النائب اسكندر وتوت
لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في بسط سيطرتها على دولة أفغانستان وإسقاط حكم طالبان في الحرب عام( 2002) التي أعلنتها في مواجهة الإرهاب بعد إحداث أيلول سبتمبر(2001) الا ان سرعة ظهور الحركات الإرهابية التي كانت أفغانستان الحاضنة الرئيسية لها على الساحة وأصبحت مصدر قلق وإزعاج للقوات الأمريكية وحلفائها من حلف الناتو بل وأصبحت الهجمات التي تشنها هذه القوى سمه أساسية للمشهد الأفغاني وذلك للأسباب التالية:-
اولاً- الأخطاء القاتلة للقوات الجوية الأمريكية وعدم تفريقها بين المدنيين والمسلحين أدى الى ردود فعل وتحويل البعض منهم إلى مسلحين للانتقام بسبب قتل ذويهم .
ثانيا- تزايد العمليات المسلحة لحركة طالبان بعد اتفاقات مع تنظيم القاعدة والعمل تحت مضله واحدة ركز عمل هاتين الجهتين مما أدى إلى تركيز الهجمات كما ونوعا.
ثالثاُ-فتور العلاقات الأمريكية مع باكستان وخصوصا بعد قيام القوات الأمريكية بضرب معاقل طالبان في الأراضي الباكستانية و المناطق المتاخمة لأفغانستان (منطقة القبائل) وهذا بدوره أدى الى عدم تعاون باكستان مع القوات الأمريكية مما فقدت قوات التحالف الدعم ألاستخباري واللوجستي الباكستاني
رابعاً-عدم وجود مصالحة حقيقية في أفغانستان وتغلب لغة السلاح على لغة التحاور واعتماد المنهج العسكري بدلا من السياسة.
خامساً-عدم تجفيف منابع تمويل الإرهاب واستشراء تجارة المخدرات وزراعتها في ارض أفغانستان أصبحت مصدر إستراتيجي لتمويل العمليات الإرهابية بما تدر هذه التجارة من إرباح كثيرة
سادساً-عدم ضبط الحدود بشكل محكم بين أفغانستان وباكستان وذلك بسبب جغرافية المنطقة كون المنطقة جبلية وارض وعرة يصعب السيطرة عليها هذا بالإضافة إلى متانة العلاقات الاجتماعية بين سكان أفغانستان وباكستان
سابعا- عدم وجود تبادل استخباري بين الدول حول المعلومات الخاصة بالإرهابيين وتنقلاتهم من دولة إلى أخرى.
ثامنا- وجود بعض الأفكار التي تدين بالتطرف في المدارس الدينية المتواجدة في باكستان وأفغانستان وبعض الدول العربية مما أدى إلى استمرار لهذا الفكر وبالتالي استمرار رفد الإرهابيين بهذه الأفكار.
تاسعاً-عدم الاستفادة من التجربة العراقية في استخدام قيادات العشائر تحت مسمى الصحوات وخطة امن بغداد حيث نجحت في تحجيم الإرهاب
عاشراً- تدني معنويات القوات الأمريكية وقوات التحالف معها بسبب الشعور ان هذه الحرب لا طائل منها يقابلها ارتفاع من معنويات المسلحين بسبب العمليات الناجحة التي تقوم بها هذه المجاميع بين حين وأخر.
ومما تقدم نرى ان الطريق إلى إنهاء العنف والعمليات الإرهابية في أفغانستان وخروج أمريكا من هذا المستنقع الآسن هو بمعالجة النقاط الأنفة الذكر والوقوف عندها وإخضاعها للتحليل والاستنتاج بمدى جدوى هذه الحرب وكيفية الخروج من هذا المأزق.
https://telegram.me/buratha