمع. و يتناسى هذا الذي يدّعي المحاماة أن أصدقاءه من أصحاب الفتن في العالم هم الذين أحرقوا القرآن قبل أيام في حين وقف هو على المنابر يحرض بقصائده على إخوانه المسلمين في البحرين و السعودية.
و للأمانة أقول بأن ما جرى لا يستحق التعليق فالسيد السيستاني لا يصل إلى مستوى هؤلاء المتدني فالشجرة المثمرة ترمى دائما ً بالحجارة. لكني ألفت انتباه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى أن الحرية التي تتمتع فيها الكويت في عهده يساء استخدامها من قبل البعض. و هؤلاء لا يرجون إلا أن تكون الكويت ساحة للنزاع و الاحتراب الطائفي. و أرجو أن يلتفت سموّه إلى أن شبكات التجسس الأجنبية ليست وحدها العدو الذي يهدد أمن الكويت بل إن في الكويت من يحاول أن يقسم الشعب الواحد على أسس غير تلك التي اعتاد عليها أهلها. كما أن الكويت تعيش في واقع جغرافي حسّاس و تمر بظروف حرجة لا سيما و أن الأحداث التي تجري في الشارع العربي و الخليجي خصوصا ً تشكل منعطفا ً واضحا ً يتطلب الوعي و التضامن من الجميع.
إذا ً فما هو المبرر من استعداء دول و شعوب على الكويت ؟ و من هو المستفيد من كل ما يجري؟ و لماذا يريد المناور أن يكون الكويتييون في مقدمة المدفع ليخوضوا حربا ً افتعلها غيرهم و لا ناقة للكويت فيها و لا جمل.
إن الآمال معقودة على حكمة سمو الأمير المعهودة في كبح جماح أصحاب الفتنة أمثال المناور و غيره من الذين يتصيدون في المياه العكرة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن.
و نحن ندرك أن الشيخ صباح الأحمد الصباح يعي أهمية و حساسية بعض القضايا و أهمية بعض الرموز بالنسبة لشريحة واسعة من الكويتيين و المسلمين بشكل عام بمن فيهم جيران الكويت. فالمناور و من يقودون قطار الفتنة معه يريدون أن يجروا الكويت إلى محاور تتصارع فيما بينها و يهدم كل ما بناه سمو الأمير من تآلف و لحمة وطنية كويتية على مر السنين.
لقد كانت الكويت و ما تزال نموذجا ً خليجيا ً مميزا ً للحريات و حرية التعبير لكن هناك سقف و حدود معينة لا يجب تجاوزها. فحرية الفرد تقف عندما تبدأ حرية الآخرين و لا يجوز أن تتحول هذه الحرية إلى فوضى يعتبرها البعض فوضى خلّاقة . و إن ثبت أن ( المناور) يتبنى هذا المبدأ فإنه يؤكد على حقيقة واحدة فقط و هي أن الحاخامات الحقيقيين هم من يحيطون به و يؤيدونه لا غيرهم.
https://telegram.me/buratha